السوريون … والزواج عبر الانترنت
كاترين القنطار
Young 3arous , أول موقع زواج مجاني على الفيس بوك , زواج السوريين في ألمانيا وأوروبا, انا وزوجتي . تسميات مختلفة لصفحات متعددة والغرض واحد. نعم عزيزي القارئ نحن في عام 2018 استبدلنا أم زكي في مسلسل ( باب الحارة) بصفحات زواج على الانترنت.
حيث كثرة في الآونة الأخيرة زيجات الفيس بوك. وبعد قبول طلب الصداقة والمحادثة تتم الخطوبة وعقد القران ثم تسافر العروس بعد موافقة لم الشمل الى عريسها ليتم التعارف الحقيقي في أول يوم زواج!
كيف لهذا الجيل تقبل مثل هذه الطريقة للزواج وهو نفسه الذي كان ينتقد طريقة زواج أهله التقليدية عن طريق الأهل أو ما يدعى الداية ؟؟؟! ! !
كيف لنا بعد كل هذا الانفتاح تقبل فكرة الارتباط من خلال صفحة على الانترنت؟ هل اختلف مفهوم الزواج والاسرة أم أن داعي السفر هو هدف من أهداف هذه الصفقة؟
التقينا مع صبية تخوض هذه التجربة وهي في عمر 28 سنة خريجة كلية الاقتصاد تزوجت عن طريقة الفيس بوك وهي الان بانتظار الفيزا (لم الشمل) حتى تستطيع السفر وملاقاة زوجها للمرة الاولى عند وصولها الى الأراضي الاوروبية.
– كيف كونتي ثقتك اتجاه رجل تمت معرفته عبر مواقع التواصل الاجتماعي والان أصبح زوجا لك؟
لا نستطيع القول إنه يوجد ثقة في البداية ولكن هذا الموضوع يرجع الى طبيعة الشخص نفسه ولطريقة تفكيره فانتي تستطيعين إظهار الشخصية التي تريدين لأنك تتكلمين مع شخص لا يعرفك أبدا ولا أنت على معرفة به لذلك تستطيعين اظهار ما تحبين من صفاتك أمامه، أما بالنسبة للثقة فتظهر أهميتها عندما تصبح العلاقة جدية ويتقدم لطلب يدك. هنا تحاولين السؤال عنه عن طريقة المعارف.
-
تحدثت عن الثقة أنها يمكن أن تتكون عن طريق سؤال المعارف ولكن بالنسبة للجسد كيف يمكنك تقبله جسديا؟
= الزواج عن طريق الانترنت يمكن تسميته أنه زواج تقليدي بطريقة محدثة وعندما تجدين الشخص المناسب تصبح طريقة تفكيرك عملية جدا فبالنسبة لموضوع التقبل الجسدي فهو عبارة عن توقعات مثل الزواج في (باب الحارة) تماما.
-
بما أنك فتاة خريجة جامعية من عائلة ميسورة ماديا ومنفتحة نوعا ما، كيف اتخذت قرار الزواج بهذه الطريقة؟
= مع ازدياد نسبة هجرة شبابنا الى الخارج أصبح الانترنت هو وسيلة رئيسية من وسائل التعارف خصوصا أن أغلب الشباب المؤهلين للزواج هم في الخارج وحتى الشباب هنا غير قادرين على الزواج إما يفكر بالسفر هربا من الجيش او أنه يؤدي خدمته الاجبارية وحتى ان وجدوا فمن يستطيع الزواج فهم نسبتهم قليلة جدا، لذلك فأنا تعرفت على خطيبي عن طريق الفيس بوك والان أقوم بعمل أوراق الفيزا للسفر
- هل سبق لك وتخليتي مشهد اللقاء
= (تضحك بخجل) لا ليس تماما ,,,,,
في مشهد أخر، وصبية أخرى
زغاريد وفرح رقص وغناء وأكثر من مئتي شخص من المدعوين والعروس واقفة بفستانها تستقبل المعازيم بينما عريسها في القارة الأخرى في الطرف الاخر من العالم يشاهد عرسه عن طريقة البث الحي على الفيس بوك! , فأصبح حتى العرس يقام بكامل تفاصيله ويبث على الفيس يوك ولا ينقصه سوى العريس المغترب
وبانتقالنا الى أوروبا ومع عروس أخرى وصلت إلى أوروبا وتعرفت على زوجها في المطار قمنا بسؤال مقربين منهم (بسبب رفضهم الحديث معنا) كيف كان زواجهم؟ يقول أحدهم ‘بدأت المشاكل من بعد الشهر الرابع لزواجهما وأصبح هناك الكثير من المشاكل مع تقدم الايام الى ان انتهى بهم المطاف بالانفصال)
- ما لسبب من وجهة نظرك
= في السنة الاولى من الزواج عادة ما تكون محملة بالكثير من المشاكل فكيف اذا كان الطرفين لا يعرفان بعضهما سوى من خلف شاشة! ! ! فقد انصدما بطباع بعضهما البعض وبواقع تفاصيلهم اليومية، والشخص اذا أسس زواجه على صفحة افتراضية كيف له ان ينصدم اذا ما استمرت حياته الزوجية في الواقع !.
من وجهة نظر شبابية وعن طريق أحد صفحات الزواج قمت بسؤال أحد الشباب وهو يبحث عن عروس تناسبه
لما لم تقوم باختيار شريكة حياتك من عالمك الواقعي وخصوصا أنه أصبحت كثير من الصبايا السوريات في أوروبا وألمانيا تحديدا؟
= الصبية التي انتقلت الى هنا هيي سورية بالاسم العام لكنني لا اعرف بيئتها ولا مجتمعها ولا مستواها الحقيقي الذي تربت عليه
-
هل تقلق من فشل العلاقة أو من صدمة اللقاء بعد أن يصبح الموضوع جدي ؟
= باعتقادي بأن هذه النقطة تلعب دورا مهما بمدى الوعي عند الشب ومعرفته بطريقة التأكد من شريكة حياته قبل أن يقدم على خطوة الزواج ولم الشمل
ومن وجهة نظر شاب أخر يبحث عن عروس عن طريق صفحات الزواج على الفيس بوك, يقول أنني شاب أبحث عن عروس من بيئتي ومن طائفتي فتكون تفهم عاداتي وتقاليدي ونربي أولادنا على ما ربانا عليه أهلنا, بعد إقامتي هنا في أوروبا ومع نمط الحياة الغريب كليا عني وعن عاداتي وتقاليدي اخترت أن أكمل المشوار مع فتاة تزيل عني شعوري بالغربة واتجهت الى صفحات الفيس بوك لأنه من خلال تلك الصفحات أتمكن من التعرف على الفتاة والحديث معها قبل ارسال امي لطلب يدها.
هل انقلبت مقولة الشاعر أحمد شوقي ( نظرة فابتسامة فسلام … فكلام فموعد فلقاء)
الى (طلب صداقة, فقبول محادثة , فزواج ! ! !)
ومع قبول الكثيرين بهذه الطريقة للزواج وتأسيس عائلة هل يمكننا الحكم على هذه الطريقة في الارتباط حسب آرائنا واخلاقيات مجتمعنا الحالية أم نترك الحكم للنتائج في المستقبل