بعد 4 أعوام من سيطرة السلطة السورية.. أحياء حلب الشرقية بلا خدمات وفلتان أمني كبير
تعيش أحياء حلب الشرقية التي فرضت قوات السلطة السورية سيطرتها عليها قبل أربع سنوات أوضاعا سيئة في ظل انتشار الدمار بشكل كبير والفلتان الأمني وغياب الخدمات اللازمة والأساسية.
وعلى الرغم من ذلك دفعت قساوة النزوح والتهجير الكثير من العائلات للعودة إلى منازلهم رغم عدم صلاحيتها للسكن والمخاطر التي تنتج عن ذلك، نتيجة تصدع الأبنية جراء القصف الذي طالها من قوات السلطة السورية وحليفها الروسي سابقا.
الأبنية المتصدعة
وشهدت السنوات الفائتة انهيار العديد من الأبنية المتصدعة، ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، انهيار 31 بناء خلال العام الفائت، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات من السكان.
وأضاف المرصد أنه في أواخر العام الفائت، فارق 12 شخص الحياة بينهم طفلان اثنان و4 مواطنات جراء انهيار المبنى المتصدع بفعل العمليات العسكرية السابقة على حي المعادي.
وفي تاريخ الثاني من شباط 2019، قضى 11 شخص جراء انهيار بناء سكني متصدع مؤلف من 5 طوابق في منطقة أرض الصباغ بحي صلاح الدين، و3 مدنيين فارقوا الحياة في منتصف تموز 2019 جراء انهيار سقف مسجد القدومي بحي الجديدة، و5 أشخاص من عائلة واحدة وهم مواطنتان وطفلان ورجل فقدوا حياتهم جراء انهيار بناء سكني متصدع في حي الصالحين بتاريخ السابع من كانون الثاني 2019.
شاهد: حلب.. أربع سنوات على التهجير
خدمات غائبة وفلتان أمني كبير
تعاني الأحياء الشرقية من غياب الكثير من الخدمات، فعلى سبيل المثال لا تصل الكهرباء إليها إلا ساعتين يوميا وفي كثير من الأحيان لا تأتي ما يدفع سكان المنطقة إلا الاعتماد على اشتراكات بمولدات أمبير لمد كهرباء قد تخولهم لإنارة المنازل وتشغيل كهربائيات بسيطة فقط.
أما المياه فتأتي بشكل متقطع ما يدفع المواطنين للاعتماد على صهاريج المياه ودفع مبالغ مالية مقابل ذلك، في ظل الغلاء الفاحش لأسعار المواد الأساسية والطوابير على الأفران ومحطات الوقود، في الوقت الذي يعد أكثر من نصف رجال وشبان الأحياء عاطلين عن العمل على خلفية الأزمات الاقتصادية التي تعيشها مناطق السلطة السورية.
شاهد: 4 أعوام على تهجير أهالي حلب.. ماذا حلّ بالمدينة اليوم؟
الجانب الأمني
ومن الناحية الأمنية، تحكم مجموعات “شبيحة” تعرف بـ”آل بري” برفقة آخرين سيطرتها على عدد كبير من أحياء حلب الشرقية، ولاسيما حلب القديمة وباب النيرب، حيث تنتشر عمليات السرقة وفرض الإتاوات والتعفيش وحالات الخطف والسلب والنهب، دون أي ردة فعل من السلطة السورية.
وكانت قوات السلطة السورية وبدعم روسي سيطرة على كامل مدينة حلب في 21 كانون الأول / ديسمبر من العام 2016، بعد اتفاق روسي وإيراني وتركي، قضى بتهجير 27 ألف شخص بينهم 7 آلاف مقاتل.
وجاء الاتفاق بعد فترة طويلة من الحصار الخانق على أحياء حلب الشرقية والقصف المكثف لقوات السلطة والميليشيات الموالية لها، والذي لم يترك حجر على حجر وحصد أرواح المئات.
وكان المرصد السوري قد وثق منذ بدء تصعيد القصف على أحياء حلب الشرقية في الـ 22 من نيسان / أبريل 2016، وحتى تاريخ 21 كانون الأول/ديسمبر العام ذاته، تاريخ سيطرة النظام السوري على المنطقة، استشهاد 1889 مدنياً بينهم 360 طفلاً و163 سيدة.