ما صلاحيات “ألكسندر يفيموف” في سوريا.. ولماذا أطلق عليه السوريون “المندوب السامي”؟
أصدر الرئيس الروسي فلاديمر بوتين قرارا بتعيين، ألكسندر يفيموف،، مبعوثا خاصا له في سوريا، ما أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبره البعض أن الأمر بمثابة تعيين “مندوب سامي”.
وجاء في وثيقة صادرة عن السفارة الروسية في دمشق: “تعيين سفير فوق العادة لروسيا الإتحادية لدى الجمهورية العربية السورية، يفيموف ألكسندر فلاديميروفيتش، ممثلًا خاصًا للرئيس الروسي لتطوير العلاقات مع الجمهورية العربية السورية”.
وبحسب وثيقة صادرة من السفارة الروسية في دمشق، جاء فيها “تعيين سفير فوق العادة لروسيا الإتحادية لدى الجمهورية العربية السورية، يفيموف ألكسندر فلاديميروفيتش، ممثلًا خاصًا للرئيس الروسي لتطوير العلاقات مع الجمهورية العربية السورية”.
ما صلاحيات “يفيموف” الجديدة؟
وكان ألكسندر يفيموف (62 عامًا) عُيّن سفيرا لروسيا في سوريا، في 2018، قادمًا من الإمارات التي كان يشغل فيها منصب السفير الروسي منذ عام 2013، وسبق أن عمل في السفارة الروسية في عمّان، كما عمل في قسم شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الروسية.
وبتعيين ألكسندر ممثلاً خاصاً لرئيس الروسي بدلاً من منصب سفير فهذا يعني وفق القوانين المتبعة توسع صلاحياته بشكل كبير ويستطيع التواصل مباشرة مع إدارة الرئيس الروسي في الحالات الخاصة، ويستطيع في سوريا التواصل مع القصر الجمهوري مباشرة وفرض الأوامر والقرارات على القصر، دون الرجوع إلى الخارجية السورية، وهذا الأمر يرفع صفته ويساعده في حل الكثير من الأمور واتخاذ القرارات في القضايا السورية الداخلية والخارجية.
لماذا اعتبره البعض “مندوب سامي” لسورية؟
ورأي سوريون أن القرار شبيه لما فعلته فرنسا عندما عيّنت مندوبا ساميا لها خلال وجودها على الأراضي السورية وكان يملك قرار حكم البلاد حينها، فيما تساءل البعض إذا يمكن اعتبار هذا القرار زيادة هيمنة روسية على القرار في سوريا، أم إجراء روتيني متعلق بالسياسة الخارجية الروسية.
وتنوعت الآراء والتحليلات حول هذا القرار الذي يعتبر بمثابة تعيين حاكم جديد لسوريا ووضع السلطة السورية الحالية تحت الوصاية، فقد وجده البعض نتيجة لعدم قدرة السلطة الحالية على ضبط الوضع، وانتشار الفساد وظهور خلافات كبيرة بين المافيات التي تنهب المال العام وجميعهم من أبناء السلطة السورية نفسها وأبرزها قضية رامي مخلوف، وبدء ظهور حالة غليان شعبي ضد السلطة الحاكمة والمطالبات بالخروج باحتجاجات على سياستها التي أوصلت البلاد للفقر والغلاء وعدم قدرة السلطة السورية على محاسبة الحكومة وإيقافها عن فسادها ونهبها للمال العام.
في حين اعتبر البعض هذا القرار كمواجهة تداعيات تطبيق قانون “قيصر” الذي سيكون له آثار مباشرة على روسيا والشركات الروسية والذي سيؤثر بشكل كارثي على هذه الشركات وعلى مركز روسيا الاقتصادي المتضعضع أصلاً من جراء العقوبات الغربية عليها”.
وكتب الصحفي السوري، قتيبة ياسين، على حسابه في تويتر حول الأمر: “بوتين يعيّن مبعوثاً خاصاً له في سوريا الآن على بشار أن يعين مبعوثا خاصا له في روسيا بمنطق المعاملة بالمثل في التمثيل الدبلوماسي وهذا مستحيل لأن بشار لا يحتل روسيا وبذلك تتكشف الأمور… ألكسندر يفيموف سفير بوتين في دمشق 2020، وبول بريمر سفير بوش في العراق 2003 كلاهما سفير برتبة حاكم”.
بوتين يعيّن مبعوثاً خاصاً له في سوريا
الآن على بشار أن يعين مبعوثا خاصا له في روسيا بمنطق "المعاملة بالمثل في التمثيل الدبلوماسي" وهذا مستحيل لأن بشار لا يحتل روسيا
بذلك تتكشف الأمور
ألكسندر يفيموف سفير بوتين في دمشق 2020
بول بريمر سفير بوش في العراق 2003
كلاهما "سفير برتبة حاكم" pic.twitter.com/ek3G8kLJXM— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) May 26, 2020
وعلّق الشاعر والكاتب السوري، ماهر شرف الدين، حول الأمر قائلا: “المندوب السامي الفرنسي لسوريا موريس بول ساراي… والمندوب السامي الروسي لسوريا ألكسندر يفيموف….. يفصل بينهما حوالى قرن من الزمن و… الفشل في أن نبني دولة حقيقية.. وما حدا يزعل من الصراحة”.
ماذا يعني المندوب السامي؟
المندوب السامي لقب استخدم في الإمبراطورية البريطانية، لشخص مكلف بإدارة المحميات والأراضي، واستخدم اللقب أيضا خلال الاحتلال الفرنسي للبنان وسورية، وهو لقب تجميلي في اللغة العربية لـ”المفوّض الأعلى”، ويملك المندوب السامي صلاحيات كبيرة تضع أجهزة الدولة بأكملها العسكرية والسياسية والاقتصادية تحت تصرفه، وهذه مهام تختلف جذريا عن مهام السفير.يذكر أن بشار الأسد وافق ووقع على قرار التعيين وأصبح عمل ممثل الرئيس الروسي سارياً وبدأ في تنفيذ مهامه وممارسة صلاحياته في سورية.