ما السبب وراء زيارة قائد عسكري أمريكي بارز إلى سوريا؟
حذر قائد عسكري بارز في الجيش الأمريكي من تطورات الأوضاع في إدلب وذلك خلال زيارته لنقاط عسكرية أمريكية في سوريا بصحبة مجموعة من الصحفيين الأمريكيين.
وقال الجنرال كينيث ماكينزي، والذي يترأس القيادة المركزية الأمريكية، إن إدلب من الممكن أن تتحول إلى “مأساة إنسانية كبرى” نتيجة للحملة العسكرية التي يشنها النظام بدعم من القوات الروسية، وذلك بحسب ما نقلت صحيفة واشنطن بوست.
وأشار إلى أن الحملة العسكرية التي تشهدها المنطقة “ستؤدي إلى مقتل العديد من الأبرياء”. وقال إن إدلب التي تتواجد بها عناصر متطرفة ولكنها تضم في الوقت ذاته سوريين عاديين لا دخل لهم بالتطرف.
وتأتي زيارة ماكينزي إلى سوريا نتيجة لزيادة وتيرة عمليات مكافحة الإرهاب على حد قوله وذلك بعد فترة هدوء طويلة سببها الأوضاع المتقلبة على الحدود السورية وما رافقها من عمليات عسكرية تركية.
ومن غير المؤكد مصير القوات الامريكية وسط تبدل الأحداث على الأرض مع وجود احتمال بتغير التعليمات الرئاسية الواردة من البيت الأبيض.
وقال ماكينزي إن إيقاع العمليات العسكرية الامريكية في سوريا عاد كالسابق وذلك بعد حالة الترقب التي شهدتها القوات الأمريكية في سوريا والعراق خوفاً من تصعيد إيراني محتمل نتيجة تصفية قائد قوة القدس قاسم سليماني.
شاهد بالفيديو: الأزمة الإنسانية في إدلب تتفاقم مع استمرار قصف النظام السوري وروسيا
لا توجد خطة بالانسحاب
وردت إيران على مقتل سليماني بإطلاق صواريخ باليستية استهدفت القوات الأمريكية المتواجدة في العراق بدون أن تتسبب بمقتل أي عنصر من عناصر الخدمة الامريكية على الرغم من أن بعض هذه العناصر عانى من إصابات مرتبطة بالدماغ نتيجة الانفجارات التي أحدثتها الصواريخ.
شاهد بالفيديو :معلومات وتفاصيل تعرض لأول مرة عن مقتل سليماني
وبحسب ماكينزي، تجري القوات الامريكية من ثلاث إلى أربع عمليات عسكرية أسبوعياً بالتعاون مع العناصر المحلية في قسد، وذلك لاستهداف خلايا تنظيم داعش.
وأشار إلى أن مهمة الجيش الأمريكي في سوريا تتركز على محاربة داعش ودعم العناصر المحلية ولكنه لم يعط جدولاً زمنياً لبقاء هذه القوات.
وتعتبر زيارة ما ماكينزي هي الأولى من نوعها في سوريا حيث تجول في عدد من النقاط الامريكية المعزولة هناك بينما ألقى بتصريحات صحفية فيما يعرف باسم “المنطقة الأمنية الشرقية” حيث تجمع من 500 إلى 600 عنصر أمريكي برفقته.
والتقى ماكينزي بمظلوم كوباني، قائد قسد، لتنسيق العمل بين الطرفين. وقال ماكينزي “بصراحة، لا أعلم الفترة التي سنبقى بها هنا.. ليس لدي تعليمات سوى الاستمرار في العمل مع شريكنا” وذلك لاستهداف تنظيم داعش وحماية البنية التحتية النفطية التي تأمل إدارة الرئيس دونالد ترامب بأن تساعد في تمويل العمل الأمني المستمر مع قسد.
الاستعداد لمواجهة النظام
وتعمل القوات الامريكية حالياً على تحويل قسد إلى وحدة أمن داخلي لحفظ أمن المنطقة من عناصر داعش في حال ما قامت الولايات المتحدة بالانسحاب الكامل من سوريا.
وكان ترامب قد وعد في عدة مناسبات بإنهاء الحروب الامريكية والانسحاب العسكري من الشرق الأوسط وأمر بذلك مرتين بسحب القوات من سوريا قبل أن يتراجع نتيجة لتعقيدات المنطقة.
وسمح ترامب باستمرار المهمة الامريكية في سوريا على أساس السيطرة على حقول النفط ومنع تنظيم داعش من الاستفادة منها إلا أن القادة في البنتاغون يخشون من تغير مفاجئ في رأيه.
وتواجه القوات الامريكية تحديات تتمثل بضغط النظام مدعوماً بالقوات الروسية للتوجه نحو المناطق الخاضعة للنفوذ الأمريكية والتي تسيطر عليها قسد.
وعلق ماكينزي بالقول “مستعدون للتعامل مع هذا الأمر في المستقبل.. حالياً، نركز على إلحاق الهزيمة الدائمة بتنظيم داعش”.
وامتنعت واشنطن بوست الذي رافقت ماكينزي بصحبة وكالة الأسوشيتد برس عن ذكر أسماء المواقع العسكرية التي شملتها جولة ماكينزي وذلك بطلب من الجيش الأمريكي.
أورينت نت