أخبار

أفران الخبز في إسطنبول يحاربون السوريين في لقمة عيشهم

“الواحد بغلّي 30%40%50% مو 100% ما ضل وجدان عندكم بنوب!”، يصرخ ماجد حج خلف، وهو لاجئ سوري مقيم في مدينة إسطنبول التركية، مستنكراً قرار أصحاب الأفران السورية برفع سعر ربطة الخبز 100%، ليصبح سعرها 3 ليرات تركية بعد أن كانت تباع بـ 1.5 ليرة، ما أثار حالة غضب بين اللاجئين السوريين في إسطنبول، والذين دعوا لمقاطعة الخبز السوري وشراء الخبز التركي.

شاهد بالفيديو : راي الشارع في اسطنبول بعد استغلال الواضح من اصحاب الافران السوري

http://https://www.youtube.com/watch?v=8DBtHKkA8NE

 

“جمعية المخابز السورية” العاملة في إسطنبول، أصدرت بياناً في 26/12/2019، أعلنت فيه رفع سعر ربطة الخبز، مشيرةً الى أن هناك مبررات وراء رفع أسعار الخبز السوري، منها ارتفاع أسعار المواد الأولية والمحروقات في مدينة إسطنبول، وللحد من الفوضى الحاصلة في الأسعار والأوزان والأحجام، وتحسين جودة المنتج وإيصاله إلى مختلف مناطق إسطنبول في الوقت المناسب ضمن كافة الظروف.

وقال مصدر خاص فضّل عدم ذكر اسمه إن “أصحاب الأفران السورية المتواجدة في إسطنبول، اجتمعوا الشهر الماضي وقرروا الاتفاق على رفع سعر ربطة الخبز وتوحيد الأوزان، وهددوا أي صاحب فرن يقوم بتوزيع الخبز على المحلات بسعر أقل أنه سيتعرض للإيذاء، وبذلك يضمنوا جميعاً تحقيق ربح كبير ويمنعوا حصول أي مضاربات، مستغلين أنهم الجهة الوحيدة التي تبيع الخبز للسوريين”.

وأضاف المصدر لموقع أنا إنسان، “زعم أصحاب الأفران أن سعر كيس الطحين ارتفع من 80 الى 110 ليرة تركية، إضافة الى ارتفاع سعر المازوت، لذلك قرروا تخفيض وزن الربطة من 600 الى 500 غرام، ورفع سعرها بحيث يتم توزيعها على أصحاب المحلات بـ 2.5 ليرة تركية، بعد أن كانت تباع لهم بـ 1.20 ليرة، ما اضطر الباعة إلى رفع سعر الربطة من 1.5 أو 2 ليرة الى 3 ليرات لتحقيق هامش من الربح لهم”.

ارتفاع سعر ربطة الخبز في إسطنبول، أثار موجة استياء لدى السوريين، وسط دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة الخبز السوري والتوقف عن شرائه، واستبداله بالخبز التركي إلى حين تراجع أصحاب المخابز عن قرارهم.

ماجد حج خلف لاجئ سوري مقيم في منطقة سلطان بيلي بإسطنبول قال لموقع أنا إنسان: “ذهبت في صباح يوم الخميس 26 كانون الأول الماضي لشراء ثلاث ربطات خبز، وأعطيت صاحب المحل 10 ليرات، فأعاد لي ليرة واحدة، فضحكت وقلت له لقد أخطأت في الحساب، يتبقى لي 5 ليرات ونصف وليس ليرة، فأجاب لقد أصبح سعر الربطة الواحدة 3 ليرات بدل 1.5، فأصبت بالصدمة وقلت له معقول يرتفع السعر بين يومٍ وليلة للضعف، بينما الخبز التركي بقي سعره على ماهو عليه!”.

في المقابل دافع أبو فهد، أحد مندوبي توزيع الخبز في منطقة اسنيورت عن قرار رفع أسعار الخبز السوري قائلاً: “من الطبيعي أن يرتفع سعر الخبز السوري أكثر من التركي، والسبب يعود الى أن الفرن التركي يعمل على الحطب ويديره شخصان فقط، أحدهما يعجن والآخر يخبز، أما الفرن السوري فيه آلات تصل تكلفتها لأكثر من 100 ألف دولار ويعمل ضمنه أكثر من 15 عاملاً، كما أن الفرن يعمل على الغاز، إضافةً إلى تكلفة الأكياس والسيارات والموزعين”.

شاهد بالفيديو : ارتفاع أسعار الخبز السوري بأسطنبول

http://https://www.youtube.com/watch?v=J0e4s2oB4B8

وأضاف أبو فهد “تراجع قيمة الليرة التركية تسبب في ارتفاع تكلفة الغاز والمازوت والكهرباء والمياه والطحين والخميرة، اضافةً الى ارتفاع أجور العمال مع بداية العام الجديد، كذلك تبلغ تكلفة الكيس الواحد 25 قرشاً، فضلاً عن المصاريف التشغيلية للآلات والصيانة الدورية لها، كلها عوامل كانت كفيلة برفع سعر الخبز السوري”.

وأطلق سوريين هاشتاغات على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان #قاطعوا_الخبز_السوري، #خلي_الربطة_تعفن، #حملة_خليا_تبيت، كوسيلة للضغط على أصحاب المخابز لإعادة سعر الربطة كما كانت سابقاً.

وقال أبو علي في منشور على مجموعة بعنوان “قاطعوا الخبز السوري” على الفيس بوك: “عرضت مشكلة الخبز السوري على بعض أصحاب المخابز الأتراك، فقالوا لي إنهم سيقومون بإنتاج الخبز السوري، كما قاموا بحساب تكلفة الكيلو الواحد وقرروا أن يبيعوا ربطة الخبز وزن 700غرام للموزع بـ ليرة واحدة، لذا ما السعر الأنسب الذي يجب أن يبيعه الموزع لأصحاب المحلات، وما السعر الأنسب للوصول إلى المستهلك، أتمنى من جميع الأخوة السوريين أن يعرضوا هذه الفكرة على جميع الأفران التركية، حتى نصل للسعر الأرخص ونتخلص من استغلال أصحاب الأفران السورية”.

شاهد بالفيديو : ما حكاية الخبز السوري في تركيا والدعوات لمقاطعته؟

http://https://www.youtube.com/watch?v=Ruh9D3sl2Fk

من جهته أفاد حسان عبادي لاجئ سوري من إدلب مقيم في منطقة اسنلر بإسطنبول: “ارتفاع سعر الخبز سيؤثر بشكل كبير على السوريين، لاسيما الأسر التي يكون عدد أفرادها كبيراً، فعائلتي مكونة من ثمانية أشخاص، ونحتاج في اليوم إلى 4 ربطات بـ 12 ليرة، ما يعني أننا سندفع 360 ليرة شهرياً ثمن خبز فقط، وهذا مبلغ كبير على أسرة دخلها ضعيف، خاصة في ظل ارتفاع مختلف أسعار السلع وإيجارات المنازل والفواتير”.

وأشار عبادي الى أن “الحل يبدأ من أصحاب المحلات السورية، الذين يتوجب عليهم عدم شراء الخبز من الموزعين التابعين للمخابز السورية، وحين يأتي الزبون للمحل ولا يجد الخبز السوري، سيضطر لشراء الخبز التركي، وكذلك على السوريين عدم شراء الخبز من أصحاب المحلات الذين يبيعون الخبز السوري، وفي هذه الحالة سيصبح هناك كساد كبير في الخبز لدى المخابز، فتضطر حينها للعودة إلى السعر القديم”.

ورداً على ارتفاع أسعار الخبز السوري، لجأ كثير من اللاجئين إلى الخبز التركي، إذ يبلغ سعر قطعة الخبز الواحدة (الصمون) وزن 200 غرام 75 قرشاً، أي أن كل 4 قطع وزن 800 غراماً يبلغ سعرها 3 ليرات، بينما ربطة الخبز الواحدة وزن 500 غرام بـ 3 ليرات.

وفرضت غرفة الفرّانين في أنقرة وإسطنبول زيادة على أسعار الخبز مع بداية العام الجديد بنسبة 20%، وارتفع بحسب الزيادة الأخيرة سعر قطعة الخبز البالغ وزنها 200 غرام من 1.25 ليرة إلى 1.50 ليرة تركية، وبرّر مسؤولو الغرفة زيادة الأسعار بارتفاع قيمة التكلفة من طحين وماء وكهرباء.

شاهد بالفيديو : سوريين في تركيا يقاطعون الخبر السوري والأفران السورية بسبب رفع أسعار الخبز

http://https://www.youtube.com/watch?v=sALm-NY__qw

ولا تعد الزيادة سارية المفعول بالنسبة لأفران خبز الشعب  “Halk Ekmek”، التي واصلت بيع القطعة الواحدة بسعر 75 قرشاً فقط، لهذا عمل السوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي على نشر معلومات عن أماكن تواجد أكشاك الخبز التابعة للدولة، بحيث يمكن لكل من قاطع الخبز السوري، شراء الخبز التركي بـ 75 قرشاَ.

ويرى المحلل الاقتصادي محمد بكور، أنه “من الطبيعي أن يرتفع سعر الخبز السوري مع استمرار تراجع سعر صرف الليرة التركية (5.95 ليرة أمام الدولار)، والذي انعكس على مختلف نواحي الحياة، لكن أصحاب الأفران بالغوا في رفع سعر الربطة، إضافة إلى عدم وجود رقابة من الدولة التركية على الأسعار المطروحة من الأفران السورية، كما أن أصحاب تلك الأفران استغلوا عدم وجود بديل ورفعوا الأسعار، بمعنى أن السوريين لم يعتادوا على الخبز التركي الغريب عن بيئتهم، كما أنه ليس هناك أفران سورية مدعومة من الدولة تحافظ على سعر الربطة، كما كان الحال في سوريا، وبالتالي بات اللاجئ تحت جشع أصحاب الأفران الذين يحاربونه في لقمة عيشه”.

ويوجد في إسطنبول حوالي 30 فرناً سورياً، وتقدّر الطاقة الإنتاجية للفرن الواحد ما بين 10-12 ألف ربطة يومياً، وبدأ إنتاج الخبز السوري في إسطنبول عام 2013 وكان سعرها ليرة واحدة (وزن 800 غرام)، ثم ارتفع سعرها في 2017 إلى ليرة ونصف (وزن 600 غرام)، وفي 2018 بات سعرها يتراوح بين 1.75-2 ليرة (وزن 500 غرام)، ثم ارتفع في 2019 إلى 3 ليرات بنفس الوزن.

ويبلغ عدد السوريين الموجودين في مدينة إسطنبول من حملة “بطاقة الحماية المؤقتة”، 479 ألفاً و420 سورياً خلال عام 2019، بينما تم ترحيل 97 ألفاً و255 سورياً من إسطنبول إلى الولايات التي استخرجوا منها “الكمليك”، وفق ما أعلن حاكم مدينة إسطنبول علي يرليكايا بداية العام الجاري.

هاني العبد الله 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *