فيلق الشام يخسر العشرات من عناصره بالقصف الروسي على إدلب
فيلق الشام يخسر العشرات من عناصره بالقصف الروسي على إدلب
تجاوزت الـ40 حصيلة قتلى القصف الروسي الذي استهدف “فيلق الشام” المنضوي ضمن “الجبهة الوطنية للتحرير” المدعومة من تركيا والعاملة في إدلب شمال غرب سوريا.
وقال مصدر عسكري من “فيلق الشام” بتصريحات صحفية، إن القصف الجوي للطائرات الحربية الروسية على معسكر “فيلق الشام” في منطقة كفرتخاريم بريف إدلب الغربي، أدت لمقتل أكثر من 40 عنصرا وإصابة عشرات آخرين بينهم 15 حالة بتر و20 حالة حرجة.
وعقب القصف الروسي ردت الفصائل المسلحة باستهداف مواقع قوات السلطة السورية في إدلب، بحسب ما أكد الناطق باسم “الجبهة الوطنية للتحرير” ناجي مصطفى، على حسابه في تويتر، حيث قال: “الجبهة بدأت بالرد على هذه الجريمة عبر استهداف مواقع عصابات الأسد والميليشيات الروسية في مواقع عدة بالراجمات والصواريخ”.
وتابع: “هذا الرد سيستمر ويتصاعد ويكون قاسياً بإذن الله ثأراً لشهدائنا”، معتبرا أن واعتبر الناطق باسم الجبهة أن “الغارة تعد خرقا واضحا ومستمرا لقوات الاحتلال الروسي لاتفاق التهدئة الموقع برعاية تركيا”.
وصدرت عدة بيانات من الفصائل العسكرية وناشطين إعلاميين وسياسيين أدانت الهجوم الروسي، داعية إلى توحد الفصائل للوقوف في وجه روسيا.
من جهتها نشرت وكالة “ANNA” الروسية عبر معرفاتها في “تلغرام” صورا للضربة الروسية على المقر العسكري في إدلب، معتبرة وفق الرواية الروسية أن تلك الغارات استهدفت مقرا لـ “هيئة تحرير الشام”، وأن نحو نصف طن من المتفجرات سقط على رؤوس من وصفتهم بـ “الإرهابيين”.
من جهتها نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصدر وصفته بـ”الميداني” في قوات السلطة السورية، بأن الضربات الجوية نفذها طيران السلطة الحربي، واستهدف معسكراً لتدريب “فيلق الشام” المصنف “إرهابيا في روسيا”، وفق تعبيرها.
ويعتبر “الفيلق” أحد أكثر الفصائل المقربة من تركيا، كما أنه كان مرافقا للدوريات المشتركة الروسية- التركية على الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4)، والتي جاءت كأحد أبرز بنود اتفاق “موسكو” الموقع في 5 من آذار 2020، بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين.
وهي أول ضربة من الروس تستهدف مقرا عسكريا لفصيل تدعمه تركيا بعد اتفاق موسكو، الذي بدأ سريانه في 6 من آذار، بينما كانت تتحدث سابقا عن استهداف مراكز عسكرية لـ”حراس الدين” فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا و”هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ الأكبر في إدلب.
وفي هذا الشأن قال مدير وحدة المعلومات في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، نوار شعبان، في تصريحات لعنب بلدي، إن هناك تخوف تركي من استهداف عناصر الجيش التركي في إدلب، وهو احتمال وارد.
ويرجّح ناشطون ومراقبون للشأن السوري استهداف الضربات الجوية الروسية، معتبرين أن هناك خلاف واضح بين أنقرة وموسكو. بدوره رأى لباحث في مركز “جسور للدراسات” عبد الوهاب عاصي، أن هدف روسيا من الضربة لا بد أن يكون إيصال رسالة إلى تركيا مفادها ضرورة خفض التصعيد في أذربيجان، مقابل الحفاظ على “التهدئة” في إدلب، لاسيما أنّ وزير الخارجية سيرغي لافروف، طالب تركيا باستخدام نفوذها لضمان إيقاف إطلاق النار في إقليم كارباخ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان.
وتدعم تركيا أذربيجان في المعارك الدائرة هناك، بينما تتخذ روسيا موقفًا رافضًا للدور التركي، وتنحاز إلى أرمينيا وسط علاقة جيدة مع الطرفين المتصارعين.