الزومبي … نوع جديد من المخدرات ينشره حزب الله في الجنوب السوري
تنتشر المخدرات في الجنوب السوري بشكل ملحوظ ويزداد توسعا بشكل يومي، بسبب انتشار المروجين للمخدرات على عموم محافظات الجنوب السوري في السويداء ودرعا والقنيطرة.
حيث أن ميليشيا “حزب الله” بالتعاون مع عناصر النظام في “الفرقة الرابعة”، عملت على إدخال “مكابس” لتصنيع حبوب “الكبتاغون” المخدرة، لافتين إلى أن تلك المكابس دخلت إلى منطقة “خراب الشحم” بريف درعا الغربي.
وهذه “المكابس” أدخلها شخص يمتهن التهريب بحماية من الفرقة الرابعة التابعة للنظام ويدعى ” أحمد الخالدي أبو سالم”، مؤكدين أن تلك الحبوب المخدرة يتم تصنيعها وتوزيعها على فئة الشباب في المحافظة وعلى العناصر المتطوعة في صفوف النظام، بالإضافة لمحاولة تهريب تلك المواد المخدرة لخارج المحافظة، والتي باتت تعد مورد رزق رئيس لميلشيا حزب الله لدعم مقاتليها.
والهدف من إدخال تلك “المكابس” وتصنيع حبوب “الكبتاغون” وأنواع أخرى من الحبوب المخدرة، توزيعها محليا وبالتالي تهريبها باتجاه دول الخليج، كون المنطقة الجنوبية بوابة لدول الخليج وبالتالي تدر عليها أرباح ويكون فيها عائدات لتغطية من تم تجنيدهم مؤخرا من أبناء المنطقة الجنوبية.
وزاد انتشار المخدرات بشكل خاص بعد سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية على الجنوب السوري، منتصف عام 2018، ويعود ذلك إلى أن غالبية الانتشار العسكري الحالي جنوب سوريا يتبع سرًا إلى إيران وميليشياتها، بينما بشكل علني تحت اسم “الجيش السوري”.
التهريب نحو الأردن والسعودية
وتعتبر الميليشيات الايرانية المتواجدة في سوريا من جنسيات عراقية وافغانية ولبنانية وسورية أيضًا، وهي تعمل في مجال تهريب الممنوعات من إيران وافغانستان إلى سوريا، ومن سوريا إلى “الأردن والسعودية” كون الاتجار بالمخدرات وتهريبها يعد أحد العوامل الأساسية في دعم الميليشيات ماليا، ويتم التعامل بالمخدرات جنوب سوريا تحت حماية وعلم ضباط سوريين متعاونين مع الميليشيات، ويرتكز العمل بالنسبة للمخدرات على جزأين:
الأول: وهو تهريب المخدرات إلى الأردن والسعودية وكذلك الاتجار بها جنوب سوريا من قبل مواطنين سوريين من محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، وهم يعملون تحت دعم بعض عناصر الميليشيات الايرانية وعلى رأسها حزب الله.
الثاني: وهو تهريب المخدرات إلى الأردن والسعودية، ويتم من خلال حزب الله والميليشيات الإيرانية المتواجدة جنوب سوريا، وخاصة بعد سيطرة الميليشيات على الشريط الحدودي من نصيب حتى حوض اليرموك غربا، وكذلك من بلدة “ذيبين” بريف السويداء الجنوبي الغربي، وحتى منطقة “الركبان” شرقا، والتي تضم نقاط حدودية واقعة تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية وتعمل هذه الميليشيات تحت اسم “قوات الهجانة”.
وهناك تعاون وثيق بين عدد من ضباط نظام الأسد وبين ميليشيا حزب الله، فيما يخص تسهيل تحركات الحزب ودعم أنشطة ترويج المخدرات في جنوب سوريا، بالإضافة إلى تهريبها ايضا، ومن بين هؤلاء الضباط السورين العميد “علي الشيباني”، ويعتبر مسؤولا عن كامل الجنوب السوري وهو مسؤول كذلك عن الميليشيات وتم تسميته بدعم إيراني.
“الزومبي” حبوب مخدرة بنكهة إيرانية
إن شحنات من الأسلحة والمواد البيولوجية يتم ادخالها إلى سوريا من إيران عبر العراق، حيث يتم ذلك انطلاقا من قاعدة “أصفهان” في إيران ومنها عبر الطيران إلى مطار بغداد، ومن مطار بغداد إلى مستودعات مؤقتة في كربلاء بالعراق، ومن كربلاء يتم نقل الشحنات الى مطار دير الزور برًا، ومن مطار دير الزور جوًا إلى مطار “بلي العسكري” جنوب دمشق، ومن مطار بلي يتم إرسال 7 سيارات تشبه سيارات الاسعاف إلى حد بعيد، وتضم كل سيارة “مفاعل كيميائي وبيولوجي” يتم عن طريقه تصنيع حبوب مخدرة، عرف منها حبة يطلق عليها اسم “زومبي” وهي تجعل الشخص المتعاطي لها يفقد السيطرة على تصرفاته وإدراكه بشكل خطير، اضافة لحبوب أخرى.
كما يتم ارسال السيارات ال 7 الى حوض اليرموك في منطقة القصير، حيث يتم هناك إنتاج مواد مخدرة وبيولوجية يجري إدخالها إلى الأردن والسعودية أيضا انطلاقا من عدة منافذ حدودية بريف درعا الجنوبي والغربي ويشرف على ادارة المفاعلات أو “المكابس” ميليشيا حركة النجباء وحركة “الابدال” التابعة للميليشيات الايرانية ومصدر المواد بالأساس قاعدة “أصفهان” في إيران.
“الهجانة” لاستلام الحبوب المخدرة
بعد اتمام تصنيع أو جلب المواد المخدرة من إيران ولبنان عن طريق ميليشيا حزب الله وميليشيات افغانية وعراقية يتم نقل هذه الحبوب إلى نقاط “الهجانة” الواقعة تحت سيطرة الميليشيات، وقسم آخر يتم بيعه إلى تجار مدنيين سوريين في الجنوب السوري وهم يقومون بإدخالها.
أما فيما يتعلق بالحبوب الواصلة إلى مخافر الميليشيات على الحدود، فإنه يتم إدخالها عبر سيارات “رباعية الدفع” مستغلين الأحوال الجوية السيئة والتعاون مع مواطنين أردنيين، ويتم بعد إدخالها إلى الأردن توزيعها الى قسمين قسم يبقى في الاردن، وقسم يتم إرساله إلى السعودية أيضا.
شخصيات سورية وعراقية ولبنانية ضالعة في مسألة المخدرات
وتعتمد الميليشيات على المواد المخدرة والتجارة بها بنسبة 80% في سبيل تامين الدعم اللازم لميليشياتها في سوريا وذلك من خلال تهريب المخدرات من إيران إلى سوريا عبر العراق ولبنان، ومن أهم الشخصيات التي تساهم في نقل تلك المواد وترويجها وتهريبها، بحسب ما نقلت المصادر:
-القيادي “مقتدى الحسين” من الجنسية اللبنانية.
-القيادي “أيسر شميطلي” لبناني الجنسية.
-القيادي “غسان الماجدي” عراقي الجنسية.
يضاف إلى تلك الشخصيات عدد من المدنيين السوريين المتعاونين مع الميليشيات والمشاركين في ترويج وتهريب المخدرات ومنهم:
-خلف البطمة من منطقة اللجاة.
-أبو حاتم المساعيد من بلدة الطيبة.
-فادي الشرعة من منطقة اللجاة.
-علي الدولة من السويداء.
-وجدي أبو ثليث من السويداء.
ووفق ما تم نقله عن مصادر مطلعة لتطورات الوضع في المنطقة الجنوبية فيما يخص سوق المخدرات، فإن التوزيع يتم اليوم مباشرة عن طريق عناصر من حزب الله بالتنسيق مع قادة المصالحات الذين كانوا بالأساس مع المعارضة سابقا، كما يتم التنسيق مع قوات النظام الممثلة بالفرقة الرابعة والمخابرات الجوية لتشكيل غطاء لميليشيا حزب الله، سواء بالتجنيد أو بترويج المخدرات وتهريبها من لبنان إلى سوريا في المنطقة الجنوبية ومنها إلى الأردن وصولًا إلى دول الخليج.
أحمد زكريا – صحفي سوري