أخبار

ما دوافع عمليات الاغتيال في درعا؟

تزداد عمليات الاغتيال في الجنوب السوري يوماً بعد يوم خصوصا في بلدات محافظة درعا والتي أصبحت اعتيادية وخبر يتم تداوله بشكلٍ يوميّ، إلا إنها بدأت تأخذ منحى خطير نسبياً  مؤخراً، إذ توسّعت رقعة الاغتيالات لتستهدف أطفالاً برفقة آبائهم وموظفين لمنظمات إنسانية يعملون في المحافظة .

فقد نشرت منظمة أوكسفام (غير الحكومية) ظهر يوم الأربعاء 19 شباط مقتل اثنين من عامليها في جنوب سورية، وأعلنت أن القتيلَين موظفان في قسم الإغاثة المختص بمحافظة درعا، وأوضحت ذلك في بيان لها نُشِر على صفحتها الرسمية في الفيسبوك “إن ضابط سلامة  موظفي المحور الجنوبي وسام حازم و(السائق) عادل الحلبي، قتلا إثر هجوم شنه مسلحون مجهولون على سيارتهم، إضافة لإصابة (إبراهيم محمد عمر- 26 عاماً) بجروح خطيرة.

 

وذكر مدير مكتب المنظمة في سورية معتز أدهم بمنشور كتبه على الصفحة ذاتها: “ببالغ الحزن والأسى ننعى زملاءنا كل من وسام حازم وعادل الحلبي، حيث تم استهداف مركبتهم اليوم أثناء إيصال مساعدات في جنوب سورية، وأدان الهجوم بأقوى العبارات الممكنة -بحد وصفه – وطالب بوقف استهداف عاملي الإغاثة أينما كانوا.

وضَمِن البيان أيضاً قوله “إن فقدان اثنين من زملائنا الأعزاء الذين لقوا حتفهم أثناء قيامهم بإيصال المساعدات للمدنيين المتضررين من النزاع في سورية، كان خبراً مدمراً لنا، قلوبنا وعقولنا مع أسرهم”. 

واختتم معتز كلامه “من الضروري أن يتمكن عمال الإغاثة من توصيل المساعدة المنقذة لحياة المدنيين دون أن يتعرضوا هم أنفسهم للهجوم”.

هذه العملية قوبلت باستنكار من أهالي درعا وثوارها حيث أصدروا بياناً ينص بذلك بعد اجتماع الفعاليات المدنية والثورية وتم نشره بعد الحادثة بساعات حيث كُتِب فيه “إن هذا العمل مرفوض ومُدان وسنعمل جاهدين للوصول إلى من قام بهذا العمل لينال جزاءه العادل وقد تذيّل بتوقيع (اللجنة المركزية بالمنطقة الغربية من حوران، لجنة الجيدور، وجهاء المنطقة الغربية من حوران)

 

https://www.facebook.com/adham.alkarad.1/posts/531203860842285

 

وفي حديث خاص لموقع (أنا إنسان) مع قائد سابق بالجيش الحر -فضّل عدم الكشف عن اسمه- أن نظام الأسد تعمّد لإرسال ضباط أمنيين محسوبين على المليشيات الإيرانية برفقة عناصر المنظمة باستخدام سياراتهم التي يمكن لها أن تتحرك بسهولة في مناطق درعا، حيث تم اصطحابهم من دمشق مروراً بـ حوض اليرموك بشكل مباشر (حوض اليرموك الذي تمت السيطرة عليه من قبل ما يسمى جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم داعش حتى نهاية العام ٢٠١٨) 

وأضاف المتحدّث: “لقد تعمّدت السيارات عدم عبور مركز مدينة درعا باستخدام طريق مدينة نوى فيما عاد موظفو المنظمة وحدهم بعد ذلك دون أن يرافقهم أحد من الضباط باستخدام طريقٍ مختلفٍ يربط الريف الغربي بمركز مدينة درعا مرورا ببلدة اليادودة والمزيريب”.

وأوضح القائد أن عملية الاغتيال حدثت بعد تحذير المجموعة المسلحة التي نفّذت العملية سائقَ سيارةِ منظمةِ أوكسفام مشيرين له بالتوقف من خلال اعتراضه بسيارتهم الخاصة حيث تم إطلاق النار بشكل مباشر بعد رفض السائق التوقف دون إصابتهم؛ فتابعت المجموعة مطاردتهم بإطلاق النار إلى أن توقفت مؤخراً بإصابة السائق ومرافقيه وموت العناصر لاحقاً إلا إن أفراد المجموعة المسلحة تركوها لاحقاً تتابع مسيرها بعد أن تبين أن من يستقلها هم موظفون مدنيون، ولا وجود لعناصر وضباط يتبعون للنظام، وأمروا  “إبراهيم العمر” الذي أصيب بجروح طفيفة بأن يسرع بإسعاف رفيقيه قبل أن يغادر المسلحون المكان.

وأضاف المتحدث أن ما حدث يؤكد أنه لم يكن في نية المجموعة المسلحة الاعتداء على موظفي أوكسفام بذاتهم، بل منع دخول أي ضباط أمنيين تابعين لنظام الأسد للمنطقة كما حدث في مناطق أخرى سابقاً كالغوطة الشرقية عندما استغل ضباط النظام سيارات الهلال الأحمر من أجل دخول المنطقة لافتعال الأعمال التخريبية وذلك إبان الحملة العسكرية التي شنتها عصابة الأسد المدعومة بسلاح الجو الروسي، والتي انتهت بالسيطرة عليها منتصف عام  2018 .

باسل الغزاوي، وهو صحفي من درعا، يحذر من نتاج هذه العمليات بمنشور كتبه على فيس بوك: “اليوم تنفذ عملية اغتيال جديدة بحق شخصين يعملان في أحد المنظمات التي بحسب ما يشاع  معروفة باسم “أوكسفام” مهتمة بإعادة الإعمار”.

يضيف في منشوره: “المعلومات تقول: بأن المنظمة دولية و نفذت العملية على طريق درعا اليادودة بالقرب من مفرق المنجرة حيث يستقل ضحايا عملية الاغتيال سيارة من نوع هونداي سانتفيه رصاصية اللون”.

واختتم بقوله: “أتمنى أن يتنبه العقلاء لما يحاك خارج الحدود وينفذه مرتزقة على الأرض قبل فوات الأوان”.

https://www.facebook.com/basel.gh.75/posts/2672852916276781

 

جدير بالذكر أوكسفام (OXFAN) هي اتحاد دولي للمنظمات الخيرية التي تركز على تخفيف حدة الفقر في العالم، تأسست عام 1942 في بريطانيا على يد مجموعة من “الكويكرز”، والناشطين الاجتماعيين وأكاديميين، قبل أن تنمو نمواً كبيراً لتصبح اليوم إحدى أكبر المنظمات الخيرية الدولية في مجالَي الإغاثة والتنمية. 

وعلى صعيد آخر وفي سياق متّصل؛ فقَدْ فقدَ العديد من الأطفال أرواحهم باستهدافهم المباشر بالرصاص الحي أثناء اغتيال آبائهم الذين يرافقونهم دون أدنى رحمة أو شفقة من المجموعات التي تستخدم بنادقها لقتل أولئك الأشخاص الذين يعتقد النظام أنهم يشكلون خطراً على وجوده مستقبلاً .

باسل الغزاوي عرّج بقوله لموقع (أنا إنسان) أن طفلين تم قتلهم مؤخراً بطريقة بشعة، أغلب الظن أنهما قُتلوا عن طريق الخطأ أثناء تعمّد تصفية آبائهم وهما (الطفل سليمان عيسى الحمصي في تاريخ ٦ كانون الأول من العام الحالي سبقه الطفل يحيى محمد غيث بعدة أسابيع) وأوضح الغزاوي أن الحمصي شخص مطلوب للنظام، أما الآخر فهو شخص مدني لم يسبق له أن حمل سلاح في وجه أحد ، وقد حمّل هذه التهمة النظامَ الذي وصفه بأنه بارع في هذه التصفيات وشراء الذمم وتجنيد الخلايا المأجورة التي تنفذ هذه العمليات .

 منشور شقيق القتيل وعم الطفل

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=2575628269429507&id=100009470776789

 

لقد حاول موقع (أنا إنسان) التواصل مع أهالي الأطفال المقتولين بعد أن قدّم واجبه بعزائهم إلا إنّ مصابهم جلل ولم نحصل على إجابة إيجابية منهم سوى التعليق بقول “حسبنا الله ونعم الوكيل على من قام بهذا الفعل ونرفع شكايتنا لله وحده ” .

وقد نشر أحد صحفيي درعا على حسابه الشخصي على غرار الكثير من الصفحات الإخبارية عن رقم قياسي في الاغتيالات حصل اليوم بتاريخ 25/2/2010 وقال “اليوم ثلاثة عمليات اغتيال في درعا، النظام يُصعّد، لا أحد يعلم إلى أين سينتهي المطاف.. ما يحل في درعا، ليست عمليات اغتيال تحدث ليلاً، تُنفذها سيارة كيا ريو لجبهة النصرة أو لفصيلٍ ما، وتلوذ بالفرار!!

ما يحدث هو تصفية في وضحِ النهار، يُقتَل الشباب واحداً تلوَ الآخر، النظام يحيط بالمدينة، أياديه القذرة ممن باعوا ضمائرهم للؤي العلي وغيره، ينفذون ذات المهمة التي عمل عليها النظام منذ حصار درعا قبل تسعة أعوام، قتلٌ في العلن، لإخماد شعلةٍ يظنونها ستنطفئ.. هذه التصفية، لا يمكن تسميتها تغييراً ديموغرافياً، فماذا يمكن أن نسميها؟! “

أمير القاسم

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *