أخبار

المخدرات تنتشر في ريف حلب … والمدمنون في تزايد

يزن محمود

في ظلّ الفلتان الأمني الذي تشهده بعض مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات، بات الإدمان على المخدرات في الشّمال السّوري ظاهرة اجتماعية وأمرا مألوفا، إذ انتشر الاتجار بها على نطاق واسع وأصبح التعاطي في صفوف الشباب مكشوفا دون خوف أو رقابة.

مهند شاب مهجّر من مدينة حمص إلى ريف حلب، بدأ مؤخّرا تعاطي بعض أصناف الأدوية المخدّرة مثل الكبتاغون والبالتان، وهي حبوب مهدّئة على حدّ وصفه ولا يعتبرها من المخدرة مضيفا أنّها “غير محرّمة شرعا” إذ يشعر بالراحة النفسية والجسدية بعد تعاطيها فهي تخفف عنه الضغط النفسي وتريح الأعصاب “بعد تعاطيها أبقى في حالة صحو تامة عكس ما يشاع”.

عند سؤاله عن طريقة الحصول عليها، يجيب بأنّه يشتريها من بعض الصّيدليات في المنطقة بدون وصفة طبية وغالبا ما يوصيه بعض أصدقاءه على شرائها من صيدليات مدينة إدلب، ورغم أنّ بعض الصيدليات تطلب وصفة طبية إلا أنّه يتدبّر أمره ويحصل على ما يريد.

يستمر أبو حسين وهو مقاتل في صفوف الجيش الحر بتعاطي الحبوب المخدّرة، بعد أن اعتاد عليها خلال حصار الغوطة، حيث كان يتعاطاها أثناء رباطه على الجبهات و”خصوصا أثناء الحراسة الليليّة من أجل أن يكون متنبها أكثر لتحركات قوات النّظام” معتبرا هذه الحبوب من المنبّهات أكثر من كونها مخدّرة ويضيف بأنه مستمر في تعاطيها في حلب و”لكن بكمية قليلة جدا لا تؤثر على صحته بل بالعكس تبقيه نشيطا” رافضا اعتباره “مدمن مخدّرات”.

الإدمان على الحبوب المخدرة من قبل الشباب عرّض أصحاب الصيدليات لمخاطر جمّة، يؤكّد الصّيدلاني يوسف من مدينة عفرين أنّ صيدليته تعرّضت للتخريب أكثر من مرة، من قبل بعض المدمنين دون أن يجدوا شيئا فهو لم يعد يستقدم أيّ أدوية مخدّرة من أجل مخاطرها عليه وعلى صيدليّته، لافتا إلى أنّ انتشار المدمنين على المخدرات بات مخيفة وخصوصا في أوساط الشباب ذوي الأعمار الصغيرة، والذين يسعون للحصول على الحبوب المخدرة بأيّ طريقة.

لكن لا تتّبع جميع الصّيدليّات طريقة الصّيدلاني يوسف في إبعاد مخاطر طلب الحبوب المخدّرة بالقوّة، فالصّيدلاني جوان من مدينة عفرين يبيع حبوب المخدّر بدون وصفة طبية ولكن بأسعار مرتفعة تصل إلى خمسة أضعاف للظرف الواحد محاولا إبعاد خطر الدخول في جدال مع طالبي الحبوب وما يترتب من مخاطر عليه وعلى صيدليته على حد قوله.

لكن كيف تصل الحبوب المخدّرة والحشيش إلى الشّمال السوري؟!

يقول أبو عدنان أحد تجّار الحشيش بريف حلب، أنّ دخول المخدّرات والحشيش يكون عبر طريقين أولّهما مناطق النظام من جهة مدينة حلب، حيث يدخل الحشيش بكميّات مفتوحة ويصل سعر الغرام من الحشيش للزبون إلى ٥٠٠ ليرة سورية فيما يرتفع سعر مادة الكوكائين والهيروين،

أمّا الطّريق الثاني يكون عبر الأراضي التركية، وهناك انتقال عكسي أيضا للبضاعة من ريف حلب إلى الأراضي التركية واصفا ريف حلب الشمالي من أنشط المناطق لتعاطي المخدرات والإتجار على مستوى سوريا.

نشاط خجول بالمقارنة مع حجم المشكلة قامت به قوات الشّرطة والأمن العام في بلدة راجو الحدوديّة مع تركيا، حيث تمكّنت من إلقاء القبض على شخصين يحملان أكثر من خمسة آلاف حبة كبتاغون أثناء محاولتهم تهريبها إلى الأراضي التركيّة بهدف المتاجرة، لتتواصل عمليّات المداهمة بعدها وتمت مصادرة كميات كبيرة من الحبوب أيضا، غير أن هذا العمل لا يكفي لمواجهة حجم الإتجار في المنطقة.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *