الأسعار تكوي جيوب المواطنين قبل حلول عيد الأضحى في سوريا
تستمر معاناة السوريين في مناطق السلطة السورية، وتزداد الأوضاع سوءا يوم بعد يوم، ويتلاشى الأمل بتحسن الواقع الاقتصادي والأوضاع المعيشية، في ظل التدهور الذي تعيشه البلاد وارتفاع الأسعار بشكل جنوني بالأسواق، ما يحرم معظم السكان من عيش أجواء الفرح حتى في الأعياد، كما هو الحال مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك.
تقول “نسرين” (30 عاما) مهندسة عمارة مقيمة في دمشق، إن أجواء العيد وتحضيراته تغيب عن معظم منازل السوريين، وخاصة النازحين المقيمين في العاصمة، فلا تجد ذلك الازدحام في الأسواق، ولا تشتم رائحة الحلويات تخرج من المنازل كما كان في السابق.
وتضيف أن لديها طفلة واحدة فقط، ولا تفكر أن تشتري لها الثياب في هذا العيد، لأن أسعار الملابس الجيدة تبدأ من 25 ألف ليرة سورية وتصل حتى 125 ألف ومن الممكن أكثر، ولا تملك الأموال الكافية، فراتبها وراتب زوجها لا يكفي سوى لدفع إيجار المنزل وجلب الاحتياجات الأساسية، وخاصة في ظل الغلاء الفاحش والقرارات الأخيرة برفع الأسعار.
وتزيد: “كنا في السابق وقبل هذا الجنون في الأسعار، نجهز ثياب عيد الأضحى، ونجلب الحلويات بكل أنواعها، وأيضا السكاكر، ونضع الزينة على باب المنزل، ولكن الآن كل شيء اختلف وبتنا ننسى فرحة العيد”.
حال “نسرين” كحال “رندة” (35 عاما) المقيمة في دمشق، والتي ردت على سؤالنا حول تحضيرات العيد والأسعار في الأسواق، بضحكات عالية، وإجابة مختصرة: “لا أعلم شيء أبدا عن الأسعار، ولا عن الثياب أو الحلويات، لم أنزل إلى السوق، ولا أظن أن أحد من محيطي ومجتمعي القريب فعل ذلك… شراء الثياب بات من الأمور الثانوية جدا”.
أما “عبير” (37) عاما، والتي اعتقلت قوات السلطة السورية زوجها منذ العام 2013، تقول إنها لم تستطع شراء ثياب عيد الأضحى، ولكن أخذت ملابس قديمة ومستعملة من أشخاص ميسوري الحال تعمل لديهم في تنظيف المنزل، وذلك بعد أن شاهدت دموع أطفالها وتوسلاتهم بأن تشتري لهم الثياب.
وتضيف: “بكاء أطفالي كسر ظهري، إلحاحهم الشديد على شراء الثياب، دفعني لأن أطلب من صاحبة المنزل الذي أعمل به في دمشق أن تعطيني ثياب أطفالها، وفعلا فعلت ذلك، أخذت الثياب وفي منزلي قمت بالتعديلات اللازمة عليهم بماكينة الخياطة القديمة التي لدي، ونظفتها جيدا ووضعت عليها العطر وعادت جديدة بنظري، وأخذتها لأطفالي الذين غمرتهم الفرحة وعلت صرخاتهم منزلي المتواضع الذي أقيم فيه في بلدة زاكية بريف دمشق الغربي”.
وتواصلت “أنا إنسان” مع أكثر من سيدة مقيمة في ريف دمشق الغربي، وجميعهن أكدن أنهن لن يشترين الثياب لأطفالهن في هذا العيد، وسيعتمدن على ثياب عيد الفطر الفائت والذي كان قبل شهرين، لأن الأوضاع الاقتصادية سيئة، وشراء ثياب لطفلين يعادل راتب موظف!.
وقالت سيدة إن ثمن قطعة ثياب واحدة لطفل بعمر 4 سنوات وصلت إلى 20 ألف ليرة سورية، في حين تجاوز سعر بنطال الجينز 25 ألف ليرة، أما ثياب اليافعين وصل سعر الجينز أو الكتان إلى 35 ألف والقميص بين 30 – 40 ألف ليرة، والأحذية بين 30 وحتى 150 ألف ليرة بحسب الفئة المستهكلة والعمر.
ولكن أسعار ألبسة النساء كانت الأغلى ثمنا فقد بدأ سعر الفستان ذو الخامة الجيدة من 100 ألف ليرة سورية، والقميص 50 ألف ليرة، والبنطال 40، وهذه الأسعار ليست السقف الأعلى فهناك ملابس في بعض المحال أسعارها مرتفعة بشكل كبير.
وأقرّت حكومة السلطة السورية قبل أيام، رفع أسعار المازوت والخبز لكل القطاعات العامة والخاصة، وتضمن القرار تعديل سعر ليتر المازوت الذي كان 180ليرة سورية ليصبح 500 ليرة سورية، لكل القطاعات بما فيها المؤسسة السورية للمخابز ومخابز القطاع الخاص ، بزيادة 270 بالمئة على سعره.
اقرأ: الأسد يرفع أسعار مواد أساسية جديدة بأضعاف مضاعفة
كذلك أقرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، رفع سعر ربطة الخبز الواحدة التي تحوي نحو (1100 غرام، أو 7 أرغفة) و مغلفة “بكيس نايلون “.
وبات سعر ربطة الخبز 200 ليرة سورية، مع العلم أن سعرها كان قبل هذا الارتفاع 100ليرة أي أن الزيادة كانت 100 بالمئة، ما يجعل الحصول على اللقمة الوحيدة على مائدة غالبية العائلات السورية صعباً للغاية في ظل معاشات لا تسد الاحتياجات الأساسية.
وبعد هذا الارتفاع أقر رأس السلطة السورية بشار الأسد، رفع الرواتب بنسبة 50%، إلا أن خبراء اقتصاديين اعتبروا أن الزيادة لن تؤثر إيجاباً في مستوى معيشة السوريين، إنما ستضيق الخناق عليهم وترفع نسبة الفقر.
الجدير بالذكر أنّ السوريين يعانون في مناطق السلطات السورية، أزمات اقتصادية خانقة تبدأ بارتفاع الأسعار الجنوني، ولا تنتهي بنقص حاد في الخدمات والمواد الرئيسية، فضلاً عن تدني القوة الشرائية ومستوى المعيشة إلى ما دون خط الفقر، أي لا يستطيع معظم السوريين تأمين الحاجات الاساسية للحياة.
خاص – أنا إنسان – سناء محمد
تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان
تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube
حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان
مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان