الأسعار تحلّق في أسواق السويداء.. واللحوم حلم المواطن
تستمر الأسعار بالارتفاع في أسواق محافظة السويداء، ما يزيد معاناة المواطنيين وخاصة أولئك ذات الدخل المحدود، والذين باتت بعض أصناف الأطعمة كالحلم لديهم في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية.
وفي هذا الشأن التقت كاميرا السويداء A N S مع عدد من المواطنين في محافظة السويداء، واشتكى جميعهم من ارتفاع الأسعار وعدم تناسبها مع الدخل المحدود للمواطن وتسألوا إلى متى ستبقى الأمور على هذه الحال.
وقال المواطنون إن اللحوم من أشهر لم تدخل إلى منازلهم، ويتراوح سعر كيلو اللحم الأحمر بين 8 وحتى 10 آلاف ليرة سورية، وأشار أحدهم أنه يشتري لحم أحمر بمقدار 3 آلاف ويقسم الكمية إلى أكثر من قسم ليستطيع وضعها في عدة أنواع أطعمة.
بدورها قالت إحدى السيدات إنها لا تذكر متى آخر مرة أكلت فيها اللحمة، فراتبها الذي تتلقاه نتيجة عملها كمعلمة لدى مدارس السلطة السورية لا يكفيها إلا لشراء الاحتياجات الأساسية.
وأضافت: “أنا معلمة للأسفة أخجل أمام طلابي، لأنني لا أستطيع شراء قطعة ثياب جديدة، ولدي خمسة أطفال إذا أردت شراء أرز لهم فقط أتلبك كثيرا”. وتابعت: “أنا لا أريد أن أعيش عيشة فاخرة وفخمة، أريد فقط أن أستطيع إطعام أطفالي أكلة عادية جدا، وأن لا أخجل أمام طلابي وخاصة أنني اعتبر قدوة أمامهم”.
وفي ظل هذا الارتفاع بات المواطن السوري يبحث عن شتى الطرق حتى يستطيع أن يتدبر لقمة عيشه، وباتت ثقافة التقنين والشراء بالحبة الحل الأوفر أمامه، وخاصة في ظل ارتفاع أسعار السلع والمنتجات وعلى رأسها الفواكه والخضار.
وفي جولة لمراسل السويداء A N S في الأسواق رصد ارتفاع كل المواد الأساسية بشكل كبير مقارنة بما كانت عليه قبل فترة قصيرة،حيث تربع الليمون على قائمة الغلاء الفاحش، إذ يباع الكيلو الواحد منه بنحو 2000- 2200 ليرة سورية، وفي بعض الأوقات يصل سعر الكيلو 2500 ليرة وبدون (تنقاية)، وإذا تذمر الزبون من ارتفاع السعر يطالبه البائع على عجل وبتنمر أن يدع حبة الليمون من يده والبحث عن السعر الأرخص.
أحد المواطنين قال، إن الأسعار ترتفع وتتأثر بأسعار الصرف ووباء كورونا المستجد وبتقلبات الطقس ولا تنخفض لأي سبب، عازياً السبب وراء ذلك إلى ضعف الرقابة التموينية على الأسواق، وتلاعب التجار.
ومن الملاحظ أن الأسعار ترتفع كل يوم ما بين ١٠٠- ٣٠٠ ليرة، لتخرج الكثير من السلع عن إمكانيات الغالبية من المواطنين من أصحاب الدخل المحدود ومن توقفت أعمالهم بسبب الإجراءات الاحترازية.
وعلّق أحد المواطنين قائلا إن “أسعار الليمون تزيد كل يوم 200 ليرة عن اليوم الذي سبقه، فلا التجار يرحمون المواطن ولا مديرية التموين ترحمه من خلال مخالفة أصحاب المحال الذين يبيعون بدون تسعيرة”.
وكانت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في السويداء قد قالت إنها يوميا تصدر نشرة أسعار للخضراوات والفواكه واللحوم تراعي فيها العرض والطلب في السوق، ومناطق الإنتاج، وتكلفة النقل، مبينة أن الارتفاع الحاصل في أسعار بعض المواد يعود إلى زيادة الطلب مقابل قلة العرض.
أما فيما يخص سعر الليمون الحامض فقد كان ردها: “لا يتم تسعير مادة الليمون ضمن نشرة الأسعار الصادرة عن المديرية باعتبار أنه يخضع للعرض والطلب في السوق، إضافة إلى أن الكمية الواصلة لأسواق السويداء قليلة رغم الطلب الكبير عليها للاستفادة من فيتامين c الموجود فيه، خاصة في ظل توجه الجميع للحصول على الفيتامين لمواجهة فيروس كورونا”.
ويوجه الأهالي الاتهامات للسلطة السورية باعتماد سياسية التجويع الممنهجة بحق المواطنين عن قصد ووقوفها إلى جانب الفساد بدلاً من محاربته، خاصة في ظل غياب ضبط الأسعار في الأسواق وتفاوت الأسعار بين منطقة وأخرى وبين محل تجاري وآخر.