أخبار

الشماتة بالموت عند السوريين عبر مواقع التواصل… تغريدات مليئة بالحقد والكراهية

عقب كل حادثة وفاة أو حادثة مؤلمة على الساحة السورية، ماعليك إلا أن تتابع الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم تفتح على تعليقات أو تغريدات واردة من رواد هذه المنصات لتجد العجب العجاب.. بل لتجد ما يشيب من مصطلحات مليئة بالحقد والكراهية مع كمية كبيرة من الشماتة البشعة بالموت.. بالطبع مسبوقة أو متبعة بعبارة “الموت مافيه شماتة.. ولكن..”!!!

آخر هذه الأحداث.. وبالطبع لن يكون الأخير كان خبر وفاة الإعلامية اللبنانية نجوى قاسم بشكل مفاجئ.. مما شكل صدمة كبيرة للجمهور العربي بشكل عام من المشرق إلى المغرب، ورغم أنه على حد زعمهم “الموت مافيه شماتة” لكن التعليقات المنسدلة تحت كل خبر أو تقرير تكلم عن الأمر.. أو حتى المنشورات الواردة من بعض الجهات والأشخاص تكاد تكون سماً خالصاً من المسبات والكلام البذيء والسخرية وحتى الاتهام بالعمالة والخيانة للفقيدة وربما كل من ينعاها، خاصة من الأبواق والطبول التي تحسب نفسها على الجهات الموالية للنظام السوري دون مراعاة أدنى مراتب الإنسانية التي يجب أن تكون في حق الأحياء.. فكيف بها في حضرة الموت والغياب؟!!!

جزء من تعليقات السوريين الموالين لنظام الأسد على وفاة الفنانة مي سكاف

بالطبع ليست المرة الاولى ولن تكون الأخيرة للأسف، ففي حادثة سابقة أيضاً تعرضت الفنانة مي سكاف رحمها الله عند وفاتها لسيل من الشتائم والبذاءة والتهليل لموتها بل والرقص فرحا بموتها وتبادل التهاني والمباركات.

غدت هذه الظاهرة ” إظهار الشماتة” أمراً بدهياً يتوقع كل من يقرأ خبراً أن يشاهدها.. وبالفعل ما عليك إلا أن تفتح التعليقات الواردة لتندم في قرارة نفسك على رؤيتك او متابعتك لجمهور كهذا.. فكمية الحقد الدفين والفرح بالسوء والأذى ونكبة الغير تكاد تشتم له رائحة كريهة ولو من خلف الشاشات الصغيرة، رائحة تزكم الأنوف وتثير القرف من انعدام الإنسانية!!

شاهد بالفيديو : سوزان نجم الدين.. شتائم وازدراء للسوريين في لبنان … تلفزيون سورية

كلنا نذكر الرقص على دماء الناس في حلب، والزغاريد والنشوة بقتل الأبرياء، بل والدعوة لإبادة ما تبقى منهم، وقبلها الغوطة والفرح والشماتة عقب مجزرة الكيماوي، بل عقب كل مجزرة يرتكبها النظام في بقعة من أراضي سورية، شماتة تراها في عيون متابعية، تقرؤها في تعليقاتهم ومنشوراتهم، حتى إنك لتسمعها في أغانيهم وحفلاتهم وهم يتراقصون سكارى على قرع الطبول وايقاع الدي جي في ساحات ومراقص قد لا تبعد عدة كيلو مترات عن ساحات الموت بكل أشكاله؛ جوعاً وبرداً وقصفاً وتنكيلاً.

ثم إذا ما خضت في المتابعة اكثر رأيت السوريين لا يكتفون بالشماتة والرقص على الجراح، بل ترى كل واحد منهم على اختلاف دينه ومذهبه وعرقه قد نصب نفسه إلهاً، يمنح الرحمة لمن يشاء ويحرمها لمن يشاء، وترى العجب من مشاحنات طويلة عريضة من النقاش والخوض والجدل لاثبات أنه على حق.. ولماذا؟؟!! لمهاجمة شخص على إنسان ينبغي عدم الترحم عليه من وجهة نظرهم.. وتكفير من يرونه كافراً بمفهومهم.. وتحريم ما يكرهون وتحليل ما يحبون، وكأن الله قد سلمهم مفاتيح الجنة والنار ليقضوا ويقسموا كما يحلوا لهم.

بالطبع لن نعرج طويلاً على المناسبات السعيدة والأعياد والتهاني، بل حتى النعيم والبؤس..كلها لم تسلم من الألسنة والخوض فيها، وغدت مادة للنقاش والجدل والكلام الذي لا ينتهي.. لتشعر حقيقة أنك في مستنقع قذر من وسائل القطيعة الاجتماعية، والكره الاجتماعي والشماتة الاجتماعية والحسد والبغض..  ولست على منصات يفترض أنها وضعت لتكون أداة للتواصل الاجتماعي.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *