قانون «داعش» في مخيم الهول سيف على رقاب الأطفال
هل هزم تنظيم «داعش» فعلاً؟. بحسب الأخبار فإن التنظيم فقد قدرته العسكرية وهزم، لكن طريقة ولادة التنظيم الغامضة من العدم وتمدده تبعث الشك عن انتهاء نفوذه. الكثير من الدراسات بحثت عن الكيفية الغامضة التي توسع فيها ونجح في جذب هذا العدد الكبير من الأتباع من شتى أنحاء العالم.
ما الذي دفع نساءً للانضمام إلى التنظيم؟. ماذا عن الفيديوهات الكثيرة عن تدريب أطفال الخلافة لا تزال عالقة في الذهن؟.
أين ذهب هؤلاء بعد هزيمة المسلحين في معارك الشمال السوري؟.
واحد من هذه الإجابات عنوانه: «مخيم الهول». المخيم الواقع في الشمال السوري صار ملاذاً آمناً لنساء الفارين والمعتقلين من تنظيم الدولة الإسلامية، بعدما كان ملجأ للنازحين العراقيين في حرب الخليج 1991.
حتى تاريخ 31 آذار/مارس ، بلغ عدد سكان المخيم 73,041 نسمة، 65% منهم أطفال دون سن الــ 18 و 27% منهم نساء بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في سورية (أوشا).
إلا أن الشروط الإنسانية في المخيم شديدة السوء ويعاني سكانه من شروط صعبة للحياة نتيجة عجز المنظمات الإنسانية من الوفاء بالاحتياجات الكبيرة لسكان المخيم، وبحسب (أوشا) لا تزال الاحتياجات الإنسانية كبيرة في كافة القطاعات، لكن هذه ليست المشكلات الوحيدة التي يعاني منها المخيم.
حيث يضاف إليها العقلية الداعشية التي لم تتوقف النساء عن الإيمان بها، وكانت من أبرز نتائجها المباشر بضعة حوادث جنائية منها ضحية عمرها 14 عاماً قتلتها جدتها بدم بارد، لرفضها الالتزام بالنقاب، حيث أفادت وكالة أنباء “هاوار” التابعة للإدارة الذاتية، أن المسنة تدعى “هدية” وتنحدر من أصول أذربيجانية، وقتلت حفيدتها موضحة أن السبب هو عدم ارتداء الفتاة للنقاب، فيما ذكر تقرير المشفى الوطني في الحسكة الذي أسعفت إليه الفتاة، أن سبب الوفاة هو تعرضها لـ”الخنق والضرب المبرح”.
الملفت في هذه الحادثة ليس جريمة القتل فقط، وإنما تأييد أغلب سكان المخيم للجدة على فعلتها، بشكل يوضح مدى قوة تأثير فكر تنظيم داعش على سكان هذا المخيم رغم هزيمته عسكرياً ويؤكد أنه مازال باقي فكرياً وروحياً بين أتباعه.
نسبة الأطفال في المخيم عالية جداً، أغلبهم أيتام ومنهم بلا أب أو أم، فيما التعليم داخل المخيم معدوم تماماً باستثناء بعض الجهات التي تحاول نشر التعليم لكن بشكل محدود، لأسباب عديدة أهمها رفض سكان المخيم أنفسهم التعاون مع أي أحد لاعتبارهم “من الكفار”، حيث لاتزال قوانين داعش مطبقة بشكل قوي في المخيم، وتحديداً من قبل النساء اللواتي تحول بعضهن الى ممارسة دور الرقيب على باقي افراد المخيم وتطبيق العقاب في حال مخالفة هذا القانون ان لزم الامر، حيث شهد المخيم عدة حالات قتل بحق نساء تمردت على القوانين المفروضة.
فيما يخص الاطفال ونتيجة لعدوم وجود اي رعاية نفسية او صحية او تعليمية وتوعوية لهم، فان فكر داعش هو الغالب بين صفوفهم، حيث يوجد في المخيم دروس لتعليم الاطفال فكر ونهج وعقائد التنظيم للاطفال.
شهادات أشخاص استطاعوا الخروج من المخيم أكدوا لـ أنا إنسان أنه لاتزال حلقات تعليم الفكر الداعشي تعلم للاطفال الذكور في الخيم وبعضهم يتم تدريبهم بشكل سري على اساليب القتال بالسلاح الابيض، كما يتم تجنيد الاطفال ضمن مجموعات لمراقبة ما يحدث ضمن المخيم ونقل كل المعلومات الى المسؤولين عنهم.
وفيما يخص الاطفال الاناث يوجد ايضاً حلقات تعليم لهن والبعض منهن يجبرن على ارتداء النقاب تحت التهديد النفسي وقد يصل للقتل كما حدث مع الفتاة القاصر، فضلا عن تجنيد البعض منهن للتجسس على النساء في المخيم ونقل الاحاديث والمعلومات للمسؤولين عنهن.
بعض الدول التي لديها اطفال في المخيم لاتزال ترفض استقبالهم منها دول اوروبية وافريقية وحتى خليجية، مما يترك الباب مفوتحاً لمستقبل مجهول لهؤلاء الاطفال وقد يتم استخدامهم مرة اخرى في المستقبل كوقود لاي تنظيم ارهابي ينشأ في المستقبل، أو ضمن صفوف داعش نفسها التي مازالت موجودة في الصحراء السورية والعراقية وتعمل على اعادة ترتيب نفسها من جديد.
وبحسب تقرير (معضلة عودة أطفال الجهاديين إلى أوروبا) لوكالة الصحافة الفرنسية فإنه «منذ سقوط مشروع “الخلافة” الإسلامية في مارس/آذار الماضي، يواجه المجتمع الدولي مشكلة إجلاء المقاتلين والجهاديين الذين ألقي عليهم القبض في سوريا والعراق»، وخصوصاً الأطفال حيث «أعادت ألمانيا (الشهر الماضي تموز) للمرة الأولى 4 أطفال يتامى ينتمون إلى عائلات مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” بسوريا، فيما تم «في يونيو/حزيران، تم تسليم ستة يتامى بلجيكيين من عائلات جهادية لبروكسل. وقبل أيام قليلة من هذا التاريخ، قامت السلطات الفرنسية بإجلاء 12 طفلا لجهاديين فرنسيين، من بينهم 10 يتامى»، كما لا يزال أكثر من «200 طفل من أباء جهاديين فرنسيين، ثلثهم ما دون السن الخامسة، يقبعون في مخيمات للاجئين تحت رقابة القوات الكردية في سوريا، إضافة إلى نحو 90 امرأة فرنسية موقوفة».