أخبار

السلطة السورية تصدر تعميمات عبر سفاراتها لجمع التبرعات من المغتربين.. ما القصة؟

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لتعميمات باسم السلطة السورية وصادرة عبر سفاراتها، تطلب جمع تبرعات من المغتربين السوريين بهدف تقديمها إلى الفئات والشرائح الاجتماعية الأكثر تضررا، حيث جاء ذلك بعد مرور يومين على البدء بتطبيق قانون “قيصر” على السلطة وفرض الولايات المتحدة الأمريكية بموجبه عقوبات على رأس السلطة وزوجته وعشرات الشخصيات الأخرى.

وفي التعميم الذي تم تداوله قالت السفارات السورية، إن هذه الحملة “تأتي ضمن إطار الحملة الوطنية للاستجابة الطارئة ، وبهدف فتح المجال أمام المغتربين للمشاركة في هذه الحملة”.

وجاء في التعميم: “تتلقى السفارة تبرعاتكم ومساهماتكم، على أن يتم تزويد كل متبرع بإيصال إشعار بالاستلام، بحيث تتم إحالة قيمة التبرعات إلى الجهات المعنية في سورية”.

ورغم تأكيدات من قبل شخصيات تابعة للحكومة السورية إن الصور المتداولة غير صحيحة، “وقامت جهات خارجية مغرضة بنشرها على وسائل التواصل، لكن ذلك لم يمنع الرد الشعبي الذي  كان مستهزئا بهذا التعميم.

    

 

وقد علق شاب يدعى “منير” ويقيم في ألمانيا: “وصلت السرقة إلى هنا، بعد أن سرقتم سوريا، وأجبرتونا إلى السفر إلى آخر العالم لكي نستطيع تأمين الأمور وتحويلها إلى عائلاتنا في الداخل السوري، وبعد كل هذا أتيتم لجمع التبرعات، ألم تشبعوا من الفساد والسرقة؟.. اسحبوا من الأموال التي تضعوها في بنوك الخارج ووزعوا منها على الشرائح المتضررة”.

 

ورداً على كون هذه الصور ليست حقيقية ومن جهات خارجية مغرضة كتب شاب يدعى وائل: ” هؤلاء كاذبون لقد تعودنا على كذبهم، يقدمون قراراً مثل هذا القرار، وعندما يجدون أن هناك رد شعبي ساخر أو رافض له يسارعون إلى نفيه ولصق التهمة بجهات خارجية مغرضة، الحكومة لدينا أصبحت مثل قصة الراعي الكذاب حتى لو كانوا على حق فلا أحد اليوم يصدقهم”.

في حين كتب الأديب والكاتب السوري ممدوح حمادة وهو مؤلف مسلسل ضيعة ضايعة ومسلسل خربة على صفحته الشخصية قائلاً: “انتشرت صور لبلاغات صادرة عن عدة سفارات تدعو فيها أبناء الجاليات السورية لحملة تبرعات من أجل دعم الشرائح الفقيرة في الوطن وهذا أمر يجعل عينك اليمنى تدمع من الحزن وعينك اليسرى تدمع من الضحك، أتصدقون فعلا أيها السادة الدبلوماسيون بأن قرشا في هذه البلاد الحزينة يصل إلى الشرائح الفقيرة، ألا تعرفون أن هذه الشرائح أصبحت فقيرة لأن حقا من حقوقها لم يصلها يوما؟ بدلا من جمع التبرعات لها على الأقل .. على الأقل أعيدوا لها الخوات التي فرضتموها عليها عبر السطو على ثرواتها وستكون هذه الشرائح بالف خير”.

 

https://www.facebook.com/mamdouh.hamada.10/posts/10223394598236143

 

أما شاب يدعى “ماجد” ويقيم في إحدى الدول الأوروبية كتب على صفحته الشخصية قائلا: “أنا أعمل طوال الشهر حتى أستطيع تحويل 100 يورو لأهلي في سوريا وهي المدخول الوحيد لهم، ووالدتي التي تبلغ 60 سنة تقف على أبواب الجمعيات الاستهلاكية للحصول على كيلو رز أو علبة زيت، وتعيش حياة الذل في دولة ينهب المسؤولين خيراتها دون أن تقوم هذه السلطة بمحاسبتهم، وتأتي سفارة بلدي بكل وقاحة تطلب مني تقديم تبرعات، يكفي أن يعيد المسؤولين ربع الاموال المنهوبة والتي كانوا يتقاتلون عليها مع رامي مخلوف لجيوب الشرائح المتضررة وحينها لستم مضطرين للشحاذة من شعبكم الذي هاجر من هذه أرضه هربا من فسادكم وإجرامكم، ولن أحرم أمي من 100 يورو لأضعها في تبرعاتكم الكاذبة”.

وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية الأربعاء، بالعمل وفق قانون “قيصر” وفرضت حزمة جديدة من العقوبات على شخصيات في السلطة السورية وعلى رأسها، بشار الأسد وزوجته.

ومنذ بدء العمل بهذا القانون ازدادت المخاوف بشكل كبير من أن يكون الضرر الأكبر على المواطن السوري، خاصة مع انهيار سعر صرف الليرة السورية أمام بقية العملات الأجنبية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني في الأسواق، والتي تعد فوق طاقة تحمل المواطن ذو الدخل المحدود، خاصة أن أكثر من 82 بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وينصّ القانون على فرض عقوبات وقيود على من يقدّمون الدعم لأفراد للسلطة السورية، إضافة إلى الأطراف السورية والدولية التي تمكّن من ارتكاب تلك الجرائم، والتي كانت مسؤولة عن، أو متواطئة في، ارتكاب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا.

كما يسعى القانون أيضا إلى حرمان السلطة من الموارد المالية التي تستخدمها من أجل تسعير حملة العنف والتدمير التي أودت بحياة مئات الآلاف من المدنيين، حسب الخارجية الأمريكية.

“قيصر” يدخل حيز التنفيذ الأربعاء.. كيف ستتأثر سوريا؟

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *