مئات القتلى على يد خلايا داعش خلال 2020 وعملياته مستمرة
رغم الإعلان القضاء عن تنظيم “داعش” في سوريا خلال شهر آذار العام 2019، إلا أن خلاياه استمرت بشن الهجمات على قوات السلطة السورية والميليشيات المساندة لها في بعض المناطق من جهة و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) من جهة أخرى، موقعة قتلى وجرحى وخسائر مادية في صفوفهم.
عمليات داعش في مناطق السلطة السورية
وفي هذا الشأن قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن تنظيم داعش عمد خلال 2020 إلى تأكيد تواجده الكبير ضمن البادية السورية، عبر توجيه الضربة تلو الأخرى لقوات السلطة والميليشيات الموالية لها من جنسيات سورية وغير سورية.
وينتشر التنظيم على نحو 4000 كلم مربع انطلاقاً من منطقة جبل أبو رجمين في شمال شرق تدمر وصولاً إلى بادية دير الزور وريفها الغربي، بالإضافة لتواجده في بادية السخنة وفي شمال الحدود الإدارية لمحافظة السويداء.
شاهد:10 آلاف مقاتل لـ”داعش” في سوريا والعراق.. ما حقيقة هذا الرقم؟
وتركزت غالبية عمليات التنظيم في مثلث حلب – حماة – الرقة، الأمر الذي قابله حملات خجولة من قوات السلطة والمليشيات الموالية لها، على الرغم من الدعم الروسي الكبير، والمتمثل بقصف يومي لطائراته الحربية، إلا أن تلك الحملات لم تعيق إطلاقاً من نشاط داعش.
ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري، فإن تنظيم داعش تمكن خلال العام 2020 من قتل 780 عنصر من قوات السلطة والمليشيات الموالية لها عبر كمائن واستهدافات وقصف واشتباكات ضمن البادية السورية، من ضمنهم 108 من المليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، كما خسر التنظيم 507 من عناصره في العمليات ذاتها وبالقصف الجوي من قبل طيران السلطة وروسيا.
عمليات داعش في مناطق قسد
رغم حملات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وبدعم من التحالف الدولي، ضد خلايا داعش إلا أن الأخير لم يوقف عملياته شرق الفرات، ، سواء عبر عمليات عسكرية كقيام تلك الخلايا بتفجيرات وهجمات واستهدافات، أو عبر رسائل إثبات وجود متمثلة بتجول لخلايا التنظيم في الشوارع مطالبين الناس بالالتزام باللباس الشرعي ودفع الزكاة وما إلى ذلك.
شاهد: الرواية الأخرى.. هل انتهى “داعش” في سوريا؟
فمع بداية العام ألقى خلايا التنظيم قنبلة يدوية على منزل أحد المواطنين في بلدة “البصير” بريف دير الزور، بعد أن سبق تهديده بضرورة دفع مبلغ مالي يقدر بـ10 آلاف دولار أمريكي، إلا أنه رفض دفعه. وفي العاشر من الشهر نفسه، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تجول 4 من عناصر التنظيم على درجات نارية في مدينة “البصيرة”، مرددين هتافات “دولة الإسلام باقية”، وتبعها الكثير من تلك العمليات على مدار العام.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال العام 2020، أكثر 480 عملية لخلايا تنظيم “داعش” ضمن مناطق قسد في دير الزور والحسكة والرقة ومنطقة منبج، توزعت تلك العمليات بين تفجيرات وكمائن واستهدافات وهجمات، وتسببت بمقتل 208 أشخاص، هم 86 مدنياً بينهم 10 أطفال و6 سيدات و122 من عناصر قوات سوريا الديمقراطية.
شاهد: بين الزنزانات المكتظة والروائح الكريهة… جولة في سجن داعش في سوريا
داعش في مناطق سيطرة الفصائل المدعومة من تركيا
قال المرصد إن خلايا “داعش” تواصل عملها داخل مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل عملية “درع الفرات”، حيث أعلن التنظيم مسؤوليته عن مقتل مسؤول المكاتب العقارية في مدينة الباب شمال شرق حلب في 26 حزيران/يونيو.
ولا تعد تلك المرة الأولى التي يتبنى فيها التنظيم عمليات اغتيال في منطقة الباب الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل عملية “درع الفرات”، حيث كان التنظيم أقر باغتيال عقيد منشق عن قوات السلطة، وهو قيادي في صفوف “الجيش الوطني” المدعوم والمؤتمر من قبل الحكومة التركية.
وأشار المرصد إلى أنه ” حصل على معلومات في السابع من حزيران، عن كتيبة تضم نحو 40 مقاتلا جميعهم عراقيين من عناصر تنظيم داعش، وينضوون في صفوف فصيل “تجمع أحرار الشرقية” الموالي لتركيا في الشمال السوري، ويعملون على البحث عن خلايا داعش.
شاهد: الصحراء “برمودا سوريا”.. عشرات العمليات لتنظيم داعش ضد ميليشيات أسد
ووفقاً لمصادر المرصد فإن مهمة الكتيبة تنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات وتفخيخ، بالإضافة إلى التعرف على عناصر التنظيم الأجانب الذين يحاولون الهرب باتجاه الأراضي التركية، والمتخفين ضمن الريف الحلبي.
ورغم الإعلان سابقا عن هزيمة تنظيم “داعش” في سورية، إلا أنه لا يزال يسيطر على نحو 3283 كيلومتر مربع، أي ما يعادل 1.8% من إجمالي مساحة سوريا، ولا يزال مستمرا في نشاطه في البادية السورية غرب نهر الفرات، عبر هجمات وكمائن متواصلة في بادية السويداء والرقة ودير الزور وحمص. وبحسب الإحصاءات فإن التنظيم الإرهابي يسيطر حالياً على منطقة تنطلق من جبل أبورجمين في شمال شرق تدمر، وصولا إلى بادية دير الزور وريفها الغربي. كما يتواجد التنظيم في بادية السخنة وفي شمال الحدود الإدارية لمحافظة السويداء.