بايدن يعين ويرشح لإدارته 5 مسؤولين معارضين للأسد
عيّن ورشّح الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن حتى الآن 5 أشخاص في مناصب حساسة بإدارته المقبلة وجميعهم يتخذون مواقف مناهضة وحادة من بشار الأسد وحكمه.
وإلى الآن عين جو بايدن 4 أشخاص في مناصب حساسة بإدارته المقبلة، في حين رشح خامسا لشغل منصب وكالة الاستخبارات الأمريكية.
والشخصيات الخمسة هم، وزير الدفاع الجديد لويد أوستن، ونائبة الرئيس كامالا هاريس ، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جاك سوليفان، وآخرهم المرشح الأبرز لقيادة وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي أي مايك موريك، الذي كان يشغل منصب نائبا لمديرها السابق.
نائبة الرئيس “كامالا هاريس”
فازت السيناتور عن ولاية كاليفورنيا كامالا هاريس، بمنصب نائب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، لتكون بذلك أول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وثالث مرشحة في المنصب بعد جيرالدين فيرارو في عام 1984، وسارة بالين في عام 2008، اللتين لم تنجحا.
وتبرز مناهضة “هاريس” لنظام بشار الأسد عبر ثلاثة مواقف رئيسة لها في أعوام مختلفة قبل وصولها إلى منصب نائب الرئيس.
في الموقف الأول، طالبت هاريس عام 2017، بعمل عسكري أمريكي في سوريا، وذلك بعد هجوم نظام أسد بالأسلحة الكيماوية على مدينة خان شيخون بريف إدلب.
وقالت هاريس في بيانها، “الرئيس السوري بشار الأسد هاجم المدنيين الأبرياء بشراسة، بمن فيهم عشرات الأطفال الذين ماتوا اختناقا بالأسلحة الكيماوية، وهذا الهجوم يعزز الحقيقة الواضحة بأن الرئيس الأسد ليس فقط دكتاتورا لا يرحم، ويعامل شعبه بوحشية، بل إنه مجرم حرب لا يمكن للمجتمع الدولي تجاهله.
وجاء موقفها الثاني في عام 2019، حين انتقدت قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسحب القوات الأمريكية من سوريا.
وأما الموقف الثالث، فكان في آب 2019، حين تعرضت في مناظرة رئاسية لانتقاد من عضو الكونغرس عن هاواي تولسي غابارد، بسبب سجلها كمدعية عامة، ليأتي رد هاريس بوصف غابارد بأنها “مدافعة عن الدكتاتور بشار الأسد”.
وهاريس من مواليد 20 من تشرين الأول 1964، وتبلغ من العمر 55 عامًا، ولدت في أوكلاند بولاية كاليفورنيا لأبوين مهاجرين، من أم هندية وأب جامايكي، وهي باحثة في مجال بحوث علاج السرطان وناشطة مدنية.
وزير الخارجية “أنتوني بلينكن”
في 23 تشرين الثاني 2020 عيّن الرئيس المنتخب بايدن الدبلوماسي المخضرم أنتوني بلينكن وزيرا للخارجية، حسبما ذكرت وسائل إعلام أمريكية.
وصدرت عدة تصريحات من قبل بلينكن بشأن الملف السوري خلال عهد الرئيس أوباما، وبحلفاء بشار الأسد روسيا وإيران.
وانتقد في مقابلة مع قناة “فرانس24 في عام 2015 التدخل الروسي في سوريا، واعتبر أن رحيل بشار الأسد ضروري لإنهاء ما أسماه الصراع في سوريا.
وقال إن “دعم موسكو للأسد، في شكل غارات جوية، ونقل أسلحة، ومساعدة مالية، قد زاد من نفوذ روسيا على الأسد الذي سيكون رحيله ضروريا لإنهاء الصراع”.
وأضاف أن عليها بدلا من ذلك أن تدفع باتجاه التحول السياسي في البلاد.
لكن عارض في 2017 خروج بلاده من الاتفاق النووي مع إيران لأن ذلك سيسمح لها ببناء وتطوير ترسانة نووية محتملة، وقال في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” حينئذ إنه في حال الخروج من الاتفاق “سيضطر الرئيس الأمريكي المقبل إلى بذل جهود كبيرة لتوحيد صف المجتمع الدولي في سبيل مواجهة هذا الأمر”.
وبلينكن من مواليد 16 أبريل/ نيسان 1962، وشغل منصب نائب وزير خارجية الولايات المتحدة من 2015 إلى 2017، ونائب مستشار الأمن القومي من 2013 إلى 2015 في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وزير الدفاع
أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بادين اختار الجنرال المتقاعد منذ سنوات “لويد أوستن” وزيراً للدفاع، ليصبح أول وزير يستلم هذا المنصب من أصول أفريقية.
نقلت شبكة “سي بي إس” عن مصادر مطلعة قولها إن اختيار أوستن وزيرا للدفاع جاء استجابة لدعوات أطلقتها منظمات الحقوق المدنية في الولايات المتحدة ومن تكتلات الحزب الديمقراطي ذات الأصول الآسيوية والأفريقية واللاتينية، لضمان أن يرشح بايدن أشخاصاً من الأقليات، وكذلك النساء في المناصب الوزارية العليا.
وكان لأوستين (67 عاماً)، دور هام في إدارة العمليات العسكرية في سوريا والعراق ضد تنظيم داعش، بين عامي 2013-2016 كما كان له دور كبير في قيادة برنامج التدريب لفصائل الجيش الحر الذي يقاتل ميليشيات بشار الأسد.
مايك موريل المرشح الأبرز لقيادة الاستخبارات الأمريكية.
ذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن الرئيس المنتخب رشح النائب السابق مايك موريل لإدارة وكالة الاستخبارات الأمريكية العامة سي آي إي.
وفي حال تعينه فإنه يعتبر من أكثر مناهضي بشار الأسد على الإطلاق، فقد تحدث في مقابلة قديمة له عن رغبته باستهداف بشار في قصره أو استهداف طائراته الخاصة.
مستشار الأمن القومي
اختار بايدن جاك سوليفان لمنصب مستشار الأمن القومي الجديد للولايات المتحدة، وكان قد شغل عدة مناصب في عهد أوباما، منها “مدير تخطيط السياسات” في وزارة الخارجية، ونائب مساعد الرئيس، في حين شغل كبير مستشاري السياسية في حملة هيلاري الرئاسية في العام 2016.
ورغم أنه كان يرى أن المطالبة بإصرار على رحيل بشار الأسد كانت خاطئة، لكن ذلك ليس تأييدا لبشار بل لأن بلاده لم تفعل شيئاً سوى التصريحات، وهو ما كان يراه خاطئا.
وفي مقال كتبه جاك سوليفان في صحيفة “ذا أتلانتك” الأميركية، أوضح أن الرئيس الأمريكي (أوباما حينئذ) أعلن أن على بشار الأسد الرحيل، لكن الولايات المتحدة لم تفعل أي شيء بعد ذلك، ما دفع الأسد إلى قتل مئات الآلاف من السوريين وتهجير الملايين.
ورأى في مقاله أنه “كان ينبغي علينا بذل المزيد لجعل النظام يغادر”.
فاز جو بايدن في الانتخابات الأمريكية، ليصبح الرئيس القادم للولايات المتحدة، متغلبا على دونالد ترامب، وباتت أنظار السوريين تذهب نحو الحاكم الجديد لمعرفة كيف سيتعامل مع الملف السوري والذي يزداد تعقيدا.
وسيتولى بايدن منصبه في العشرين من يناير مع مجموعة من الأزمات، حيث يتعين على بايدن معالجة جائحة وباء كورونا في وقت تتزايد فيه حالات الإصابة بفيروس كورونا ويشعر الأميركيون بتزايد اللامبالاة.
ويجب عليه إعادة بناء اقتصاد أغلقته عمليات الإغلاق بسبب الوباء، وسيحتاج إلى إعادة بناء علاقات أميركا مع الحلفاء المقربين والهيئات الدولية. وربما كان الأمر الأكثر صعوبة هو أن يعالج أمة منقسمة بشدة بسبب الحزبية والعداء العرقي والحروب الثقافية المستمرة التي يذكيها النفوذ المحلي والأجنبي.
سيضطر على الأرجح إلى العمل مع مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، على عكس أوباما الذي كان قادراً على العمل مع الكونغرس وهو بالكامل في أيدي الديمقراطيين.
وقال بايدن في خطاب إعلان النصر مخاطباً أنصاره الذين احتشدوا في ولايته ديلاوير بعد إعلان جميع شبكات التلفزيون الأميركية الكبرى فوزه بعد أربعة أيام من انتخابات يوم الثلاثاء: |أيها الأصدقاء، شعب هذه الأمة قال كلمته. لقد أعطونا فوزاً صريحاً، فوزاً راسخاً”.
وأضاف: “أتعهد بأن أكون رئيساً لا يقسم يؤمن بالوحدة. لقد سعيت إلى هذا المنصب لاستعادة روح أميركا، وإعادة بناء العمود الفقري لهذه الأمة، الطبقة الوسطى، ولجعل أميركا تحظى بالإحترام في جميع أنحاء العالم مرة أخرى.. والآن أصبح العمل على صنع هذه الرؤية حقيقياً”.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في العالمين العربي والغربي منذ اللحظات الأولى لإعلان وسائل الإعلام الأمريكية فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وتوجهت أنظار السوريين للرئيس الجديد، مترقبة الإعلان موقفه من الأحداث في سوريا والخطوات التي يتخذها في هذا الشأن.
وسبق أن رجح “جيفري” قبيل الانتخابات الأمريكية أن نتائج الأخيرة لن تؤثر على الملف السوري، وأن سياسة واشنطن لن تشهد تغيرات جوهرية إزاء ما يجري في سوريا.
وسبق أن قال أحد مستشاري حملة المرشح للرئاسة الأمريكية، جو بايدن، إن إدارة الأخير في حال تشكلها ستوضح للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه لا يمكن أن يكون هناك أي دعم أمريكي أو أوروبي لإعادة إعمار سوريا في ظل غياب إصلاح سياسي.
وأضاف المستشار بحسب صحيفة الشرق الأوسط: “لا بد أن يكون الإصلاح ذا مغزى وحركة موثوقة بشأن القضايا الإنسانية والمساءلة الرئيسية”.
وأشار إلى ضرورة الإفراج عن السجناء، مع إبقاء العمل بالعقوبات الأمريكية على السلطة السورية الحاكمة والكيانات التي تتعامل معه، بما في ذلك الروسية.
وتابع المستشار خلال لقاءء مع الجالية السورية في أمريكا أن التواصل الأمريكي الدبلوماسي في عواصم العالم والأمم المتحدة سيعود مرة أخرى، لمواجهة الدعاية الروسية التي تسعى إلى تصوير الأسد كضحية للعدوان الغربي، والتي تسعى إلى إقناع العالم بإعادة بناء البلد الذي دمره.
وأكد أن إدارة “بايدن” ستستخدم التواصل الدبلوماسي لإعادة تأكيد القيادة الأمريكية، لدعم إجراءات خفض التصعيد والعملية السياسية.