حوامتان لإخماد حرائق حماة.. كعادتها السلطة السورية تصل متأخرة
يشهد ريف حماة الغربي منذ أيام اندلاع النيران فيه والتي التهمت مساحات واسعة، لتتحرك السلطة السورية أمس وتصل كعادتها متأخرة، حيث أقلعت حوامتان من مطار حماة العسكري للمشاركة في إطفاء هذه الحرائق.
وقالت وكالة أنباء السلطة “سانا”، إن السلطة أرسلت حومتين للمشاركة في إطفاء الحرائق ونشرت صورا أثناء محاولتهما إخماد النيران، كما نشرت صورا لعناصر تابعين لقوات السلطة أثناء محاولتهم المشاركة في إخمادها بطرق بدائية تعتمد على نقل التراب بالمجروفات في محيط بلدة حزور.
والتهمت النيران مساحات واسعة من حراج ريف حماة الغربي، وما تلبث الجهات المعنية في السلطة على إخماد حريق في منطقة ما حتى يندلع آخر.
وأمس الثلاثاء، لم يمض أقل من ساعة على إخماد حرائق اندلعت في محيط بلدة عين حلاقيم جنوب مصياف بريف حماة، حتى عادت مواقع التواصل الاجتماعي لتداول صور جديدة لبداية اندلاع حريق حراجي في قرية “الحيلونة”.
وبسبب هذه الحرائق اضطر الأهالي للنزوح من منازلهم خوفا على حياتهم، وتزامن ذلك مع إطلاق نداءات استغاثة لمساعدة المنكوبين في قرية “حزور” المنكوبين جراء النيران.
وأمس أيضا أخمد عناصر فرق الإطفاء بالتعاون مع الأهالي والبلدية حريقا شب في مزرعة “الطويشرة” التابعة لبلدية “البودي” بريف محافظة “اللاذقية” ولم تذكر معلومات عن الخسائر وحجم الحريق.
ويأتي كل ذلك في ظل عدم وجود تحرك سريع من قبل السلطة السورية وسط تحميلها كافة المسؤولية حول ما يحصل، لعدم وجود خطط واضحة من قبل الجهات المعنية للتصدي لمثل هذه الحالات وحتى عدم الأخذ بإجراءات الأمان والسلامة اللازم تجهيزها للحراج التي كانت تحترق أمام أعين المواطنين والمسؤولين مثل فتح طرق النار وهو ما أثار انتقادات واسعة حول أداء وزارة الزراعة والمسؤولين في المحافظة.
وبعد الضغط الذي تتعرض له السلطة، ناقش مجلس الوزراء التابع لها في جلسته أمس، إجراءات التصدي للحرائق، واحتواء الآثار السلبية لها، ووافق على التعاقد الفوري مع 200 عامل حراجي لتوزيعهم على المناطق الحراجية ودراسة إيجاد مصادر مائية وسدات في المناطق القريبة من الحراج.
ويرى مواطنون أن السلطة السورية تأخرت كثيرا باتخاذ هذه الإجراءات وأنها لن تجدي نفعا مع استمرار اندلاع الحرائق.
وفي ضوء ما يحصل أعلنت منظمة الدفاع المدني السوري عن استعدادها للمشاركة في إطفاء الحرائق التي يشهدها ريف حماة الغربي.
وقالت في بيان لها إنها جاهزة للمساعدة في كل ما تمتلكه من خبرات وتقديم المعددات اللازمة، واشترطت تقديم ضمانات تكفل سلامة المتطوعين وإفساح المجال لهم للتوجه إلى المنطقة والمساهمة بالحد من الضرر وإيقاف تمدد الحرائق وإنقاذ المدنيين.
واعتبر الدفاع المدني أن الآثار الناتجة عن الحرائق لن تقتصر على منطقة بعينها، وقد تمتد لمناطق أوسع مهددة تجمعات المدنيين، إلى جانب الكارثة البيئية على مستوى سوريا.
ويأتي البيان رغم اتهام السلطة السورية وروسيا للدفاع المدني بالعمالة الخارجية، كما هدد رأسها، بشار الأسد، متطوعي المنظمة بالتصفية عندما خيرهم بين المصالحة أو القتل.
وتأسس “الدفاع المدني السوري” عبر مجموعات متفرقة من المتطوعين في أواخر العام 2012 ومطلع العام 2013، وذلك بهدف إنقاذ المدنيين العالقين تحت الأنقاض جراء العمليات العسكرية التي تنفذها قوات السلطة في البلاد.
ولا تعرف الأسباب وراء اندلاع هذه الحرائق، وسط توجيه الاتهامات بافتعالها من أجل الحصول على الأخشاب ولاستثمار الأراضي وزراعة أشجار الزيتون في مكانها وأيضا بهدف استملاك الأراضي لاحقا.
واعتاد السوريون أن يتداولوا في هذا التوقيت من كل عام خبر اندلاع الحرائق في الغابات والمناطق الحراجية، في حين تسجل كل هذه الحوادث ضد مجهولين.