القيامة
فدوى سـليمان
ما الحياةُ إلا ثورةٌ على الذاتِ كلَّ يوم
إلا انصهارٌ لما كان
وتشكُّلٌ لجديدْ
ثمَّ انصهارُ الجديدِ ليَتَشَكَّلَ جديدْ
هكذا حتى نُبدِع ملامِحنا
لسنَا بمَهارة الحدَّادِ يَصْهَرُ حَدِيدَه ويُشكِّلُ مِنهُ ما يُريد
ولا بمهارة القزاز
نحنُ بشرٌ والبشرُ مُجرَّبون،
وتجاربنا هيَ التي تَصهرُنابنار الجحيم
لِتَصنَعَ مِنَّا بَشراً مُختلفينَ عَمَّا كُنا
وكأننامتنا وعاقَبنا الإله بالجحيم
ثمَّ أعادَ خَلْقَنا وعُدنا إلى الحياة أطفالاً لا سجلَّ لخطاياهم
ثُمَّ نَعودُ ونُخطئ، ويَغسِلُنا الجحيم
فَطُوبى للذينَ عاشوا في كُلِّ ثانيةٍ من حياتهم ثورة
لأنهم عندما يرحلون عن هذه الدنيا سيدخلون في الأبد
لا جوعُ ولا بردٌ ولا عطشْ
ولا انصهارٌ وتَشَكُّلٌ
وانصهارٌ وجحيمٌ وتشكل
إنما سَيَرجِعونَ إلى الواحدِ الأحدْ
دمشق،الميسات، مقهى لوركا، 27/9/2011
-عمر، كنت عم دوَّر ع شخص ممكن ياخدني ع حمص بدّي روح ع حمص ، لأنو إذا نجح النظام بحرف الثورة عن مسارها بحمص، رح يطبّق المدن ع روس صحابها، ورح نخسر الثورة، حمص ع فوَّهة بركان طائفية، عم نسمع عن عمليات خطف متبادلة بين العلويين والسنة، ويمكن يكون النظام هو يلي عم ينفذها ليحول مسار الثورة، لأنو عم يروَّج إعلامياً للفتنة وعم يدفع باتجاهها، وصار في انشقاقات للجيش وأعلنوا عن تشكيل الجيش الحر، وأكيد صار في ناس عم تتسلح ، إذا انتشر السلاح بسوريا فسوريا مقبلة على كارثة وحرب ، لازم نقنع الناس بعدم السماح للنظام بدفعون للتسلح، حتى ما تزبط مقولاتو أمام العالم بأنو في عصابات مسلحة
وسلفيين ويزيد من إجرامو.
منرجع منحكي مع جماعة تجمع نبض السلمي العلماني ليرجعوا ع حمص،لأنها بحاجتون اليوم أكتر من أي وقت مضى، ومنعمل لجان توعية للحد من التسلح ،ومنوجه رسائل لأهل الساحل لينضموا للثورة أكتر،وهيك منكون شجعنا المثقفين وشجعنا أهل الساحل ليجوا من مدنون ع حمص، و منكون سكَّرنا الطريق ع النظام بأنو في عصابات مسلحة وسلفيين، وأنو هي الثورة لكل السوريين، مو ثورة إسلامية متل ما عم يروج ، وخليه يفوت ع حمص إذا فيه يفوت بحجة سلاح ولا سلفيين!، ورح نرجع نطلب من مشايخ علويين وسنة و خوارنة أو رجال دين مسيحيين ليتظاهروا معنا ويحرموا الخطف والقتل، ولازم انسقط المجلس الوطني من حمص، لأنو إذا سقط بحمص رح تسقطوا كل المدن التانية، فشلت بتسقيطوا بالشام، فشلت، بكيت كتير ليلة تشكيل المجلس الوطني بكيت دم وأنا قاعدة لحالي هون ورا هالمطعم بكم متر، بالبيت المستأجرتو بالشهبندر قلت بيني وبين حالي
-راحت سوريا،راحت البلد، شفت الدم والنار وفجأةً اتذكرت أنو تاني يوم رح روح مع ناشطين من السويدا ع دوما متل ما وعدوني أنو ياخدوني لنشارك بمظاهرة، طار عقلي من الفرح، وقعدت كتبت ورقة
الساعة 9 الصبح تاني يوم، وبعد ما عبرنا تلت حواجز أمن وجيش لدخلنا ع دوما ، إيامها كانوا بس يشوفوا هوية حدا من السويدا أو الساحل يخلوا السيارة تمر فوراً، التقيت بناشط هنيك وقلتلوا هات إيدك تبوسا بس لا تعترفو بالمجلس الوطني، استغرب كلامي وسألني ليش؟ قلتلو، دخيل ربكون يا عالم، دخيل إجريكون وإيديكون،لا تعترفوا فيه، تعوا نبدا انشكل مجلسنا الوطني الانتقالي الداخلي علناً وبصناديق اقتراع، وبدل الناس ما تموت وهية عم تلعن روح حافظ، تموت وهية عم تحمي صندوق اقتراعها، ليش لحتى يتشكل مجلس خارجي أساساً؟ شو نحنا بحاجة لحكومة انتداب جديدة؟ مين هادا المجلس؟ مين أعضاؤوا؟ كيف اتشكل؟ بضغط من مجلس الأمن والأمم المتحدة إذن بهالحالة رح تتمرر صفقاتون من خلالو هيك مجلس اتشكل بليلة وضحاها من شخصيات مو معروف شو انتماءاتها ولا أجنداتها ، شو بيفرق بطريقة تشكلوا عن طريقة النظام بتشكيل حكومتو و يلي عم نثور ضدو؟ بتكونوا هيك عم تخلوا النظام يقود الثورة للمحل يلي بدو اياه، النظام قال ما عندي معارضين داخل سوريا، عندي معارضين خارجها، والعكس هوة الصحيح، الشارع المنتفض اليوم هوة المعارضة الحقيقية،الشعب يلي طلع بوجه الرصاص وقذائف الدبابات وهوة حامل أغصان الزيتون والورد هوة المجلس الوطنيـ الشعب يلي عم يموت وهوة عم يقاوم عنف النظام بشجاعة فوق العقل والمنطق هوة المجلس الوطني، ولازم يطلِّع ممثلين عنو منو، معارضة الخارج أكيد مو كلها سيء أكيد في كتير منهون رائعين، بس المشكلة بالطريقة يلي تم فيها تشكيل المجلس والإعلان عنو، كيف ممكن نقبل بمجلس اتشكل من دون المشاركة بانتخاب أعضاؤوا ومعرفة انتماءاتهم السياسية؟ و بدون انتخابات شعبية ديمقراطية وشفافة؟، اتشكل بناءاً على طلب من الخارج، وكأنوا الشعب السوري صار بدو ممثل عنو بالخارج! كيف ممكن مجلس ما طلع من رحم الثورة يكون بيمثل الثورة ؟ كيف مجلس ما ولد من رحم الثورة ومنفصل عن كل الثائرين بشوا رع سوريا اليوم ممكن يكون قادر ع التعبير عنها؟ اسمع اسمع شو كتبت امبارح:
نحنُ الشعب السوري:
نعلن أننا نحينا الرئيس بشار حافظ الأسد عن منصبه كرئيس للجمهورية العربية السورية وعن كافة مناصبه السياسية والعسكرية والمدنية،
ونعلن:
أنه ليس هناك لا مجلس ولا هيئة ولا تيار ولا تنسيقية تمثلنا
وأننا نحن الشعب السوري
سنقوم بانتخاب مجلسنا الوطني الا نتقالي علناً
وبصناديق إقتراع يُشرف عليها الثوار بأنفسهم وستقوم كل محافظة سورية بانتخاب ممثليها،وسيكون هو الممثل الشرعي والوحيد عنا للتفاوض مع النظام من أجل
نقل السلطة سلمياً لنقيم دولتنا المدنية العلمانية الديموقراطية.. دولة الدستور ودولة القانون
الذي يتوافق عليهما السوريين بكافة شرائحهم ومذاهبهم وطوائفهم وإثنياتهم ودياناتهم وعشائرهم وطوائفهم وقومياتهم وأعراقهم ولغاتهم، لأننا نريد الانتقال إلى دولة الحريات والمشاركة في الحياة السياسية كما في الحياة المدنية والاجتماعية ونريد أن نكون شركاء حقيقيين في بناء سوريا كما يحب كافة أبنائها ونريد أن نكون شركاء في بناء الحضارة العالمية وأن نكون أنداداً في علاقاتنا مع دول العالم ، علاقات تحكمها الشفافية الحقيقية، لأننا نحترم الدساتير والقوانين الدولية التي تقر السلم لا الحرب، والتي تحترم حق الإنسان في الحرية والعدالة الإنسانية والكرامة والمساواة، وتحترم حق الشعوب في المطالبة بحريتها سلمياً وحقها في المشاركة في تقرير وصناعة مستقبلها دون أن يكون لأي نظام في العالم الحق في سلبها حياتها
وقتها قلي الناشط، أنو” يلي قريتيلي اياه أهم رأي سياسي بسمعو، بس للأسف ما “فينا انحققوا لأنو رح يشق الصف.
راحت دموعي تنهمر بلا رادعٍ ولا وازع فوق خدي وقلت له
رح ينشق الصف من اللحظة يلي بيعترف فيها الشارع بالمجلس الوطني، نجح
العالم بتمرير خديعة المجلس الوطني الليبي علينا
حملت معي هالورقة يا عمر ع القابون وبرزة والتل، كلون قالولي نفس كلام الناشط يلي بدوما ، ما يأست لا ما يأست ، رح انسقطوا بحمص ،إذا اقتنعت الناس ووافقوا فعلاً على إسقاطو منكون اعملنا خطوة مهمة وإلها تأثير
داخلي وتأثير خارجي، بالداخل رح يبدوا الناس حقيقة بممارسة الديمقراطية
ورح ينشغلوا بحماية صندوق اقتراعون ورح نطلب وقتها من الجيش الحر حماية
المرشحين ورح نختار بين بعضنا مدينة سراً ليتخبوا فيها وينشغلوا المسلحين بحمايتون
وخارجياً بهي الحركة رح تتكذب مقولات النظام كلها بأنو
الثورة إسلامية، ورح يظهر أنوالشعب السوري بدأ بممارسة ديمقراطيتو فعلاً،
لا تقلي رصاص وما رصاص وبتخاف علي!!، بنزل تحت الرصاص وما بصرلي شي لأنو حاملين معنا الحياة مو الموت،حاملين فكرة نبيلة رح تحمينا، ما رح يصرلنا شي
رح يصرلي شي إذا راحت سوريا،