أخبار

عشرات النقاط لتهريب المخدرات من وإلى سوريا برعاية السلطة وحزب الله

خاص – تركيا

لا تبدو التدوينات التي نشرها مؤخرا، رئيس “هيئة التفاوض السورية” أنس العبدة، حول عمليات تهريب المخدرات والحشيش من سوريا نحو دول الخارج، مجرد فقاعة إعلامية تصدر عن شخصية معارضة للسلطة السورية.

تلك المعلومات التي ذكرها “العبدة” تعتبر أقل بكثير، مما يحدث بالفعل في الداخل السوري وتحديدا في مناطق سيطرة السلطة وميليشيات “حزب الله” اللبناني وإيران، حيث تحولت سوريا في عهد هؤلاء إلى “غرزة حشيش” يتم فيها إضافة لتعاطي المخدرات والكبتاغون بين العسكريين، تصنيع مختلف الحبوب المخدرة بدقة متناهية، ثم تصديرها نحو مختلف أقطار العالم.

وعبر حسابه في “فيسبوك” أشار” العبدة” إلى وجود أكثر من 25 نقطة تهريب على الحدود السورية – اللبنانية، يتم من خلالها إدخال المخدرات والحشيش إلى سوريا، و نقل الأسلحة إلى لبنان. مؤكدا بأن هناك تقريبا نفس العدد من نقاط التهريب التي تُدخل إيران عبرها المخدرات والسلاح والعناصر.

ويرى “العبدة”، أن السلطة السورية وإيران و”حزب الله” اللبناني حولوا سوريا إلى مستودعات مخدرات كبيرة، يتم فيها تصنيع وبيع هذه المنتجات السامة، كما يتم نقل هذه المنتجات منها إلى بقية دول العالم، سواء الأردن والخليج عبر الحدود السورية الأردنية، ومصر وليبيا واليونان وإيطاليا ودول أخرى عبر ميناء طرطوس، حيث يتم تعبئة هذه المخدرات في علب “المتة” والحليب ومنتجات استهلاكية أخرى.

أخبار ذات صلة: في زمن آل الأسد وحزب الله.. سوريا باتت دولة مصنعة ومصدرة للمخدرات حول العالم

حول “حزب الله” اللبناني مزارع القصير الخضراء إلى مزارع حشيش بعد أن سلب هذه الأراضي من أصحابها. في حين أصبحت منازل المدنيين في المنطقة والقرى القريبة منها مزارع للحشيش، والشيء نفسه ينطبق تماما على الجنوب السوري فالمعامل البدائية لتصنيع الحبوب المخدرة موجودة في درعا، والمستودعات أيضا، فسوق التصريف في سوريا كبيرة.

شاهد: وثائقي “القبضة السرية”.. حزب الله وتجارة المخدرات

 

مظهر الشريف

مع أن تجارة المخدرات أكسبت السلطة موردا ماليا ضخما إلا أنه يحاول تبرئة نفسه من التهم الموجهة إليه حول دوره الرئيسي في عمليات تهريب ضخمة تم كشفها في عدد من الدول مثل مصر وليبيا والأردن وإيطاليا.

وعلى الصعيد الداخلي، تحاول السلطة الظهور بمظهر السلطة الشريفة، التي تحارب هذه التجارة وتلقي القبض على صغار ممتهنيها أو المتعاطين بها، ففي نيسان/أبريل الماضي أعلنت وزارة داخلية السلطة أنها تمكنت من ضبط شحنة من المخدرات، في ريف دمشق تقدر قيمتها بنحو 200 مليون ليرة سورية.

وقالت الوزارة في بيان لها، إنه بناء على المعلومات الواردة حول وجود أشخاص يقومون بالاتجار بالمواد المخدرة، تمكنت إدارة مكافحة المخدرات من إلقاء القبض على شخصين وهما يستقلان سيارة شاحنة في ناحية معربا بريف دمشق وبتفتيشها بشكل دقيق عثر على كمية من الحشيش المخدر مخبأة ضمنها بشكل سري وبلغ وزنها /730/ كيلوغرام، وبتدقيق وضع المقبوض عليهما عثر بحق أحدهما على سابقة بجرم احتيال، وما زالت التحقيقات مستمرة مع المقبوض عليهما لمعرفة كافة المتورطين بالقضية.

كما أعفى رأس السلطة، بشار الأسد، محافظ ريف دمشق “علاء إبراهيم”، في كانون الأول/ديسمبر الماضي من مهامه، عبر مرسوم رئاسي، مفاجئ. وتشير تقارير صحفية إلى أن السبب على الأرجح هو امتلاك “إبراهيم” باخرتين تعملان في مجال النقل، يعتقد أن لهما دور في نقل شحنات المواد المخدرة من سوريا، وقد يكون الأسد هنا اضطر إلى نزع الصفة الرسمية عنه، حتى لا يتم تحميل نظامه مسؤولية تهريب وشحن المخدرات.

ضبط 18 شحنة مخدرات أثناء تهريبها من سوريا 2020

وشهد العام 2020 شهد ضبط 18 شحنة مواد مخدرة في العديد من الدول العربية والأوروبية، جميعها قادمة من الأراضي السورية، و توزعت على ثمان شحنات في الأردن، وخمس شحنات في مصر، وواحدة في السعودية، إضافة لشحنة في الأراضي الإيطالية وأخرى في أرمينيا، بكمية بلغت 118 مليون و574 ألف و778 حبة مخدرة، وقرابة الـ 15 طناً من مادة الحشيش.

وبالنسبة للشحنة الأكبر عالميا فقط ضبطتها السلطات الإيطالية في الأول من تموز 2020، تحوي 84 مليون حبة “كبتاغون” بوزن 14 طناً، كانت مخبئة في ثلاث حاويات، في مرفأ ساليرنو في جنوب نابولي، كانت على متن باخرة وجهتها الأخيرة مدينة لوغانو السويسرية.

شاهد: رومانيا تصادر مخدرات قادمة من سوريا

مصانع كثيرة لإنتاج المواد المخدرة

 قال موقع “الحرة الأمريكي، إن تقارير كثيرة في العامين الماضيين، أثبتت مصدر الحبوب المخدرة بأنها من جانب السلطة السورية و”حزب الله”، لكن لم يكن هناك شيء مثبت حول المناطق التي تتم فيها عمليات التصنيع والترويج.

وبحسب ما قالت ثلاثة مصادر فإن صناعة المخدرات في سوريا باتت منظّمة بشكل كبير، وأصبح لها أسواق ليس للخارج فقط بل للداخل، وعلى جميع مناطق النفوذ.

وأضاف الموقع أن الصناعة المنظّمة للحبوب المخدرة ترتكز على شبكة من المصانع المتفرقة تقع في عدة محافظات سورية، تم تحديدها بمصنع “ميديكو” في حمص، ومعمل منطقة البصة في ريف اللاذقية، إلى جانب “معمل التضامن” الذي تديره “الفرقة الرابعة”.

ويبلغ عدد المصانع التي تنتج فيها أقراص “الكبتاغون” في سوريا 15 مصنعا، والبعض منها ينتج أدوية مهدئة أخرى، كالمصانع الواقعة في منطقة حسياء على الطريق الدولي الرابط بين دمشق وحمص.

أخبار ذات صلة: مقربون من “حزب الله”: المصدر الأول للمخدرات في سوريا و”الدفاع الوطني” الأكثر ترويجا لها

كما توجد ورشات متوسطة بحجم مصانع تتبع لـ”حزب الله” اللبناني، وتتوزع بشكل أساسي في منطقة القصير بريف حمص التي لا يسمح لأحد بدخولها حتى الآن، وصولا إلى مناطق القلمون.

وتحصل هذه المصانع على المواد الأولية للتصنيع من الهند حيث يتم استيرادها عن طريق معامل الأدوية، كمل يتم استيراد بعض المواد الأولية الأخرى من روسيا، وفي بعض الحالات من بولندا، بحسب ما أكدت التقارير.

ويعتبر مصنع “البصة” في ريف اللاذقية الأبرز في إنتاج الكبتاغون، ويشرف عليه أشخاص من عائلة الأسد، وأكثر المتورطين في صناعة المخدرات وتمريرها نحو الخارج هما “الفرقة الرابعة” و”حزب الله”، خصوصا عمليات التصنيع في محيط دمشق، بينما يتولى أشخاص من آل الأسد مسألة التصنيع في الساحل السوري.

شاهد: أكبر شحنة مخدرات في العالم والمصدر سوريا


وقبل أيام كشف تقرير إعلامي عن إنشاء “حزب الله” مصنع للمواد المخدرة والحشيش في منطقة تقع على بعد ثلاثة كيلو مترات عن بلدة سرغايا بريف دمشق الغربي باتجاه الشريط الحدودي مع لبنان، في منطقة جردية تُعرف محلياً باسم “الخرابات”.

وأقيم المصنع في مزرعة تعود ملكيتها لأحد أبناء سرغايا المقربين من ميليشيا حزب الله، بحسب التقرير، الذي قال إن الميليشيا استقدمت “الطباخين” الكيميائيين من الأراضي اللبنانية مطلع الشهر الجاري لهذا الغرض، وأوكلت الميليشيا أحد حواجز الفرقة الرابعة المتمركزة في نهاية منطقة الخرابات، مهمة تأمين الطرق المؤدية إلى المصنع الجديد.

وأشار التقرير إلى أن ميليشيا حزب الله اعتمدت سابقاً على أربعة طرق رئيسية تصل الحدود بين سوريا ولبنان من جهة القلمون الغربي في تهريب الحبوب المخدرة ومادة الحشيش، إضافة لمعابر أخرى في المنطقة ذاتها، لكنها أقل نشاطاً.

وكما جاء في التقرير ركّزت الميليشيا في عمليات التهريب على طريق رنكوس الذي يبدأ من بلدات سهل البقاع اللبناني، وصولاً إلى مزرعة الدرة في جرود رنكوس، ثم إلى سهل رنكوس والمدينة، وطريق الطفيل وعسال الورد الذي يبدأ من منطقة رأس الحرف في سهل البقاع، ومنها إلى منطقة “المبحص”، ثم إلى قرية طفيل عبر منطقة الجوزة في الجرود الحدودية، ثم إلى عسال الورد.

واعتمد الحزب أيضاً على طريق فليطة الذي يمر من قرى البقاع اللبناني، ومنها إلى فليطة من جرود المنطقة، بالقرب من منطقة الثلاجات، وطريق قارة الذي يبدأ من معبر الزمراني الحدودي بين سوريا ولبنان، ومنه إلى جرود قارة عند منطقة ميرا وصولاً إلى البلدة.

تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

 

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *