تسريبات تكشف فشل الفرقة الرابعة بالدخول إلى السويداء
فشلت “الفرقة الرابعة” التابعة لقوات السلطة السورية بالدخول إلى محافظة السويداء والسيطرة عليها خلال الفترة القادمة، عبر محاولات حثيثة من الأمير لؤي الأطرش (ذراع السلطة وميليشياتها) والتي لاقت رفضا واسعا من أهالي المحافظة وفصائلها المحلية، باعتباره محاولة من قوات السلطة لإخضاع المنطقة الرافضة لحكمها.
مسلسل سينتهي بإخضاع السويداء
وبحسب تسجيل صوتي مسرب لأحد قادة الفصائل المحلية في السويداء وصل لـ”أورينت نت”وموقع ملفات سوريا، فإن لؤي الأطرش حاول خلال الأشهر الأربعة الماضية الترويج بين الفصائل المحلية ومحاولة إقناعهم لإدخال الفرقة الرابعة للسيطرة على السويداء.
وقال القيادي (فضل عدم الكشف عن اسمه) إن الأطرش اجتمع بعشرة قياديين للفصائل أثناء محاولة إقناعهم بدخول الميليشيا إلى المحافظة، ليتم رفض الطرح من قبل القياديين باستثناء قيادي واحد أيّد الأطرش في البداية، لكن سرعان ما بدل موقفه نتيجة رفض الأغلبية لذلك.
وأوضح القيادي في حديثه “قلنا لهم دخول الفرقة الرابعة يعني نزع سلاح الفصائل والسيطرة على الحواجز وفرض القبضة الأمنية، وهي بالتالي محاولة لإعادة إخضاء السويداء لصالح النظام”.
كما أكد في تسجيله أن الأمير الأطرش “فشل فشلا ذريعا” في ترويجه واصفا الأطرش بأنه “سياسي غشيم، وهذا معروف أن أي جهة تدعمه ما عنده مشكلة معها”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الفصائل لن تقبل به إذا حاول المساس بسلاحها أو التفاوض عليه” بحسب تعبيره.
شاهد: ماهر الأسد يرفض أوامر روسية _ هل يضربه بوتين بالفيلق الخامس ؟
ذراع أسد في السويداء
ويتميز لؤي الأطرش بعلاقة متينة تربطه بفرع مخابرات الأمن العسكري في السويداء وهو مقرب من ميليشيا “حزب الله” اللبناني، والتي سعى خلال السنوات الماضية لفتح المجال أمامها لدخول المنطقة لتكون مسرحا لترويج المخدرات وتصديرها إلى الأردن، فيما يعتبره الأهالي ذراع قوات السلطة والإيرانيين في الجنوب، بحسب مصدر محلي تحدث لـ”أورينت نت”.
وبرز الأطرش (المدعوم من السلطة) في الفترة الماضية من خلال الترويج لمبادرات لصالح قوات السلطة وحلفائها الإيرانيين والروس، وآخرها المبادرة الأخيرة التي سعت روسيا من خلالها لطرح مبادرة لتسوية أوضاع آلاف الشباب الرافضين للقتال في صفوف الميليشيا.
ولاقت تلك المبادرة رفضا شعبيا عبّر عنه الأهالي من خلال تسجيلات مصورة ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، وقالوا من خلالها إن الاستعمار الروسي “ألعن” من الأمريكي، وإن روسيا احتلت سوريا، وهي تريد سوق شباب وأبناء السويداء إلى القتل بتجنيدهم تحت ألوية وميليشيات تابعة لها.
شاهد: الأنشطة السرية للفرقة الرابعة.. لمن يتبع ماهر الأسد دوليا؟
تحريك داعش ومحاولات انتقامية أخرى
وتخضع السويداء لسيطرة الفصائل المحلية التي تدير شؤونها بإشراف مشايخ الطائفة “مشيخة العقل”، فيما يقتصر وجود قوات السلطة على الأفرع الأمنية وبعض الحواجز، ما دفع قوات السلطة لمعاقبة المنطقة عبر تحريك عصابات الخطف والقتل ونشر الرعب في صفوف السكان، إضافة لفتح الأبواب أمام تنظيم داعش للهجوم على المدينة في تموز 2018، وأدى ذلك لمقتل وإصابة المئات من المدنيين، بحسب الاتهامات الرسمية والشعبية.
وتحاول قوات السلطة وحلفاؤها الروس والإيرانيون السيطرة على المحافظة وإخضاعها بسبب مواقفها السياسية الرافضة لسياسة أسد وشركائه، حيث أكدت السويداء منذ اندلاع الثورة السورية عبر جميع أطيافها وعلى رأسهم رجال الدين رفضها المشاركة بسفك دماء السوريين خلال المعارك التي تخوضها الميليشيات.
شاهد: في مناطق النظام السوري اشتباكات بين أهالي قرية والفرقة الرابعة
الروس يدخلون على الخط!
كما حاول الروس في الآونة الأخيرة بسط نفوذهم على السويداء من خلال الاهتمام بالمنطقة ومحاولة تجنيد شبابها لصالح قوات السلطة، في المحافظة التي ترفض حكم السلطة السورية وتحمّل ميليشياتها مسؤولية الفساد والخراب الذي تعانيه منذ سنوات.
وتشهد المدينة مظاهرات شعبية بشكل متكرر، تطالب بإسقاط السلطة وتطالب بإبعاد المخابرات والميليشيات الإيرانية عن المنطقة، إلى جانب التنديد بالأوضاع المعيشية والفلتان الأمني الذي تقف الميليشيات وراءه والمتمثل بحالات خطف هي الأولى على مستوى مناطق سوريا.