“المال مقابل العمل” مشروع لتوفير فرص العمل في إدلب
“معاناة من مرض السكر الشبابي.. فقد حواس الشم والتذوق.. قصف المنزل”.. مجموعة ظروف قاسية تعرّض لها الشاب محمد الفياض النازح من ريف إدلب الجنوبي إلى الشمالي..
محمد الفياض كان يعمل مع والده بمحل لبيع الفلافل والفول، فتعرض المحل للقصف والسرقة مما أدى لفقدان البضائع والأموال التي كان يدخرها، ثم نزح وعائلته عن بلدته ثلاثة أشهر بسبب القصف العنيف عليها إلى ريف إدلب الشمالي.
لم تتوقف معاناة محمد بالرغم من انتهاء رحلة النزوح وعودته إلى مدينته لهذا الحد، ليجد بيته ومصدر رزقه قد أصبحا ركاماً، مما تسبب له ولعائلته بمزيد من المشقة والقلق من تأمين معظم لوازم الحياة.
لكن ذلك لم يمنع محمد في البحث عن عمل بكل الطرق الممكنة إلى أن تعرّف على مشروع “المال مقابل العمل” الذي أطلقته منظمة بنفسج، وتقوم الفكرة على ترميم الأماكن العامة مقابل أجر يومي يساعده في تحمل أعباء المعيشة والتخلص من البطالة التي يعاني منها.
يقول محمد الفياض لموقع (أنا إنسان): “أعمل بشكل يومي من الثامنة صباحاً حتى الثالثة عصراً في ترميم الأماكن المتضررة ومساعدة النازحين، حيث يبلغ أجري اليومي ما يقارب 10 دولار، وهو مبلغ يكفي عائلتي ويساعدني في تأمين مستلزمات اليوم حيث أنه هناك العشرات من الشبان العاطلين عن العمل يعملون في المشروع”.
شاهد بالفيديو:مشروع المال مقابل العمل الأول في ادلب
https://www.facebook.com/org.violet/videos/1651869438435520/?v=1651869438435520
وأضاف أن المشروع حقّق دخل لعشرات العائلات لأنه يعطي أجراً جيداً ويؤمن مدخولاً للمعيشة بالإضافة إلى أنه يؤمن عمل للعاطلين ويكمل قائلاً محمد: “الأهم من تأمين الأموال هو وجود عمل يساعد الشبان على الخروج من منازلهم لأن البطالة تسبب الاكتئاب”.
وسعى مشروع “المال مقابل العمل” إلى توفير فرص عمل مؤقتة تؤمّن دخل يعين العائلة المقيمة أو المُهجّرة على تأمين مستلزماتها الأساسية دون الانتظار في طابور المساعدات الدولية، وسط تفاقم الوضع الإنساني، وتقاعس الجهات الداعمة تارة، وتوقفها تارة أخرى عن تأمين الدعم اللازم للأهالي المقيمين في المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد.
مدير البرامج في منظمة بنفسج فؤاد سيد عيسى يوضّح أهداف المشروع لموقع (أنا إنسان): “تشغيل اليد العاملة بأجر مقابل تنفيذ أعمال مختلفة وخدمات للمجتمع، حيث أن الأنشطة التي نعمل عليها هي بخ المبيدات الحشرية وقطاف الزيتون وغراس الأشجار وصناعة الكومبست، حيث أن عدد المستفيدين من المشروع وصل إلى 2000 مستفيد موزع بين الذكور والإناث”.
وأوضح “سيد عيسى” الفئات المستهدفة من المشروع: “الحالات الأشد ضعفاً مثل الأسر التي لا تملك دخل أو معيل أو الأسر التي تكون لها معيلها إمرأة، كما أن المشروع ساهم بشكل كبير في مساعدة مزارعي أشجار الزيتون بشكل خاص”.
كما تهدف مشاريع المنظمة إلى توفير فرص عمل مؤقتة في ترميم الطرقات وترحيل الأنقاض التي خلّفها قصف النظام على منازل المدنيين، وترميم الأماكن العامة وإعادة تأهيلها، إلى جانب الإصلاحات البسيطة لشبكات الكهرباء والمياه المتضررة من القصف، دون الحاجة إلى معدات ثقيلة، فضلًا عن العمل في حرف أخرى كالحدادة والنجارة، كما تعمل على توفير مساعدين ومساعدات للمكاتب الإغاثية الموجودة في أحيائهم.
“محمد العامر” مهجر من الغوطة الشرقية عمل ضمن مشروع “المال مقابل العمل” ضمن مجال تنظيف الحدائق العامة في مدينة إدلب وذلك بعد بحثه عن عمل لمدة عام كامل. يقول لموقع (أنا إنسان): “سجلت بالمشروع مع بداية انطلاقته حيث تم إخطاري بقبولي في المشروع، وقد توفرت لي فرصة عمل مؤقتة لمدة عشرين يومًا مع منظمة بنفسج، عملت ضمنها في تنظيم الحدائق والطرقات العامة براتب شهري وصل إلى 120 دولارًا أمريكيًا”.
وأضاف “العامر”: “أسعى للحصول على فرص جديدة في هذه المشاريع والتي تطلقها منظمات عدة في الشمال السوري حيث أن الحصول على عمل لمدة أسبوعين في الشهر، يكفي في تأمين مصاريف المعيشة في الحد الأدنى ولا يجعلنا نحتاج للبحث عن السلال الغذائية”.
ويشار إلى أن العدد من المنظمات الإنسانية أطلقت مشاريع ضمن حملة “المال مقابل العمل” منها (بنفسج) و(إحسان) و(مع الإنسان عند الضيق) حيث أن بعض المشاريع التي سيتم تنفيذها تشمل: النظافة العامة، وتأهيل الصرف الصحي بالإضافة إلى ترميم طرقات والمدارس واستصلاح حدائق بهدف دعم 600 أسرة لمدة ثلاثة أشهر من هم بحاجة ماسة لتأمين حاجاتها الأساسية.