أخبار

حلب … فلتان أمني وخروج عن سيطرة النظام السوري

تعاني مدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام السوري والقوى الرديفة له من الفلتان الأمني. وبالتزامن مع سيطرة فصائل ومجموعات مدعومة من إيران وأخرى من روسيا على أحياء المدينة, بدأ دور النظام السوري يهمش من خلال عدم قدرته في السيطرة على المنطقة, فقد قامت القوى الرديفة بمد نفوذها في المنطقة, من خلال نشر حواجزها في أحياء المدينة واتخاذها من مراكز الشرطة مقرات لها.

مع غياب دور النظام السوري في الأحياء الشرقية من مدينة حلب, التي سيطر عليها نهاية عام 2016, يظهر الفلتان الأمني جلياً وبنسبة أكبر مقارنة منه مع الأحياء في الطرف الآخر من المدينة. حيث ترى مجموعات من لواء الباقر المدعوم من إيران, وأخرى من آل بري مدعومة من روسيا, هي التي تحكم المنطقة.

 

شاهد بالفيديو: حلب ترزح تحت وطأة الفلتان الأمني 

وبعد نشب الخلافات بين إيران وروسيا, ومحاولة الأخيرة التخلص من الميليشيات التابعة لإيران في سوريا, بدأت هذه الخلافات تتجسد في مدينة حلب من خلال التنافس بين لواء الباقر وآل بري للسيطرة على المنطقة بشكل كامل في مشهد غيب فيه النظام السوري وحرم حتى من أخذ دور الكومبرس.

تحاول المجموعات التابعة لإيران مع لواء الباقر مد نفوذها في المنطقة, من خلال التقرب إلى المدنيين عبر إقامة حفلات وطقوس دينية, في محاولة منها لتشييع الشباب, وبالتالي السيطرة على المنطقة. الأمر الذي أرق مضجع روسيا وأثار تخوفها من فقد السيطرة هناك, ليصل الأمر حد الاشتباكات بين الطرفين, وإثارة الذعر في صفوف المدنيين.

 

شاهد بالفيديو : شكاوى من تردي الوضع الأمني في مدينة حلب

https://www.youtube.com/watch?v=iqsUv-P7tUc

وفي السياق يقول أحد قاطني حي المرجة في مدينة حلب: “قبل أيام وبالتحديد في الثالث من الشهر هذا, بدأت أصوات الرصاص تتعالى بينما أجلس مع أفراد أسرتي. في بادئ الأمر ظننا أنه أمر طبيعي وسينتهي في دقائق, لكنه استمر ساعات طويلة, ليتبين بعدها أنها أصوات الاشتباكات بين لواء الباقر وآل بري على خلفية منع الأخير لواء الباقر من إقامة لطميات في مساجد المنطقة في ذكرى مقتل قاسم سليماني.”

ويضيف: “لقد اعتدنا على أصوات الرصاص في المنطقة, فليست المرة الأولى التي يشتد فيها الخلاف بين عنصري أمن أو شبيحة ويتبادلون إطلاق النار. لقد تكرر الأمر كثيراً خصوصاً بين لواء الباقر وآل بري, وفي بعض الأحيان نراهم كيف ينقلون جثث قتلاهم.”

ليس الأمر بالأفضل في الجانب الآخر من المدينة حيث تسيطر قوات النظام السوري, فترى كل عنصر من العناصر الموجودة على حواجز الجيش والأفرع الأمنية يضيق على المارة ويوقف الشباب ساعات طويلة ويطلب الرشاوى منهم لتركهم وإطلاق سراحهم, حتى أن الأمر وصل حد مضايقة النساء المارة من على الحواجز.

شاهد بالفيديو : الفلتان الأمني..اغتصاب 6 طالبات في المرحلة الإبتدائية في مدينة حلب

يقول أحد أصحاب المحلات في حي الجميلية وسط مدينة حلب: “أمام محلي حاجز لأحد الأفرع الأمنية تراه رافعاً صورة بشار الأسد على الحاجز لكنه يشتمه بأقبح الألفاظ عندما يقوم أحد المارة الذين تم إيقافهم أنهم تابعين لأحد الأفرع التابعة للنظام.”

يشير إلى أنه: “سمعت المرة الماضية أحد العناصر يقول لشاب أوقفه أنه إن جاء بشار الأسد نفسه لن يخلصه من بين يديه, وشتمه وشتم بشار الأسد بصوت عال سمعه كل أصحاب المحلات في المنطقة, وكأنه يحاول إيخافنا.”

ويتابع: ” لا ينته الأمر هنا بل وصل حد مضايقة العناصر للسيدات المارة من الشارع, الأمر الذي لا يمكن السكوت عنه لكن ما من أحد يتجرأ بمواجهتهم فكل عنصر لديه صلاحيات تمكنه من قتلي أو على الأقل ضربي وإهانتي أن لم يلق بي في السجن بتهمة الاعتداء على رموز السيادة الوطنية.”

وعزا سبب الفلتان الأمني في المنطقة لكثرة الحواجز والألوية والأفرع الأمنية في المدينة, حتى أن الأمر وصل لمرحلة يمكن لأي شخص جمع عدد من العناصر والانتساب لأحد قيادات الشبيحة ونصب حاجز في منطقة مكتظة بالسكان للحصول على دخل أعلى من خلال الرشاوى, فبتنا لانعرف تبعية هذه الحواجز, رغم أنه يمكن أن العديد منها لا يتبع لأحد.”

يذكر أن مشكلة الفلتان الأمني تعاني منها جميع المدن التي يسيطر عليها النظام السوري من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب في مرحلة تحول فيها دور مؤسسات النظام السوري إلى الدور الشكلي نتيجة سيطرة القوى الأجنبية على المنطقة.

 

محمد حردان – خاص أنا إنسان

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *