مع تزايد مخاطر “كورونا”.. الأمم المتحدة: يجب تجديد السماح بدخول المساعدات لشمال سوريا
مع ازدياد المخاطر من تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) في منطقة شمال غرب سوريا، والتي تعاني وضعا طبيا هشا، دعت الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرار مبكر وتجديد السماح باستمرار عبور المساعدات الإنسانية من معبري باب الهوى وباب السلام الحدوديين مع تركيا.
وجاء ذلك في إحاطة قدمها منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، أمام مجلس الأمن، حيث قال: “لا يمكن ترك القرار لآخر لحظة لأن الكثير من الأرواح على المحك”.
وأضاف منسق الشؤون الإنسانية، إنه يجب اتخاذ قرار يسمح باستمرار مرور المساعدات لمدة 12 شهرا إضافيا، وتمديد آلية الرصد التابعة للأمم المتحدة لنفس الفترة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن 1,365 شاحنة مساعدات عبرت في نيسان / أبريل من تركيا باتجاه الشمال السوري، عبر معبري باب السلام وباب الهوى، وهو ارتفاع بنسبة 130% في نيسان/أبريل 2019.
وأشار لوكوك إلى أن السبب في هذا الارتفاع يعود إلى التدهور السريع في الوضع الإنساني منذ كانون الأول/ديسمبر، والحاجة إلى التجهيز لمواجهة آثار فيروس كورونا المستجد.
وتطرق لوكوك إلى انقطاع المياه عن محطة العالوك في رأس العين مرة أخرى، مما أدى إلى انقطاع شديد في إمدادات المياه في شمال شرق سوريا وخاصة في مدينة الحسكة ومخيمات النازحين في المنطقة، مشيرا إلى تضرر نصف مليون شخص على الأقل.
وقال لوكوك: “للتعويض عن ذلك، قامت الوكالات الإنسانية بتوسيع عمليات نقل المياه بالشاحنات، إلا أن هذا الحل ليس مستداما وليس كافيا، يجب أن يكون هناك تأمين للمياه في جميع المناطق وخاصة في ظل جائحة كورونا.
وأوضح أن الأمم المتحدة تعزز جهود التصدي للمرض في جميع أنحاء سوريا، وهذا يشمل الدعم من منظمة الصحة العالمية لتوسيع قدرات الاختبار في دمشق وحلب واللاذقية وحمص، وتقديم المستلزمات الضرورية والتدريب لفنيي المختبرات.
وكان برنامج الأغذية العالمي أعلن الأسبوع الماضي أن نحو 9.3 مليون شخص في سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وهو ارتفاع من 7.9 مليون شخص قبل ستة أشهر.
وفي الثامن من كانون الثاني وخلال مؤتمر صحفي قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، إنه “ما لم يوجد قرار جديد من مجلس الأمن فسيتم تعليق العمل بآلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سورية، خاصة أن الوضع الإنساني في سورية مرعب للغاية”.
وحذر دوغريك من تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا ما لم يتم تفعيل إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إليها من جديد، قائلًا، “سوف تزداد الأوضاع الإنسانية في سوريا سوءًا إن لم يتمكن مجلس الأمن من المضي قدما وإيجاد حل خاص لاستمرار العمل بآلية إيصال المساعدات” وأضاف “نحن نأمل أن يحدث ذلك”.
وفي 20 من كانون الأول 2019، استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لتمديد المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة عبر الحدود إلى سوريا لمدة عام، كانت قد صاغته كل من بلجيكا والكويت وألمانيا، ويتضمن مشروع القرار زيادة المعابر الحدودية المسموح بنقل المساعدات من خلالها إلى خمسة معابر، وذلك بإضافة معبر ثالث من الحدود التركية- السورية.
ومطلع عام 2014، تبنى مجلس الأمن الدولي قرارًا يقضي بإيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا، عبر أربعة معابر حدودية من تركيا والعراق والأردن، ويتم تمديد القرار كل عام، إلا أن العمل به ينتهي في كانون الثاني، ما استدعى تمديده.