أخبار

سليمان لايزال بالصف الاول … رغم تفوقه

عامر خ مراد- قامشلو – ” خاص أنا قصة إنسان”

رغم تفوقه ونجاحه المدرسي إلا انه مازال في الصف الأول، تقاسيم الحرب السورية كانت من أهم اسباب توقف مستقبل سليمان، وأيام اللجوء هي الأخرى كانت الشريك في اعاقة دراسته.

الطفل سليمان
الطفل سليمان

أم سليمان تحدثت لـ ” أنا قصة إنسان”  عن ظروفهم القاسية بعد الثورة السورية وكيف ضاقت بهم الأحوال وأجبرتهم رحى الزمن على ترك الوطن رغم ارتباطهم به, وعدم رغبته في الهجرة, ولذلك فقد أوصلتهم الأمواج فقط إلى قبرص ليستقروا فيها راغبين عن دول الغرب ومتأملين العودة القريبة للوطن وهناك بدأت قصة سليمان الذي انتسب لإحدى المدارس هناك.

المدرسة تدّرس باللغة الانكليزية وتمنح التلميذ سليمان شهادة تقدير لتفوقه ليعم الفرح العائلة التي أضناها كدر الأيام, ولكن تلك الأيام لم تجد على هذه العائلة إلا بالقليل من اللحظات المفرحة فتضيق الأحوال مرة أخرى بالعائلة التي تفضل العودة إلى تركيا.

تبدأ رحلة سليمان من جديد ويعود كما سيزيف المعذّب ليحمل عبء مواد الصف الأول حتى نهاية العام قراءة وسهرا فالمناهج مختلفة جد اختلاف.

ينتسب سليمان لمدرسة جان السورية في تركيا والتي تدرّس باللغة العربية ويجتهد كما عهدته مقاعد الدراسة أصلا وكما رأت فيه الكتب والكرّاسات من حبه لها ليحصل في نهاية العام على الدرجات الكاملة في كافة المواد ويحصل على شهادة تقدير وشهادة امتياز من المدرسة, وليكتب على الشهادة (انتقل إلى الصف الثاني) ولكن هذا الانتقال كان وهميا وما كتب على الشهادة بقي حبرا على ورق فمأساة سليمان لم تنته بعد ورحلة عذابه مع شقاء العائلة مازالت في بدايتها.

تسوء الأوضاع بالعائلة مرة أخرى فالأب الذي يعمل بمفرده لم يستطع ان يؤمّن لأطفاله ما يحتاجونه من عدة يواجهون بها الحياة التي قست على كل السوريين في الداخل وفي المهجر, فيضطر الأب لحمل أسرته على قرار العودة إلى الوطن حيث يمكنه هنا أن يجد عملا أفضل وإن لم يجد فعائلته ستبقى معينة له للسير بهذه الأسرة الصغيرة حتى نهاية قريبة للحرب في بلده.

12273080_884912214949799_883851066_nتعود الأسرة إلى قامشلو لتجد كل شيء وقد طاله التغيير ولكن مازال سليمان قادرا على التأقلم مع كل جديد, يدخله الأب للمدرسة ليجد سليمان أن اللغة التي سيدرس بها هذه المرة هي اللغة الكردية وليجد نفسه مرة أخرى في الصف الأول مع أطفال يصغرونه بسنتين رغم كل محاولات الأهل اليائسة  لجعل التربية تقبل بانتسابه للصف الثاني على الأقل وهنا تبدأ رحلة سيزيفنا الصغير مرة أخرى مع الكتاب لنجده منكبا مرة أخرى على الدراسة دون كلل وينتظر عجلة الزمن إلى أين ستسير به.

لم تنتهي قصة سليمان فما زال للدرب بقية بقاء رحلة اللم السوري فهل ستحمل له قادمات الأيام له معها كراريسا للصف الأول في ظل حكومة جديدة أم سيسير به القدر ليجد عبارة ( انتقل إلى الصف الثالث ) على جلاءه المدرسي؟!

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *