أخبار

الكشافة.. طريق إيران لتجنيد الأطفال السوريين وتغير عقيدتهم

على خطى مدارس “أشبال الخلافة” والمدارس العقائدية، تسعى إيران لتجنيد الأطفال والشبان السوريين والتأثير على عقيدتهم الدينية بهدف زرع ثقافة الولاء لنظام الخامنيئي، واستغلالهم لأهداف سياسية لاحقاً من خلال المدارس التبشيرية للمذهب الشيعي التي بدأت تنتشر بشكل واسع في العديد من المحافظات السورية، بالإضافة عن طريق تأسيس فرق كشافة طائفية لإعداد الأطفال وفق مذهب عقائدي.

ورغم أن الكشافة عبارة عن نشاط تطوعي إنساني منتشر في سوريا منذ سنوات طويلة، وهو بعيد -وفق مبادئه العالمية- عن الأهداف السياسية والدينية إلا أنّ إيران اقحمت هذا النشاط منذ العام 2012، ذلك عندما أسس القائد العسكري في الحرس الثوري الإيراني”حسن شاطري” (كشافة الولاية سوريا) أو اسمه الآخر (كشافة الإمام المهدي) بمنظور طائفي بحت يعمل على “إنشاء جيل إسلامي، وفق التصور الخاص بولاية الفقيه، والالتزام بتعاليم المرشد العام الإيراني على خامنئي”.

 

أنشطة موجهة:

وعبر الصفحة الرسمية  لـ “كشافة الولاية سوريا” على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” يمكن أن يلاحظ الزائر نوع الأنشطة الموجهة للأطفال الصغار والشبان على حد سواء من خلال تنظيم معارض وصور وندوات فكرية لا تخلو منها صورة مرشد “الثورة الإسلامية” وأعلام إيران،  بالإضافة للمشاركة بإحياء المراسم الدينية الشيعية، مثل مواكب “عاشوراء” في اللاذقية وريف دمشق، ودعم المسيرات المؤيدة لبشار الأسد والمشاركة بها.

كما تحمل القمصان التي يرتديها الأطفال لافتات شعاراتهم الدينية بشكل واضح مثل “يا حسين” و”الزهراء”، بالإضافة إلى الأعلام الحمراء والخضراء وأعلام “حزب الله” كما تعمل كشافة “الولاية” والتي يستند مبدأها الأساسي إلى شعار “وأطيعو” على إقامة معسكرات تدريبية (عسكرية) للأطفال بين أعمار 8 إلى 16 عاما تحمل اسم معسكر “جند الإمام”، وتقدم فيها دروس يتعرف خلالها المراهقون إلى مبادئ علم السلاح، وكيفية التصويب، وإطلاق النار على أهداف ثابتة،  فيما يبدو أنه تأهيل مبكر لإلحقاهم بالمليشيات الشيعية.

شاهد بالفيديو: “كشافة المهدي”.. معسكر تجنيد إيراني لأطفال دير الزور!

ووفق ما يتضح من الأنشطة المعلنة، يستغل القائمون على الكشافة الأنشطة الترفيهية كالألعاب والمسرحيات، والقصص ومعارض الرسوم، والمسابقات الرياضية لتوجيه الأطفال عقائديا، من خلال ربط جميع هذه الأنشطة بالمذهب الشيعي.

ويبرز نشاط الكشافة في أيام المناسبات الدينية مثل “عاشوراء” حيث يقوم الصغار من البنات والشبان بحضور مراسم دينية في “الحسينيات”، وإقامة مواكب سيارة في مناطق مختلفة يتقدمها حملة الرايات الحسينية والفرقة الموسيقية، وبمشاركة واسعة من العناصر الكشفيين.

 

أين ينتشر نشاطها؟

يقع المقر الرئيسي لكشافة” الولاية” في منطقة السيدة زينب وهي تتبع بشكل مباشر للمركز الثقافي الإيراني، ويمتد نشاطها ليشمل غالبا مناطق وجود الأضرحة الشيعية، وفي أسواق شعبية مثل الحميدية ومناطق أخرى في دمشق وريفها.

أما في الساحل السوري فقد أسس “مجمع الرسول الأعظم” في اللاذقية (يتبع للمستشارية الثقافية الإيرانية وتأسس منذ عام 2006) فرع للكشافة يتبع لكشافة “الولاية” العام سوريا ويحمل اسم كشافة “الولاء للإمام المهدي” ، وقد كان من أبرز نشاطاته المشاركة خلال الأعوام الماضية مسيرات كشفية تجول المناطق العامة في مدينتي اللاذقية وطرطوس، بمناسبة ما يُسمى “أربعينية الحسين”، ويحمل المشاركين في المسيرات صور وشعارات مؤيدة لـ “الثورة الإسلامية” الإيرانية وقادتها.

وقبل قرابة شهرين افتتح في مدير دير الزور مركز جديد يتبع لـ “كشافة الولاية سوريا” حيث نشرت شبكة “صدى دير الزور” الموالية، صورة لواجهة المركز، وقالت إنه افتتح في دير الزور ويحمل اسم “كشاف” حيث تقوم برعايته “اللجنة الشعبية للصداقة السورية الإيرانية” في دير الزور.

وبحسب الإعلان الموجود على واجهة المركز، فإنه يتضمن “نشاطات ثقافية، رياضية، فنية، تطوعية، تنموية، تعليمية، دار القرآن الكريم”.

وبالإضافة إلى المجموعات الكشفية السابقة يوجد في سوريا أيضا مجموعات كشفية صغيرة تتبع لإيران مثل كشافة “الإمام المهدي فرع نبل”.

 

استغلال الطفولة:

يشير توسع إيران في أنشطتها الثقافية التي تستهدف الأطفال السوريين إلى وجود إقبال متزايد على هذه الأنشطة من قبل الأطفال وأسرهم .

وحول أسباب هذا الأمر أشار مسؤول “لجان التنسيق المحلية” في مدينة جبلة أبو يوسف جبلاوي إلى أنّ “العامل الاقتصادي” هو الحافز الأكبر الذي تستقطب به إيران الأطفال السوريين، مستغلة حالة الفقر والتشرد التي أوصل إليها النظام الأهالي.

ويوضح “جبلاوي” في حديثه الخاص لموقع (أنا انسان) حديثه بالقول: “تقدم أفرع الكشافة غالبا دورات تعليمية مجانية لمتابعة مناهج الطلاب، وتقيم رحلات مجانية، كما تقدم مساعدات إغاثية لأهالي الطلاب بين فترة وأخرى، هذا بالإضافة إلى الحظوة الأمنية التي يتمتع بها الطلاب وأهاليهم، وجميعها عوامل تساعد على استغلال طفولة هؤلاء ودفعهم ليكونوا وقودا في معارك إيران المستقبلية”.

ويضيف مسؤول لجان التنسيق المحلية:  “البعض ينخدع نتيجة جهله بالشعارات مثل تحفيظ القرءان، والدورات، والرحلات المجانية، ولا يعلم بأي اتجاه يدفع به أبناءه، لكن الأكيد أنّ إيران أحدثت شرخا واسعا وطائفيا في المجتمع مبني على سياسة الانتقام والعداء للآخر”.

وقد كانت إيران بموافقة مع النظام السوري افتتحت منذ العام 2011 مدارس وثانويات شرعية تدّرس المذهب الشيعي في الساحل السوري مثل مدارس قرى عين شقاق، ورأس العين، والقرداحة، وكرسانا، وسطامو، بالإضافة إلى مجمع “الرسول الأعظم” في اللاذقية رغم أنّ هذه المناطق لا يوجد فيها أي وجود للطائفة الشيعية.

 

حسام الجبلاوي

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *