استهتار إدارة المشفى الوطني بالسويداء يساهم في انتشار وباء كورونا
يرتفع أعداد المصابين بفيروس “كورونا الجديد” في السويداء، بتصاعد غير مسبوق، في ظل فشل واضح في إدارة الأزمة، وقرار غير معلن لترك الناس لمصيرها المجهول، في حين تغص المشافي بالإصابات وتعلوا صيحات العديد من الأطباء محذرين من انفجار وبائي لا تحمد عقباه.
سوء الادارة الذي يطال قطاع الصحة كغيره من القطاعات يجعله يتخبط بقراراته، فعلى ما يبدو أن ما على الورق وأمام الشاشات ليس كما هو على الأرض، فالقادة تتخذ القرارات وعلى الكادر المنهك وقليل العدد التطبيق، دون أن يتم تمكينه من أبسط احتياجاته، التي لا تحضر إلا عند زيارة المسؤولين وأمام كاميرات الإعلام الرسمي.
في المشفى الوطني، وهو المشفى الهام الوحيد في مدينة السويداء، يعيش المواطنين والكادر ذات التخبط، فقسم عزل مصابي كورونا يتبدل بين الحين والأخر، وأخيرا قبل أيام ولأسباب غير معروفة، قررت الإدارة تخصيص قسم الجراحة العامة للمصابين بفيروس كورونا، ومرضى الجراحة تم نقلهم إلى قسم الصدرية، وبعد أيام تم سحبهم إلى قسم أمراض الدم، فعلى ما يبدو قسم الصدرية قد يخصص لمصابي كورونا كما كان في الشهر الماضي.
شاهد بالفيديو: السويداء..سوء إجراءات الوقاية من كورونا يهدد صحة الأطباء
ويقع قسم الجراحة في الطابق الثاني من المشفى، ليتشارك البهو مع جناح العمليات وقسم العظمية، الذي تحول أيضا لقسم مخصص للحالات المشتبه بإصابتهم بالفيروس، وبالتالي من يحتاج عمل جراحي قد يتصادف في ذلك البهو مع مصاب كورونا.
لكن لا يبدو أن هناك مشكلة فالكادر الطبي والمرافقين المرضى وزوارهم يتشاركون بشكل اعتيادي مع المصابين بكورونا، إن كان لدى قدومهم إلى المشفى أو نقلهم داخل أقسام المشفى لأخذ صورة أشعة أو صورة طبقي محوري مثلا، المصعد الوحيد في بناء المشفى، وكذلك ذات السلالم.
وقد تجد وأنت تنتظر خروج مريضك من العمليات، أو حتى تنقله إلى قسمه، أحد من أعضاء الكادر الطبي بلباسه الطبي ينتقل من قسم الجراحة المخصصة للمصابين بالفيروس، إلى قسم العظمية عبر ذلك البهو من أمام باب غرفة العمليات، وأخرين تجدهم يخرجون من قسم العزل لزيارة زملائهم في أقسام أخرى، بغض النظر ما قد يصحبوه معهم لزملائهم أو للمرضى في تلك الأقسام.
شاهد بالفيديو : فيروس كورونا – 7 خطوات للوقاية من انتشار الفيروس
أطباء حذروا من أن المنشآت الطبية في السويداء غير مؤهلة للتعامل مع انفجار وبائي بفيروس كورونا، حيث لا أماكن لاستقبال الحالات المتوسطة والشديدة حينها، كما يوجد نقص أسطوانات الأكسجين، التي وصلت أسعارها خلال الفترة الماضية إلى مئات ألاف الليرات ومن المتوقع أن ترتفع أكثر خلال الأيام القادمة بسبب زيادة الطلب عليها.
ولفتوا إلى أن الأسابيع القليلة المقبلة هي من ستحدد كيف سيكون عليه الوضع، حيث أن السويداء بحاجة إلى وقف انتشار الفيروس عبر الإجراءات الوقائية المعروفة، إضافة إلى حجر صحي عام وإغلاق أماكن التجمعات لمدة 15 يوم، وإلا السويداء مقبلة على وضع كارثي، إن كان بمعدل الاصابات أو الوفيات”.
شاهد بالفيديو : كورونا الذي غيّر سلوكياتنا.. لا يزال يحير العلماء بمضاعفاته
وبينت مصادر مطلعة من مشفى السويداء أن عدد المصابين إلى مساء يوم الأربعاء وصل إلى 15 مصاب، في حين ينتظر 29 أخرين في قسم العزل نتيجة التحاليل الطبية.
يشار إلى أن الحكومة تقف عاجزة أمام تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا، و فساد مديرية الصحة في السويداء ينعكس سلباً في معالجة ما يجري، والتي تكتفي بالتذكير بالإجراءات الوقائية دون تقديم أي أفعال ملموسة تحد من انتشار الوباء، في حين تتمسك الحكومة باستمرار دوام المدارس والجامعات، التي تعتبر أحد أبرز حلقات العدوى، إضافة إلى طوابير الخبز ومشاهد الازدحام في وسائل النقل العامة، ما يسهم في زيادة العدوى.
مانيا الجوهري – خاص السويداء A N S