جيفري يعتبر أن حل الأزمة السورية غير ممكن دون مساءلة بشار الأسد
قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، إنه لا يمكن أن يكون هناك حل دائم “للصراع” في سوريا دون مساءلة بشار الأسد.
وجاءت تصريحات جيفري تعليقا على المبادرة الهولندية لمحاسبة السلطة السورية، حيث رحّب بالأمر وقال: “لا يمكن أن يكون هناك حل دائم للصراع السوري دون مساءلة بشار أسد ونظامه وداعميه عن معاناة الشعب السوري الهائلة”، بحسب ما نشر حساب السفارة الأمريكية في سوريا على تويتر.
وكانت الحكومة الهولندية قررت مقاضاة السلطة السورية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، حيث ردت السلطة على الأمر متهمة الحكومة الهولندية بأنها تستغل المحكمة لخدمة ما وصفته بـ”أجندات سيدها الأمريكي”.
اقرأ أيضا: هولندا تستعد لمحاكمة السلطة السورية دوليا والأخيرة تعلّق
وفي رسالة له كتب وزير الخارجية الهولندي للبرلمان، أول أمس الجمعة: “اليوم تعلن هولندا قرارها محاسبة سوريا بموجب القانون الدولي على انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وبخاصة التعذيب”، حيث استسهد بالرسالة بتعهد سوريا باحترام اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب التي صدقت عليها دمشق في 2004.
وقال الوزير في الرسالة: “نظام الأسد ارتكب جرائم مروعة مرة بعد الأخرى. الأدلة دامغة. يجب أن تكون هناك عواقب… عدد كبير من السوريين تعرض للتعذيب والقتل والاختفاء القسري ولهجمات بغاز سام أو فقدوا كل شيء وهم يفرون بأرواحهم”.
شاهد: جيفري للمعارضة السورية: لا تفكروا ببشار الأسد لأنه راحل.. وركزوا على ما بعده
ولكن تصريحات جيفري هذه متناقضة جدا ففق وقت يقول فيه إنه يجب محاسبة الأسد ونظامه، إلا أنه يصرح في الوقت نفسه بأن هدف واشنطن ليس إسقاط النظام وإنما تغير في تصرفاته.
وكان جيفري قد قال إن بلاده قدمت عرضا لرأس السلطة، بشار الأسد، للخروج من الأزمة التي تعيشها سوريا، وأضاف أن بلاده تريد “رؤية عملية سياسية، من الممكن ألا تقود إلى تغيير للنظام، لكن تطالب بتغيير سلوكه وعدم تأمينه مأوى للمنظمات الإرهابية، وعدم تأمينه قاعدة لإيران لبسط هيمنتها على المنطقة”.
ويأتي كل هذا ويأتي ذلك في ظل تشديد واشنطن العقوبات ضد السلطة السورية بموجب قانون “قيصر”، ووضع خمسة شروط لرفعها هي إيقاف قصف المدنيين، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمحاصرين، والسماح بالعودة الطوعية الكريمة للنازحين، والمحاسبة العادلة لمرتكبي جرائم الحرب.
اقرأ أيضا: أمريكا تحدد “الاستراتيجية الوحيدة” لخروج السلطة السورية من الأزمة بعد عرض جيفري
في شأن متصل وصل المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، إلى شمال شرق سوريا قبل أيام وأكد لشخصيات التقاها في المنطقة على ضرورة استمرار التعاون من أجل القضاء على تنظيم “داعش” بشكل نهائي وعدم عودته.
وعقد جيفري بعد صوله قبل أيام اجتماعات منفصلة مع كبار المسؤولين في قوات سوريا الديمقراطية وزعماء العشائر من منطقة دير الزور.
وقال إنه هناك حاجة إلى استمرار التعاون والتنسيق في حملة دحر التنظيم لضمان عدم عودته، كما أكد على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية وتحقيق الاستقرار في جميع المناطق.
وأوضح جيفري أن الولايات المتحدة ستبقى على ارتباط وثيق مع الشركاء على الأرض لتنسيق الجهود العسكرية والمدنية على حد سواء.
وتتواجد قوات لأمريكا في شمال شرق سوريا، وكانت واشنطن بدأت عملياتها عملياتها البرية في سوريا أواخر العام 2015، حيث وصل عدد من عناصر الوحدات الخاصة إلى مناطق في شرق وشمال البلاد، وتحالفت مع “قسد” وفصائل معارضة للنظام ضد “داعش”، ازداد عدد القوات الأمريكية بشكل تدريجي في سوريا اعتبارا من 2016 ليصل تعدادها رسميا إلى 2000 جندي يتمركزون في قواعد عسكرية بمناطق شرق وشمال البلاد.
اقرأ أيضا: إصابة جنديين أميركيين خلال اعتراض دورية أميركية في الحسكة