أخبار

الإعلام الخارجي الإيراني: «إفلاس… ووجع رأس»

اعتمدت إيران ومنذ بداية الثورة الخمينية لتصدير ثورتها، وخدمة سياساتها للهيمنة على الدول التي تهتم عن قرب بالسيطرة عليها وخاصة (العراق، سوريا، لبنان، اليمن، البحرين، أفغانستان). على مجموعة من وسائل الإعلام، ولاسيما القنوات التلفزيونية، وقنوات الأفلام.
وازداد اهتمام إيران بالإعلام الخارجي بشكل كبير بعد الهجوم الأمريكي على أفغانستان والعراق، الدولتين اللتين كانت تعمل جاهدة للسيطرة عليهما، دون أن تفلح في ذلك، وجاءت الضربة الأمريكية لتصب في صالح أمنيات طهران بعد أن سقط نظام طالبان في كابل، ونظام البعث في بغداد. دون أن تحسب أمريكا أي حساب للفراغ السياسي الذي ستتركه الضربات الأمريكية الذي ستسده إيران على جناح السرعة وعلى مرأي ومسمع الجيش الأمريكي وحلف الناتو في هذين البلدين.

• «قناة العالم»:
فسارعت طهران إلى إنشاء قناة العالم الموجهة إلى العالم العربي بشكل عام، وإلى العراق ولبنان بشكل خاص، بخطوات سريعة قبيل سقوط النظام العراقي، واستعانت بخبرات إعلامية عربية من مختلف الجنسيات، وبعض العراقيين من المعارضة الشيعية الذين لجأوا إلى طهران.
ورصدت مبالغ ضخمة لاستكمال التجهيزات والموقع في مجمع القنوات التلفزيونية والإذاعية في جام جم في شارع ولي عصر، أهم شوارع طهران. ( كان علي لارجاني رئيس البرلمان السابق، المدير العام للإذاعة والتلفزيون في إيران آنئذ.).
وتمكنت هذه القناة من تحقيق بعض النجاح وخاصة في العراق ولبنان. وسوريا منذ اندلاع الثورة. وتعتبر هذه القناة أفضل قناة إيرانية موجهة للخارج من خلال تقديمها لنشرات إخبارية مع شبكة مراسلين واسعة عربيا ودوليا، وبرامج سياسية مختلفة تعنى جميعها بالشأن الإيراني والعربي.

• إذاعة «طهران»:
أما إذاعة طهران الموجهة إلى أفغانستان والتي كانت تبث من كابل. وخاصة إلى قبائل الهازارا، ومعظمهم من الشيعة، الذين يقطنون في أواسط أفغانستان ويتحدثون بالفارسية والتي تم إنشاؤها منذ أكثر من أربعة عقود (في عهد الشاه). فقد لعبت دورا كبيرا أيضا في بث الدعاية الإيرانية والتقارب الثقافي مع قبائل الهزارة التي تدعم مواقف إيران في أفغانستان. وقد توقفت هذه الإذاعة بعد هذه الفترة الطويلة من البث بسبب تراكم الديون والإفلاس، وعدم الحصول على ميزانيتها بالعملة الصعبة حسب وكالة فارس الإيرانية.

• «برس تي في»:
قناة «بريس تي في» الإخبارية التي أنشئت في العام 2007 والتي تبث عبر الإنترنيت باللغتين الفرنسية والإنكليزية والموجهة إلى أمريكا وأوروبا بشكل خاص، والتي تعتمد على التقارير والبرامج الإخبارية التي وحسب السلطة في إيران فهي تهدف إلى تقديم وجهة النظر الإيرانية من الأحداث المحلية والدولية وتقريب وجهات النظر والتبادل الثقافي.
ويؤخذ عليها الاعتماد على بعض الأخبار المستقاة من وسائل إعلام روسية، وخاصة روسيا اليوم والتي يشك بعض الأحيان في مصداقيتها. بدورها وقد توقفت عن البث بسبب الضيق المالي، وحسب نائب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني للشؤون الدولية، الدكتور بيمان جبلي (وهو مدير تحرير قناة العالم سابقا والذي أشرف على بنائها، وسفير إيران في تونس.
ويعد أحد كبار الإعلاميين في إيران) أن قنوات إيرانية مثل «برس تي في»، و«العالم»، و«آي فيلم» العربية والإنكليزية، تـتوقف عن البـث بســبب مشــاكل مالـية. وأبــدى أسـفه لـذلك.

• قناة «الكوثر»:
أنشئت قناة الكوثر صبيحة الثورة الإيرانية (بداية العـام 1980) بمـسمى قناة سـحر، وتـم تبديل الاسـم في العام 2007 لتصبح قناة الكوثر. وهذه القـناة تهـتم بـشكل خاص بالإعـلام الدينـي، عبر برامج مختلفة تطـرح الفكر الدينـي (المذهب الشيعي)، ونشـرات إخبـارية تهتم بشكل خاص بالـحدث الإسـلامي في مخـتلف البلاد الإسـلامية.
وهي تبث عبر الأقمار الاصطناعية ( هوت بيرد، ويوتيل سات)، وقد توقفت بسبب عدم دفع المستحقات لشبكة الأقمار الاصطناعية، بعد توقف التمويل.

• «أي فيلم»:
تم إنشاء هذه القناة الفضائية «أي فيلم» في العام 2010 وهي تبث باللغة العربية للعالم العربي بشكل خاص وتهتم بتقديم الأفلام والمسلسلات الإيرانية، وهذه القناة لقيت رواجا في بعض المناطق في العالم العربي وخاصة المناطق التي تضم أكثرية شيعية. وهذه القناة بدورها تتوقف عن البث بسبب شح الميزانية، وفقدان بعض الكوادر.

• قنوات ومواقع التواصل الاجتماعي:
تقوم إيران أيضا برعاية قنوات ومواقع على شبكات التواصل الاجتماعي، موجهة للعالم العربي بشكل خاص (وهي تتبع للجمعية العامة لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية)، وهذه المواقع تقدم الرؤية الإيرانية للأحداث.
في النتيجة وبعد توقف هذه القنوات، وربما المزيد فيما بعد، يتلقى الإعلام الإيراني الخارجي ضربة قوية، تقلص من وجوده على الساحة الإعلامية الدولية.
وتعتبر هذه الضربة كنتيجة مباشرة للعقوبات الامريكية على إيران، وانخفاض أسعار النفط، الذي يعاني اقتصاده من متاعب كبيرة مالية وخاصة، فيما يخص الاحتياطي بالعملات الأجنبية، وقد طلبت مؤخرا من صندوق النقد الدولي قرضا بخمسة مليارات دولار لسد بعض الثغرات في الاقتصاد المنهار، لكن من الصعب الموافقة على هذا القرض في ظل الرفـض الأمريـكي.

د.رياض معسعس – كاتب سوري

نقلا عن القدس العربي

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *