«ايران» تشتري العقارات سراً في درعا
اسماعيل الحوراني
تعمل ايران على ضخ الملايين من الدولارات لشراء الأراضي والعقارات، لتسهيل تمددها وخدمةً لمشروع التوسع الذي تطمح اليه في مناطق الجنوب السوري مؤخراً، ولا سيما في محافظة درعا حيث تتركز عمليات الشراء في أريافها الغربية والشرقية، حيث سجلت بعض عمليات الشراء في قرفا وخربة غزالة والشيخ مسكين وبعض الأراضي في منطقة اللجاة، وفي أحياء المحطة، وحي المطار، والضاحية في مدينة درعا.
لا تعتمد ايران طريقة الشراء بشكل مباشر إنما عبر سماسرة من أبناء المحافظة، يتوزعون في العديد من المناطق ولهم معرفة كبيرة بتفاصيل المنطقة، وتتم عمليات الشراء، بتسهيلات من نظام الأسد، وخاصة من خلال الحصول على الموافقات الأمنية خلال فترة زمنية لا تتجاوز أيام معدودة، في حين أن مثل هذه الإجراءات تستغرق أحياناً عدة أشهر حتى يتم الحصول عليها، في أي عملية شراء وبيع عقارات.
وكانت مصادر إعلامية محلية، تحدثت في وقت سابق عن تمكن سماسرة يعملون لصالح إيران، من شراء مساحات بناء وزراعية في بعض أرياف درعا، إضافة إلى منطقة درعا المحطة، كما لوحظ وجود اهتمام كبير في بعض المناطق الحيوية والاستراتيجية، مثل مدينة درعا ومناطق في القنيطرة قريبة من الجولان المحتل، من خلال خداع المالكين بتسجيل العقارات بأسماء أشخاص سوريين، مستغلّين الوضع المعيشي السيء الذي يجبر البعض على بيع أملاكهم للحصول على المال.
فماذا عن الشخصيات المسؤولة عن السمسرة لصالح ايران؟. تعمل بعض الشخصيات بشكل علني على شراء العقارات لصالح ايران، مما جعلهم معروفين للأهالي علاوةً على انهم من سكان المناطق التي يتم فيها عمليات الشراء، حيث يقول صالح الحوراني (الذي فضل عدم ذكر الكنية وهو من سكان درعا) ان الشخصيات التي تقوم بشراء العقارات لصالح ايران لم تكن أوضاعهم المادية كما هي عليه الآن، حيث يقوموا بعمليات شراء وصفت “بالغريبة” حيث باتو من أصحاب رؤوس الأموال والسيارات ويحظون بدعم كبير من قبل رؤساء الأفرع الأمنية.
ولدى السؤال عن هذه الشخصيات كشف خالد الحريري عن بعض هذه الشخصيات، مثل ميسون الجاموس التي تعمل في مدينة داعل بريف درعا الشمالي، كما يعمل أبو رنا أبو خضور في أحياء مدينة درعا وبالأخص حي المحطة، إضافة إلى أديب النابلسي وهو سمسار في بلدة مزيريب في الريف الغربي، كما يعتبر عارف الجهماني أحد أكبر سماسرة صيدا والريف الشرقي وهناك الكثير من المدنيين انجروا وراء الإغراءات المالية التي تقدمها إيران مقابل العمولات التي يحصلون عليها.
ما الذي حصل مؤخراً ودفع الأهالي الى محاربة هذه الظاهرة؟. بعد الهدوء النسبي الذي شهدته أحياء درعا البلد في مدينة درعا وعودة الكثير من العائلات المهجرة إلى منازلهم، بدأت الإغراءات المالية من السماسرة في درعا البلد للأهالي الذين عادوا حديثاً إلى منازلهم، في الوقت الذي يعيش الناس في درعا البلد أوضاعاً معيشية صعبة بسبب حالة الحرب التي كانت تشهدها منطقتهم بالإضافة إلى غياب فرص العمل وغيرها من الوظائف، برز في درعا البلد العديد من السماسرة بالشكل الذي ظهروا به في المناطق الأخرى، ووفق مصدر محلي في درعا البلد رفض الكشف عن اسمه، إن السماسرة يحاولون في هذه الأثناء شراء منازل المدنيين في المنطقة المحيطة بالمسجد العمري القديم وسط درعا البلد، ليتبين بعدها أنهم يشترون لصالح شخصيات إيرانية، واوضح المصدر أن السماسرة عرضوا مبالغ مالية كبيرة على بعض أصحاب المنازل وطلبو منهم الاستفسار عن باقي المنازل المحيطة، مؤكدين على جاهزيتهم دفع المبلغ الذي يتم وضعه من صاحب المنزل، دون إبداء اهتمام بحالة المنزل أو موقعة.
يذكر أن محافظة درعا أصدرت قراراً يمنع أهالي مخيم درعا ومنطقة السوق من اصلاح مبانيهم المتضررة، وبالمقابل يُسمح بيع العقار بحجج إعادة تنظيم المنطقة وإزالة المخلفات.