أخبار

الناتو يجتمع بعد مقتل جنود أتراك في إدلب.. وارتفاع حدة التصريحات الروسية والتركية

تسارعت الأحداث بشكل كبير بعد إعلان تركيا مساء أمس الخميس، عن مقتل وجرح جنود لها بقصف جوي على إدلب، وارتعفت حدة التصريحات الروسية والتركية، وسط تحميل موسكو لأنقرة مسؤولية ما حصل، ورفض الأخيرة لذلك.

وعقب الإعلان التركي عن الاستهداف ترأس الرئيس رجب طيب أردوغان اجتماعا في أنقرة، لم يتم الإعلان عن نتائجه، ولكن تبعه توجه مسؤولين أتراك على رأسهم وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إلى الحدود السورية – التركية، من أجل متابعة آخر التحركات البرية والجوية للقوات التركية ضد النظام السوري، وإدارة الأحداث عن قرب.

وعقب ذلك خرج حلف شمال الأطلسي (الناتو) والولايات المتحدة الأمريكية وأكدوا وقوفهم إلى جانب تركيا، التي طلبت من “الناتو” الاجتماع على وجه السرعة من أجل بحث آخر التطورات في إدلب.

وقال الأمين العام لـ”الناتو”، ينس ستولتنبرغ، إن “الحلف فعّل المادة الرابعة من ميثاقه بناء على طلب تركيا، وسيناقش خلال اجتماعه الطارئ على مستوى المندوبين الدائمين، المستجدات في سوريا”.

يشار إلى أن المادة الرابعة تنص على أنه يمكن لأي عضو من الحلف أن يطلب التشاور مع كافة الحلفاء، عند شعوره بتهديد حيال وحدة ترابه أو استقلاله السياسي أو أمنه.

وبعد ساعات من حادثة الهجوم التي قتل على إثرها 33 جنديا وأصيب 32 آخرين، أكد الرئاسة التركية أنها “قررت الرد بالمثل على النظام السوري الذي يوجه سلاحه صوب الجنود الأتراك الذين يدافعون عن حقوق الجمهورية التركية ومصالحها”، على حد قولها.

وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، في بيان: “تم استهداف كافة أهداف النظام السوري المحددة، بنيران عناصرنا المدعومة جوا وبرا، وسنواصل الاستهداف”.

وفي أول تعليق لها على ما يحصل، بررت الدفاع الروسية القصف قائلة إنه كان موجّها للفصائل، إلّا أنه أصاب الجنود الأتراك، وأضافت الوزارة في بيان أن “الجانب التركي لم يقدم لموسكو معلومات عن تواجد عسكرييه في بليون في إدلب (..) ووفقا للمعلومات التي تلقاها مركز حميميم، لم تتواجد هناك وحدات، ولم يكن مفترضا أن تتواجد أي وحدات تركية في منطقة القصف”.

وتابعت أنه فور تلقي معلومات عن إصابات في صفوف العسكريين الأتراك، اتخذ الجانب الروسي كافة الإجراءات الضرورية لوقف إطلاق النار من قبل النظام بشكل كامل، وتأمين إجلاء القتلى والجرحى الأتراك إلى أراضي بلادهم.

وردا على ذلك قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن قواتهم تعرضت للقصف رغم التنسيق مع الروس وإبلاغهم بموقع الوحدات التركية.

وتابع: “رغم تحذيرنا بعد استهداف قواتنا لأول مرة تواصل الهجوم وطال أيضا سيارات الإسعاف، ولم تكن مع قواتنا خلال هذا الهجوم أي مجموعات مسلحة أخرى”.

وسبق تصريحات “أكار” أخرى نقلتها وكالة إنترفاكس للأنباء عن نائب بارز بالبرلمان الروسي يوم الجمعة أن أي عملية عسكرية تركية واسعة النطاق في منطقة إدلب السورية ستكون نهايتها سيئة لأنقرة نفسها.

ولم تكتفي روسيا بالتعليق فقط بل تحركت على الأرض وأرسلت سفينتين حربيتين مزودتين بصواريخ كروز (موجهة) إلى المياه قبالة الساحل السوري واتهمت أنقرة بالمسؤولية عن مقتل جنودها.

وفي الشأن ذاته طالبت تركيا المجتمع الدولي بفرض منطقة حظر طيران في سوريا، وسبق ذلك دعوة السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام، رئيس بلاده دونالد ترامب والمجتمع الدولي لفرض حظر جوي في شمال غرب سوريا.

وعلى ضوء ما يحصل احتشد عدد من الأتراك، أمام القنصلية الروسية في إسطنبول، للتنديد بالغارة الجوية التي شنّها النظام السوري، ضد القوات التركية بإدلب، مرددين هتافات نددت ومنها: “روسيا القاتلة..وبوتين القاتل”، و”بوتين القاتل سيحاسب”، و”سوريا مقبرة روسيا”.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *