أخبار

النظام يدخل كفرنبل.. ما الذي تعرف عن هذه المدينة الثائرة؟

تمكن النظام السوري أمس الثلاثاء، وبدعم روسي من السيطرة على مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، والتي تعتبر من أهم المدن التي ثارت بوجه النظام، واشتهرت بلافتاتها التي رفعها الناشطون تنديدا بانتهاكات النظام، واللوحات الكاريكاتيرية للتعبير عن صمت المجتمع الدولي حيال المجازر التي تعرض لها المدنيون في المحافظة وعموم المناطق السورية.

 

وفي العام 2011، انضمت كفرنبل، التي تجاوز عدد سكانها الـ 20000 نسمة، إلى التظاهرات ضد نظام بشار الأسد التي كانت بدأت بالانتشار تدريجيا في غالبية المناطق السورية، قبل أن يتم قمعها بالقوة عبر مداهمات واعتقالات وإطلاق نار. ومع ودخول السلاح في المواجهات، شهدت كفرنبل منذ العام 2012 اشتباكات بين قوات النظام وعناصر منشقة عنها. وخرجت المدينة في العام نفسه مع مناطق أخرى عن سيطرة قوات النظام.

 

وكان السوريون المعارضون للنظام والعالم، ينتظرون كل يوم جمعة، موعد التظاهرات الأسبوعية، حتى يشاهدوا خروج سكان كفرنبل التي عرفت بـ”أيقونة الثورة” وهم يصرخون “الشعب يريد إسقاط النظام” ويحملون لافتات بالانكليزية والعربية تخاطب مجلس الأمن والدول العربية والغربية وتطلب مساندة السوريين في مطالبتهم بالحرية.

 

ومن أبرز تلك اللافتات التي كتبت في أثناء سيطرة النظام على المدينة: “يسقط النظام والمعارضة.. تسقط الأمة العربية والإسلامية.. يسقط مجلس الأمن.. يسقط العالم.. يسقط كل شيء. كفرنبل المحتلة 14/ 10/ 2011”.

 

مثل تلك الشعارات نجحت في لفت النظر إلى مدينة كفرنبل، ما جعلها أيقونة من أيقونات الثورة السورية، إذ كانت أيضا ملجأ للفارين من النظام من عموم المناطق التي كان النظام يسيطر عليها في محافظة إدلب، وخاصة مدينة إدلب.

 

وجسدت اللافتات أيضا شجاعة أهل المدينة، الذين وقفوا في وجه تنظيم “داعش” والفصائل التي تنتهج نهجه، وعلى الرغم من سيطرة “هيئة تحرير الشام” على المدينة، إلا أنها لم تتمكن من إخماد جذوة الثورة فيها، وبقيت اللافتات التي تحدّت “داعش” والنظام، تتحدّى الهيئة نفسها وتتحدّى قائدها أبو محمد الجولاني.

 

ومن أبرز وجوه الحراك السلمي في المدينة الناشطين “رائد الفارس” و “حمود الجنيد”، اللذين اغتيلا على أيدي مسلحين في عام 2018، وكانا من أوائل المشاركين في المظاهرات، وقد عرف الفارس بأنه مهندس وكاتب اللافتات وكذلك مؤسس عدة منصات إعلامية، من بينها “راديو فريش”.

شاهد بالفيديو :رائد فارس الذي يحمل كفرنبل أينما رحل

 

أهمية المدينة وتاريخها

يعود تأسيس المدينة إلى عصور تاريخية، حيث تتموضع كفرنبل على أطلال مدينة قديمة، ويوجد فيها الكثير من الشواهد الأثرية ذات الأصول الرومانية.

 

وتحيط بالمدينة آثار عدة مدن رومانية هامة مثل ربيعة، شنشراح، سرجيلا والبارة، ويتبع لها قرى حاس، معرتحرمة، كفرعويد، الفطيرة، حزارين، بسقلا، جبالا، سفوهن وغيرها.

 

وقد عمل النظام على السيطرة عليها لأهميتها الاستراتيجية، إذ تقع جنوب الطريق الدولي “أم 4”  وهو الطريق الواصل بين حلب واللاذقية، ويعد طريق إمداد رئيسي يصل الطريق “أم 1” المار بالقرب من مطار حميميم بالطريق “أم 5” الواصل بين حلب ودمشق.

 

وكما أن السيطرة على كفرنبل تمنح النظام فرصة للتقدم شمالا باتجاه مدينة أريحا الواقعة على الطريق الدولي حلب اللاذقية، ولأن كفرنبل قلب جبل الزاوية ذي التضاريس الصعبة، فالسيطرة عليها تعني السيطرة على نسبة كبيرة من كامل الجبل، مما يسهل من مهمة النظام في حصار مدينة إدلب وفصلها عن ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي.

شاهد بالفيديو :اغتيال رائد الفارس وحمود جنيد في كفرنبل

 

يشار إلى أن كفرنبل تعرضت خلال سنوات خروجها عن سيطرة النظام للقصف الجوي والبري المكثف ما أدى لمقتل وجرح المئات من أهلها، ودمار هائل في منازلهم، والمنشآت الخدمية والمرافق العامة، وشهدت المدينة فترات توقفت الحياة بشكل كامل فيها نتيجة القصف.

 


 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *