أخبار

فيتو مزدوج صيني و روسي لمنع إيصال المساعدات إلى السوريين

مجددا استخدمت كل من روسيا والصين حليفتا السلطة السورية، حق النقض (الفيتو) لتقويض عمليات إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود التركية إلى منطقة شمال غرب سوريا.

ومساء أمس الثلاثاء فشل مجلس الأمن الدولي في تبني مشروع قرار يجدد تفويض عمليات إدخال المساعدات بعد الفيتو الثنائي، والذي يعتبر الـ 15 الذي تستخدمه روسيا لصالح السلطة السورية.

وكانت مسودة المشروع الذي قدمته ألمانيا وبلجيكا، قد اقترحت تجديد التفويض لاستخدام معبري باب الهوى وباب السلام الحدوديين وإدخال المساعدات الإنسانية من تركيا إلى شمال غرب سوريا لمدة 12 شهرا، حيث حصد هذا المشروع على 13 صوتا مؤيدا، لكن لم يتم اعتماده بسبب الفيتو الروسي – الصيني.

وقال السفير البلجيكي، مارك بيشتين دي بيتسويرف، إن بلجيكا وألمانيا قد جاهدتا للتوصل إلى إجماع على أسس إنسانية بحتة، وحاولت الدولتان الأوروبيتان أيضا إعادة فتح معبر اليعربية الحدودي بالنظر إلى وضع الإنساني في ظل كوفيد-19 وفي سياق دعوات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى مزيد من الوصول عبر خطوط التماس وعبر الحدود في شمال شرق سوريا.

وقال دي بويتسويرف إن إعادة فتح معبر اليعربية كان بمثابة خط أحمر لإحدى الدول الأعضاء- على الرغم من أن فتحه كان مدعوما على نطاق واسع بين أعضاء المجلس- وبالتالي لم يتم تضمينه في المسودة النهائية.

وقال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا إن بلاده تتفهم ضرورة مواصلة العمليات عبر الحدود في الشمال الغربي وحاولت أن تشرح لأعضاء المجلس كيف يمكن أن يستمر ذلك. وقال إن روسيا قدمت نصها الخاص وأعربت عن أملها في اعتماده، مضيفا أن العمليات عبر الحدود في إدلب ستستمر.

يشار إلى أن وسائل إعلام عالمية تحدثت سابقا حول إصرار  روسيا إلى تقليص إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود التركية إلى سوريا، وذلك من خلال إصرارها على فتح نقطة دخول واحدة لتلك المساعدات ولمدة ستة أشهر فقط.

وكانت الأمم المتّحدة حذّرت من أنّ الفشل في تمديد التفويض لإدخال المساعدات الإنسانية إلى السوريين عبر الحدود، سيقطع عمليات الأمم المتحدة الجارية حاليا، ما قد يسبّب كارثة إنسانية.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، الإثنين الماضي”إن الفشل في تمديد التفويض عبر الحدود سيقطع عمليات الأمم المتحدة الجارية حاليا، وسينهي عمليات تسليم الأغذية والدعم لمراكز التغذية وسيتسبب بالمعاناة والموت”.

وفي بيان صدر الجمعة، لفت برنامج الأغذية العالمي الانتباه إلى أن حوالي 9.3 مليون سوري يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي – بزيادة 1.4 مليون في الأشهر الستة الماضية وحدها، حيث أشارت المتحدثة باسم البرنامج إلى أن البرنامج سيواصل عمله: “نحن على أرض الواقع.. نحن نساعد 4.8 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الغذائية من برنامج الأغذية العالمي في محافظات سوريا الأربعة عشر. سنستمر! ولكن للقيام بذلك نحن بحاجة إلى 200 مليون دولار على وجه السرعة”.

الأمم المتحدة تحذر من أزمة جوع غير مسبوقة تواجه السوريين

الجدير بالذكر أن  الشبكة السورية لحقوق الإنسان طالبت في تقرير لها أمس، منظمة الأمم المتحدة باستمرار إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، وتجاهل أي اعتراض تستخدمه روسيا في مجلس الأمن الدولي ضد هذا الأمر.

وبيّن التقرير أنه بإمكان المساعدات الإنسانية الأممية الدخول إلى شمال غرب وشمال شرق سوريا عبر المعابر الحدودية بدون حاجة إلى تدخل مجلس الأمن لأنها مساعدات إنسانية مستقلة، حيادية، وليس لديها أية أجندة سياسية أو عسكرية، مشيراً إلى أن اعتراض السلطة السورية بالتنسيق مع حليفه الروسي هو اعتراض تعسفي، مبني على وجود دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن تساند بشكل مطلق النظام السوري على حساب القانون الدولي وحقوق الإنسان.

وطالبت الشبكة مجلس الأمن الدولي بالكف عن التحكم بدخول المساعدات الإنسانية الحيادية عبر الحدود، التي تساهم في مساعدة قرابة 5 مليون مواطن سوري وأشار إلى ضرورة التركيز على اختصاص مجلس الأمن في تحقيق السلم والأمن الدوليين في سوريا.

مطالبات باستمرار إدخال المساعدات إلى سوريا وتجاهل أي اعتراض روسي

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *