أخبار

السلطة السورية تضيّق على النازحين الموتى في ريف دمشق

 

تستمر معاناة النازحين الذي هربوا إلى مناطق سيطرة السلطة السورية بعد قصف قوات الأخيرة وبمساندة روسية لمنازلهم واشتداد المعارك فيها، ويستمر تضيق السلطة عليهم في مناطق نفوذها.

ولم يقتصر تضيق الميليشيات التابعة للسلطة السورية على النازحين الأحياء فقط في ريف دمشق، بل طال حتى الأموات والذين بات أمر الحصول على قبر لهم يحتاج لعمليات تزوير.

ففي منطقة جمرايا بريف دمشق يحتاج النازحون للحصول على موافقة أمنية فرضتها ميليشيا “اللجان الشعبية” عليهم، من أجل دفن موتاهم ضمن المقابر المخصصة لعائلات البلدة الأصلية.

وفي هذا الشأن تحدث نازح من دير الزور إلى بلدة جمرايا، كيف منعهم حارس مقبرة البلدة من دفن والده الذي توفي جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد، وطالب بإبراز الموافقة الأمنية الخاصة بإجراءات الدفن.

وقال إن الموافقة تصدر عن ميليشيا اللجان الشعبية التابعة للحرس الجمهوري، والتي تتولى الملف الأمني للمنطقة، ما دفعه لإرسال أحد أشقائه لاستصدارها، في الوقت الذي بقي فيه مع المشاركين بمراسم التشييع بالقرب من باب المقبرة، موضحاً: “لم يكن لدينا أدنى فكرة عن فرض تلك الموافقات”.

وأضاف في تصريحات لموقع “صوت العاصمة” أن شقيقه لم يستطع الحصول على الموافقة لأن الميليشيا تمنع دفن النازحين في مقبرة البلدة، وفقاً لتعليمات وزارة الأوقاف.

وأشار إلى أنهم دفنوا والدهم في مقبرة نجها في محيط العاصمة دمشق، والتي خُصّصت لدفن ضحايا كورونا، لا سيما النازحين من المحافظات الأخرى.

ويعد والد الشاب النازح واحد من 50 نازحا إلى بلدات وادي بردى في ريف دمشق الغربي، الذين توفوا جراء إصابتهم بفيروس كورونا خلال الأشهر القليلة الماضية، ومُنعوا جميعاً من الدفن داخل القبور المخصصة للمتوفين من عائلات البلدات الأصلية في المقابر الرسمية، رغم السماح مؤخراً لذوي المتوفين جراء الإصابة بالفيروس بدفن ضحاياهم في المقابر الرسمية، ضمن شروط وضوابط لا تُطبق في معظم الأحيان، إلا أنها ما زالت تمنع النازحين من الدفن داخل المقابر.

يشار إلى أنه وعلى الرغم من إصدار حكومة السلطة منتصف نيسان الفائت قرارا بدفن الأشخاص الذين يتوفون بسبب فيروس كورونا في مقبرة نجها، إلا أن السكان الأصليين لبلدات دمشق وريفها لا يزالون يدفنون مواتهم المصابين بهذا الفيروس في مقابر مناطقهم.

ونظرا لهذا التضيق على النازحين لجأت عشرات العائلات النازحة إلى تزوير شهادات الوفاة للتخلص من مشكلة دفن أقاربها المتوفين جراء الإصابة بالفيروس، عمدت خلالها إلى تغيير سبب الوفاة، وتحديده بمرض مزمن أو أزمة قلبية، لقاء مبالغ مالية وصلت إلى نصف مليون ليرة سورية في بعض الأحيان.

وبحسب صوت العاصمة فإن عدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا في قرى وادي بردى بريف دمشق، تجاوز الـ 80 حالة وفاة، بينها 50 حالة لأبناء القرى الأصليين، و30 حالة للنازحين إليها، كونها تضم أكثر من 50 ألف نازحاً، معظمهم من محافظتي دير الزور والرقة شمالي شرق سوريا

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *