روبرت فيسك الصحفي البريطاني المنحاز للسلطة السورية ومجازرها يفارق الحياة
توفي الصحفي البريطاني المخضرم روبرت فيسك، الذي تخصص في تغطية شؤون الشرق الأوسط لأكثر من أربعة عقود، عن عمر يناهز 74 عاماً.
وجاءت الوفاة بعدما أُصيب فيسك بما يُشتبه أنه سكتة دماغية في منزله في دبلن، وذكرت صحيفة آيرش تايمز أنه نُقل إلى مستشفى سانت فنسينت في دبلن، بعد مرضه في منزله يوم الجمعة، وأنه توفي بعد ذلك بوقت قصير.
وفاز فيسك بالعديد من الجوائز عن تغطيته لشؤون الشرق الأوسط، حيث عمل منذ السبعينيات، في حين ولد فيسك في ميدستون، في مقاطعة كنت البريطانية في عام 1946، وحصل في ما بعد على الجنسية الأيرلندية.
ويعد فيسك من أشهر الصحفيين البريطانيين في منطقة الشرق الأوسط، وشاهدا على كثير من الأحداث المهمة التي حصلت في المنطقة على مدار الأربعة عقود الماضية، وعلى مجزرة حماة التي نفذها الجيش السوري في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد.
وأثار الصحفي البريطاني الجدل بمواقفه حيال العديدة من الملفات، لا سيما الثورة السورية، إذ اتخذ موقفا مباشرا ضد الاحتجاجات الشعبية، واتهم في مقالاته السعودية وقطر بتأجيج الاحتجاجات، وقال إن البلدين يطالبان بالديمقراطية وهي غير موجودة فيهما، معتبرا أن نظام الحكم في سوريا وراثي كما الحال في هذين البلدين.
وفي مقال له، نشرته صحيفة “إندبندت”، قال إن “الجماعات الإسلامية المسلحة” بالذات نجت من القصف الذي استهدف دوما في نيسان 2018.
وقال نقلًا عمن قال إنه طبيب عامل في أحد مستشفيات دوما، إن الأعراض التي كانت ظاهرة على المصابين لم تكن اختناقًا من قصف بالكيماوي، وإنما نقص بالأكسجين فقط، لينفي بذلك استهداف المدينة بالكيماوي.
ووصف الصحفي البريطاني في مقال آخر بصحيفة “إندبندت” إدلب بـ”مزبلة للمتمردين من تنظيم القاعدة”، مؤكدًا أن قوات السلطة السورية تتطلع إلى كسب الحرب والسيطرة على المنطقة.
وحول المجرزة التي حصلت في داريا عام 2012، قال إن قوات السلطة كانت تحاول الوصول إلى تسوية مع “الجيش الحر”، ولم تكلل بالنجاح، فاضطرت لاقتحام المدينة بعد استنفاد الحلول.
وانتقد الكاتب والباحث جوي أيوب موقف روبرت فيسك من مجزرة داريا، وقال عبر حسابه في “تويتر”، إن فيسك اختار أن يندمج مع قتلة مذبحة داريا عام 2012، واختار أن يصدم الناجين، وأن يخترع قصة ليبيعها للصحف الغربية.