أخبار

رئيس اتحاد الكتاب العرب .. مزور وسارق علمي بصفة أستاذ دكتور

سامر النجم أو شبلي

يطمح غالبية العاملين من الفئة الأولى في سورية بالحصول على لقب “دكتور” مهما كانت الوسائل والأساليب، فحرف الدال له سحر عجيب في بلاد ينخرها السوس والفساد حتى أذنيها، حيث بات العلم والمعرفة مقتصرة على فئة محددة متداورة ومتوارثة بحكم الأمر الواقع. بينما أولئك الساهرين على أبحاثهم وكتبهم ليس لهم نصيب في دولة البعث المتجدد، ما لم يجدوا مخرجاً لذلك بالرشوة أو الواسطة.

وبعد أن باتت جامعات سورية في الدرك الأسفل علماً وتصنيفاً خلال السنوات الماضية، حاولت الأجهزة الأمنية تغطية الفشل بكشف عدد من المزورين لأهداف خاصة، منها التخلص منهم بعد أن باتت وظائفهم وأدوارهم عبئاً ثقيلاً كما جرى مع أمين فرع حزب البعث في ريف دمشق، وكذلك الظهور بمظهر المدافع عن الجامعات السورية التي باتت مكاناً للتجريب والتخريب الممنهج.

وظهرت قضية الدكتور “نضال الصالح” رئيس اتحاد الكتاب العرب والمحاضر في جامعة دمشق لتطفو على السطح خلال الأشهر الماضية، وإن بصورة مستترة، وبعيدة عن الإعلام حفاظاً على هيبة المركز الذي يتولاه، وكي لا ينكشف المستور مع بقية من حملوا حرف الدال.

وتفيد المعلومات التي حصل عليها موقع أنا إنسان من مصادر في رئاسة جامعة دمشق أن المجلس التأديبي في الجامعة أصدر قراراً يقضي بفرض عقوبة اللوم مع تأخير الترفيع ستة أشهر؛ بحق الدكتور نضال الصالح عضو الهيئة التدريسية في كلية الآداب، لعدم استطاعته الحصول على “الأستذة” بعد تقدمه لها لأكثر من مرة. علماً أن المذكور يوقع كل كتبه المؤلفة منذ فترة طويلة بحرفي “أ د” على الرغم من كشف اللجنة العلمية سرقاته للأبحاث التي تقدم بها للحصول على الدرجة العلمية الجديدة بشكل رسمي.

والشيء الذي يدعو للدهشة من إصرار “الصالح” على منحه الصفة أنه خلال المرات الثلاث التي تقدم بها كانت اللجنة العلمية تكشف سرقات موصوفة في بحثه، ما استدعى جامعة دمشق لمخاطبة جامعة حلب لمعرفة صحة التقارير الموقعة من قبلهم على البحث، فتبين أن التواقيع مزورة بالكامل.

المصادر الخاصة أوضحت أن رئاسة جامعة دمشق قدمت طعناً بقرار المجلس التأديبي معتبرة إن عقوبة الستة أشهر غير كافية، ويجب أن تكون مشددة أكثر لأنه مخالف لقانون الجامعات السوري.

الحاكم بأمر البعث في اتحاد الكتاب العرب وجد معارضة شديدة من قبل زملائه الكتّاب الذين تقدم عدد كبير منهم بمعروض لحجب الثقة عنه بسبب اتباعه العادة الأساسية لأي مسؤول سوري في الكيدية ومحاربة الخصوم والفساد المالي، والصرفيات المخصصة للسفر، وقصة فصل الموظفين المؤقتين، وتعيين موظفين تابعين له في الاتحاد، مطالبين بفتح تحقيق قضائي لكشف كل الممارسات التي يقوم بها رئيسهم، ولكن كتابهم الذي وقعه أشخاص من غالبية الفروع في المحافظات ذهب أدراج الرياح كالعادة بسبب تأجيل المؤتمر السنوي للاتحاد؟.

رئيس الاتحاد المدعوم، قدم جائزة الاتحاد الأولى لرواية كتبها وزير التربية المقال هزوان الوز وهو على رأس عمله باعتبارها فتحاً جديداً في العمل الإبداعي، مع منحه نصف الجائزة (500) ألف ليرة سورية، وطباعة الكتاب على حساب الاتحاد، وهو ما جرى قبل إقالة الوزير. بينما حتى اللحظة لم تطبع رواية الفائز الحقيقي بالجائزة الروائي حسين ورور لأسباب خاصة متعلقة برئيس الاتحاد نفسه، وهو ما جعل الكاتب في حالة من المرض الشديد، والبؤس الكامل كونه اكتشف بعد أن بلغ 77 عاماً من عمره الطويل؛ أن هذا الاتحاد الذي يقوده اللصوص لا يمثل سوى أصحاب المناصب العليا، ويترك الفتات للمبدعين.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *