ويليام روباك: أمريكا لن تدعم قيام دولة كردية في سوريا
قال المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا السفير ويليام روباك، إن الولايات المتحدة الأمريكية لن تدعم قيام دولة كردية في سوريا و”ولا نعتقد أن (العمل على قيامها) سيكون مقاربة بناءة”.
وأضاف “روباك” في اتصال هاتفي مع صحيفة “الشرق الأوسط”، إن التحالف الدولي بقيادة أمريكا “لم يأتِ للسيطرة على شمال شرقي سوريا، بل لهزيمة تنظيم داعش، وقد قامت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بذلك بكفاءة”، بحسب قوله.
وأردف “روباك”، أنهم قدموا بعض المساعدات لدعم حياة السوريين في شمال شرق سوريا، وساعدوا المجالس المحلية التابعة للإدارة الذاتية الكردية من أجل تحسين عملها، كما قدموا مساعدات (عسكرية) لتعزيز دور “قسد” ضد تنظيم “داعش”.
وعن سؤاله، هل استمرار الوضع الراهن يعني الوجود شمال شرقي سوريا والاعتراف بالإدارة الذاتية الكردية، أجاب: “هذه ليست دولة، هي غير مستقرة، إنها إجراءات مؤقتة لمحاربة داعش. الوجود الأميركي مهم، كي تستمر هذه الإجراءات. لكن الترتيبات ليست دائمة دون الوجود العسكري الأميركي. لا مخاطر على وجودنا (لا انسحاب أميركيا) في الأشهر الثلاثة المقبلة والمدى المنظور، لكن لن نبقى إلى الأبد في شمال شرقي سوريا”.
وتدير “الإدارة الذاتية” الكردية، المؤسسات المدنية والاقتصادية والاجتماعية وتصدر القرارات الخاصة بها منذ سيطرة “وحدات حماية الشعب” الكردية عام 2012، على مدن وقرى في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور وشمال حلب بعد انسحاب قوات السلطة السورية وتنظيم “داعش”.
أخبار ذات صلة: مسؤولة في الإدارة الذاتية تطالب بايدن بالاعتراف بـ”الحكم الذاتي” شمال شرقي سوريا
و”قسد” هي الجناح العسكري لـ “الإدارة الذاتية” الكردية، حيث أعلنت الأولى عن تأسيس كيانها في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا في 10 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015، حيث أصدرت هذه القوات بياناً للتعريف بنفسها جاء فيه “إنها قوة عسكرية وطنية موحدة لكل السوريين تجمع العرب والكرد والسريان وكافة المكونات الاخرى”.
شاهد: “قوات سوريا الديمقراطية”.. ما هي وأين يتمركز وجودها؟
وتابع، أن أمريكا حددت أهدافها في سوريا قبل سنوات، بخمسة، وتتمثل في، هزيمة تنظيم داعش ومنع عودته، دعم مسار الأمم المتحدة لتنفيذ القرار الدولي 2254، إخراج إيران من سوريا، إضافة إلى منع السلطة السورية من استعمال أسلحة الدمار الشامل والتخلص من السلاح الكيماوي، والاستجابة للأزمة الإنسانية ورفع المعاناة عن الشعب السوري داخل البلاد وخارجها.
وأوضح “روباك” أنه من أجل تحقيق تلك الأهداف الخمسة، امتلكت أمريكا عددا من الأوراق والأدوات، تشمل الوجود الأميركي المحدود في القسم الشرقي من شمال شرقي سوريا قرب ثروات النفط والغاز وحدود العراق، إذ يتراوح عدد القوات الأميركية بين 500 و800 من جنود ومتعاقدين.
شاهد: كيف سيتعامل جو بايدن مع الملفات الداخلية والخارجية؟
كما تشمل دعم “قسد” وشركاء محليين بعددهم البالغ 100 ألف، وعدتهم، الذين يسيطرون على تلك المنطقة الاستراتيجية ومواردها وطرقها، وأيضا العقوبات الاقتصادية ضد السلطة السورية، والتحالف الدولي الذي يوفر منصة نفوذ دبلوماسية دولية، إضافة إلى التأثير عبر الأمم المتحدة الذي سعت الصين وروسيا لمواجهته.
وبحسب “روباك” فإنه إلى جانب “أدوات النفوذ تلك”، هناك “أدوات عرقلة”، وهي “وقف أو تبطيء” جهود التطبيع العربي أو الأوروبي مع دمشق، وقف إعمار سوريا ومساهمة دول عربية وأوروبية في ذلك قبل تحقيق “الأهداف”.
وأضاف أن هناك أيضا “أدوات ضغط”، تشمل الغارات الإسرائيلية للضغط على السلطة والوجود التركي في شمال غربي سوريا لمنع سيطرة السلطة السورية عليها.
أخبار قد تهمك: أمريكا تكشف عن سياستها المقبلة في سوريا وتناقش آخر تطورات المنطقة مع تركيا
وعن السياسة الأمريكية المتوقعة في سوريا، أوضح “روباك” أنه “لا بد من النظر بدقة إلى مصالح أميركا الحقيقية والأدوات الفعلية التي نملكها، وتكلفة ذلك على السوريين: ماذا نريد؟ ما هي أدواتنا؟ ما هي تكلفة ذلك على الشعب السوري؟”.
وتابع، “سوريا كبيرة جدا في موقع مهم تجاور دول حليفة لنا. نريد حكومة فاعلة لا تسمح بوجود جيوب أو مناطق يعمل فيها داعش ويخطط لهجمات أو أشياء خطرة ضد مصالحنا، من السهل الاستمرار بالسياسة الأميركية في المدى المنظور، لكن قدوم إدارة أميركية جديدة يعطي فرصة في واشنطن، لإعادة تقييم سياستنا إزاء سوريا والتشاور مع حلفاء أميركا إزاء الخطوات المقبلة”.
تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان
تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube
حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان
مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان