ألمانيا تلقي القبض على طبيب سوري متهم بارتكاب جرائم حرب
أعلنت السلطات الألمانية اليوم الإثنين، القبض على طبيب سوري متهم بارتكاب جرائم حرب خلال فترة عمله مع في إحدى المشافي التابعة للسلطة السورية في محافظة حمص.
وقال الادعاء العام في مدينة كارلسروه الألمانية اليوم، إن المتهم ضرب معتقلا في سجن الاستخبارات العسكرية السورية بمدينة حمص بهراوة بلاستيكية وركله وهو منبطح على الأرض، مضيفا أن الضحية توفي لاحقا، إلا أن سبب الوفاة غير معلوم.
وألقت الشرطة الجنائية الاتحادية القبض على المتهم مساء الجمعة الفائت، وذلك في ولاية هينس الألمانية، في حين وأظهرت تحقيقات الادعاء العام أنه تم استدعاء الطبيب بعد إصابة الضحية بنوبة صرع خلال تعرضه للتعذيب، وعقب يوم واحد ساءت الحالة الصحية للضحية.
وبحسب بيان الادعاء العام، ظهر المشتبه به مجددا، لكن برفقة طبيب آخر هذه المرة، وقام كلاهما بضرب الضحية بهراوات بلاستيكية. وقد تم عرض المتهم على قاضي التحقيقات في المحكمة الاتحادية يوم السبت، ويقبع منذ ذلك الحين في السجن الاحتياطي.
وعمل “علاء م.” طبيبا في سجن للمخابرات العسكرية في مدينة حمص عام 2011، في الفترة من 23 تشرين الأول إلى 16 تشرين الثاني 2011، وفي تلك الفترة، تعرض أحد المعتقلين المحتجز لمشاركته في مظاهرة (يدعى محمود من مدينة حمص)، لجلسة تعذيب، ثم أصيب بنوبة صرع، وطلب أحد زملائه المعتقلين من أحد الحراس إبلاغ الطبيب، وبعد وصوله قام “علاء” بضرب المعتقل بأنبوب بلاستيكي، واستمر في ضربه وركله على رأسه.
وفي اليوم التالي من تلك الواقعة، تدهورت صحة المحتجز، فطلب أحد المعتقلين الرعاية الطبية، وبدلامن علاجه عاد “علاء م” هذه المرة برفقة طبيب آخر من السجن لضرب كلاهما المحتجز المصاب بنوبة صرع بأنبوب بلاستيكي الذي لم يعد يستطيع المشي، حتى فقد وعيه، ثم وضع عدة حراس المحتجز المصاب في بطانية ونقلوه بعيدا حتى موته.
وسبق أن كشفت قناة الجزيرة في تحقيق استقصائي مصور لها عن انتهاكات وجرائم ارتكبها عسكريون وأطباء كانوا إلى جانب السلطة في سورية وفروا لاحقا إلى الدول الأوروبية، كما عرضت صورا حصرية من المستشفيات العسكرية تثبت قتل قوات السلطة المعارضين لها وتعذيبهم بطريقة وحشية، وكان الطبيب الذي اعتقل واحدا من المتهمين.
تحقيق يكشف تفاصيل التعذيب المروعة بالمستشفيات العسكرية السورية.. وفرار المجرمين إلى أوروبا
وتعليقا على اعتقال الطبيب كتب الحقوق السوري أنور البني على حسابه في “فيسبوك”: “اعتقل البوليس الألماني يوم الجمعة الماضي الطبيب علاء م المقيم في ألمانيا والذي كان يعمل في مشفى حمص العسكري المشتبه بارتكابه جرائم تعذيب للمعتقلين، وقد ساهم المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية بجمع شهادات الشهود على ارتكابه تلك الجرائم وتقديمها للمدعي العام، العدالة ستلاحق المجرمين أينما كانوا، لا إفلات من العقاب للمجرمين ضد الإنسانية.. شكرا لجهود جميع السوريين الذين يقدموا أفضل ما لديهم لمساعدة العدالة”.
https://www.facebook.com/anwar.bounni/posts/10156861240441148
وأيضا شارك خبر الاعتقال الطبيب، محمود الكن، الذي كان واحدا من أهم الأشخاص الذي فضح انتهاكات قوات السلطة السورية وأطبائها بحق المعتقلين في سوريا من خلال التحقيق الاستقصائي “البحث عن جلادي الأسد” الذي قام بإعداده وتقديمه، وكتب على تويتر:
https://twitter.com/mmalken/status/1274989483314819073
