درعا تودّع “خليل الرفاعي” أحد رموز ثورتها.. وتنعي ثلاثة إخوة قتلهم النظام في سجونه
ودّعت درعا أمس الجمعة، النائب السابق في “مجلس الشعب” التابع للنظام السوري، “خليل إبراهيم الرفاعي”، والذي أعلن استقالته عن المجلس بعد انطلاق الثورة السورية، رفضا لممارسة النظام والتأكيد على الوقوف إلى جانب السوريين، وجاء هذا الخبر القاسي على أبناء المحافظة بعد يوم من إبلاغ النظام عائلة “أبوة حلاوة” بمقتل ثلاثة من أبنائهم في معتقلاته.
وتوفي “خليل الرفاعي” في الأردن، عن عمر ناهز 60 عاما بعد معاناة طويلة مع مرض العضال، حيث اتجه للأردن عقب انشقاقه عن النظام ورفضه الممارسات التي تقوم بها قواته ضد أبناء محافظته وعموم السوريين، وقال في مقطع مصور عرضته الجزيرة آنذاك “أنا لم أستطع حماية أبناء شعبي من القتل، شعب حوران هم من أوصلوني إلى البرلمان، فإن كان هذا الشعب سيء فأنا أمثله، ومن خلال شاشتكم أعلن استقالتي من مجلس الشعب السوري”.
وينحدر الرفاعي من بلدة أم ولد بريف درعا الشرقي، ويعد من وجهاء حوران، ويحمل إجازة في هندسة الطاقة، وكان من المساهمين في حل الكثير من المشاكل بين العائلات نظرا لمكانته الكبيرة بين أهالي المنطقة، وفي عام 2013 فقد ابنه شهيدا في صفوف “الجيش السوري الحر” ضمن معركة الرماح العوالي بدرعا البلد في مدينة درعا، وتشهد له مواقفه الثورية ودعمه المعنوي المستمر لأبناء حوران وتقديم النصح والمشورة، ولم يستلم الرفاعي أي منصب سياسي على الرغم من العروض التي قُدّمت له.
من جانب آخر أبلغت قوات النظام السوري الخميس عائلة “أبو حلاوة” بوفاة أبنائهم الثلاثة (حسام، هيثم، أحمد أبو حلاوة) في المعتقلات، دون تسليم جثامينهم حيث اتّضح أن الوفاة كانت في خريف 2018، والذين اعتقلوا بعد أن أجروا تسوية مع النظام عام 2018، حيث استدعاهم إلى أحد الأفرع الأمنية لمدّة خمس دقائق، لكنّهم لم يخرجوا منذ ذلك الوقت
وكان الأشقاء من قيادات الجيش الحر في بلدة إبطع بريف درعا. وقالت مصادر محلّية من درعا إن الإخوة توفوا بتاريخ 14 أيلول/ سبتمبر 2018، بعد اعتقالهم بشهرين فقط.
ومنذ سيطرة النظام السوري على درعا قبل أكثر من عام ونصف لم تتوقف عمليات اعتقال المدنيين أو المقاتلين السابقين في صفوف فصائل المعارضة وعمال الإغاثة، رغم إجراءهم “تسوية” معه، وبقي مصير الكثير منهم مجهولا دون معرفة أي خبر عنهم.