السويداء.. تجدد حركة “داعش” في البادية بتسهيل إيراني
منذ أكثر من ثلاثة أشهر يتابع فريق الدراسات والرصد بمؤسسة أنا إنسان عمله في رصد نشاط تنظيم “داعش” الإرهابي في عموم البادية السورية وبادية السويداء خصوصاً، حيث عمل الفريق على تحديد إحداثيات ومواقع جديدة استولى عليها التنظيم بعد انسحاب الإيرانيين و”حزب الله” منها، وقد تم رصد زيادة في حركتهم ونشاطهم في الأيام الأخيرة بشكل ملحوظ.
كذلك شهدت القرى الشرقية في محافظة السويداء والتي تعتبر خط دفاع أول عن المدينة حركة نزوح خلال السنتين الماضيتين، وفي هذا الشأن قابلت “أنا إنسان” عدد من الأهالي لتعرف الأسباب وراء هذا النزوح.
وأكد الأهالي عدم توفر الكهرباء في القرى الشرقية وإهمال السلطة السورية والقائمين في محافظة السويداء لكل النداءات التي وجهت لهم من المواطنيين.
عدم توفر المياه رغم وجود آبار صالحة للشرب لم يتم تفعيلها والإستفادة منها، مما سبب جفافاً للأراضي ونزوح الكثيرين نحو مناطق أخرى داخل السويداء وترك بيوتهم وأراضيهم بحثاً عن لقمة العيش.
وعدم توفر التعليم وإغلاق العديد من المدارس بقرار من مديرية التربية في السويداء دون تقديم أسباب مقنعة لهذه القرارات التي حرمت الكثير من أبناء القرى من التعليم فضلاً لعدم توفر كوادر دراسية للمدارس المتبقية الأمر الذي أجبر العائلات على النزوح نحو مناطق أخرى في السويداء والسكن في مناطق تتوفر فيها مدارس مثل ( شهبا – السويداء ).
كذلك عدم وصول مساعدات للقرى الشرقية رغم وصول كميات كبيرة قادمة من الأمم المتحدة للدولة السورية، لكنها لم تصل إلى أهالي هذه القرى.
وما زال خطر داعش متواجداً حتى اللحظة في المناطق المحاذية للقرى الشرقية، وهناك تحركات شاهدها الأهالي للدواعش خلال الفترة الماضية.
ووفقا للأهالي فإن السلطة السورية والقائمين في دوائر الدولة في مدينة السويداء قد قاموا بقطع ومنع كل الاحتياجات الرئيسية عن هذه القرى وهي من حق أهالي القرى التي ينص عليها الدستور السوري، حيث لم يشمل هذا المنع قطاعاً واحداً وإنما شمل كل القطاعات الرئيسية (الكهرباء – المياه – التعليم – الصحة) مما سبب بهجرتهم وهذا يحملهم (السلطة السورية والقائمين في دوائر الدولة في مدينة السويداء) مسؤولية كبيرة وخطيرة أمام أهالي السويداء وأمام المجتمع الدولي وأمام المحاكم الدولية عند المحاسبة والمساءلة عن سبب هذا التقصير بحق قرى تعرضت سابقاً لهجوم من تنظيم إرهابي، وما زالت إلى اليوم تحت خطر هجوم آخر مما يجعلنا نضع هذا التقصير في خانة تسهيل عمل هذه التنظيمات ودعمها.
ولا بد من التذكير من تورط السلطة السورية سابقاً في هجوم تنظيم داعش في 25 تموز 2018 عندما قامت السلطة بنقل الدواعش من مخيم اليرموك إلى بادية السويداء رغم رفض أهالي السويداء لذلك، ثم سحبت قواتها وتركت تلك القرى في مواجهة التنظيم وحدها دون نسيان سحب السلاح من أيدي الأهالي قبل الهجوم بيومين وعدم تدخل قوات السلطة في معارك التحرير التي استطاع أبناء مدينة السويداء وحدهم من طرد الإرهابيين.
تجدد نشاط داعش في بادية السويداء
في الأيام الماضية زادت حركة تنظيم داعش الإرهابي في بادية السويداء، وخصوصاً بعد انسحاب ميليشيات إيرانية من بعض المواقع واستلامها من قبل داعش، فضلاً عن وجود صور جوية توضح وجود سيارات تابعة لقوات السلطة السورية بالقرب من نقاط لداعش كما في الصورة رقم 1.
وقد تم رصد مواقع انتشار تنظيم داعش في بادية السويداء وتحديد مواقعها عبر صور جوية مع تحديد إحداثياتها يمكنك الاطلاع عليها عبر الصور المرفقة.
ويأتي هذا التجدد للنشاط بعد انسحاب إيران وحزب الله الإيراني من عدة مواقع وتسليمها لتنظيم داعش، دون نسيان تقديم الإمداد لهم من طعام ومؤون وذخيرة عبر أشخاص فاسدين في تابعين للحكومة في السويداء، حيث يتم نقل الطعام لهم من داخل السويداء عبر سيارات مدنية وأحياناً عسكرية.
بدورها مؤسسة أنا إنسان وعبر قسم الدراسات والرصد والقسم القانوني، أعدت دراسة كاملة ومفصلة عما يلي:
تهجير أهالي القرى الشرقية نتيجة قطع السلطة السورية والقائمين في محافظة السويداء (الكهرباء – المياه – التعليم – الصحة) وإجبار أهالي هذه القرى على ترك قراهم بدلاً من دعمها.
وكذلك نشاط تنظيم داعش الإرهابي في بادية السويداء وضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته في ظل غياب السلطة السورية وانتشار الفساد فيها والعبث بحياة المواطنين وعدم قدرتها على إدارة البلاد.
إن نشر هذا الدراسة للعلن هي لوضع أهالي السويداء خصوصاً، وأهالي الجنوب السوري عموماً أمام حقيقة ما يجري دون أي تجميل وطرح الحقيقة كما هي، في ظل انشغال السلطة بخرق القانون والدستور وتحقيق غايتها الخاصة وحماية الفاسدين والمتورطين في قضايا دعم للإرهاب.