أخبار

لماذا استلمت المليشيات الإيرانية جبهة كبينة في الساحل السوري؟

أفادت مصادر عسكرية خاصة من الفصائل المقاتلة على جبهة جبل الأكراد بريف اللاذقية أن قوات من الحرس الثوري الإيراني استلمت محاور الاقتحام في تلة “كبانة” أو كما تسمى “الكبينة” بريف اللاذقية خلال الأيام الأخيرة، بعد فشل مئات محاولات الاقتحام من قبل المليشيات الموالية للروس في ريف اللاذقية، وخصوصا الفيلق الخامس وعناصر المصالحات ومقاتلي الفرقة الرابعة التي تم زجهم مؤخراً على تلك الجبهات.

شاهد بالفيديو :أبرز الميلشات الايرانية المقاتلة في سوريا

وأضاف المصدر بأن الحرس الثوري الإيراني دخل للمعركة بعد فشل القوات الخاصة الروسية في إحراز أي اختراق طيلة الأشهر الماضية، ومحاولة اتباع تكتيكات عسكرية جديدة من أجل السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية، حيث تم استقدام حشود عسكرية تضم مقاتلين من الحرس الثوري وألوية عراقية ومقاتلين من ميليشيا حزب الله اللبناني.

 

ويقول القيادي في الجبهة الوطنية للتحرير محمد عبد اللطيف أن: “روسيا حاولت خلال السنوات الأخيرة بتجريب جميع الخطط العسكرية على جبهة كبانة، واتبعت تكتيكات عسكرية منها التسلل الليلي بواسطة قوات خاصة روسية، بالإضافة إلى التمهيد الناري الكثيف واستخدام أسلحة كيمائية على الجبهات ولكنها لم تتمكن من التقدم”.

وأضاف: “لاحظنا مؤخراً استقدام تعزيزات كبيرة على جبهة الكبينة حيث تم تحديد المقاتلين الذين يتبعون لإيران من خلال شعاراتهم ورصد حديثهم على القبضات اللاسلكية، حيث تم فرزهم إلى مجموعات متعددة على عدة محاور، وقد حاولت هذه المجموعات في الأيام الأخيرة عدة محاولات للاقتحام ولكنها فشلت وخسرت عشرات الجنود”.

شاهد بالفيديو:الوجود العسكري الإيراني في سوريا

 

وبعد فشل الفيلق الخامس وقوات النمر التابعة للعميد سهيل الحسن رغم دخول القوات الخاصة الروسية على خط القتال على جبهات الساحل في الآونة الأخيرة، فشلت هذه القوات في تحقيق أي تقدم، لذلك أرادت روسيا إدخال عناصر ذو طابع عقائدي موالية لإيران من أجل تحقيق نتائج إيجابية على جبهة الكبانة.

 

من جهته يقول الخبير في الشؤون العسكرية والعميد محمد الخالد: “الفصائل باتت مستعدة بشكل تام لكل خطط المليشيات وتراقب تحركاته عن كثب، حيث أن الطبيعة الجبلية في الساحل السوري تساعد المقاتلين بشكل كبير في تجنب التمهيد الناري الكثيف الذي يتبعه الروس، لذلك فإن أي خطط روسية جديدة مصيرها فقدان مزيد من المقاتلين والآليات”.

 

وأضاف يهدف الروس ومعهم المليشيات الإيرانية من السيطرة على تلال كبانة للاستفادة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي، وذلك بسبب تحكمها بعدة مواقع للنظام بريف اللاذقية، بالإضافة إلى أن سيطرة النظام عليها سيمكنه من رصد سهل الغاب وريف إدلب الغربي ومناطق أخرى بريف اللاذقية نارياً، واستهداف أي تحركات عسكرية أو مدنية في تلك المنطقة”.

وأشار أنه “لا يمكن لهذه القوات أن تضيف الكثير في المعركة لأن القوات الخاصة الروسية محترفة ومدربة على المعارك من الحرس الثوري الإيراني، ورغم ذلك لم تحقق تقدما بسبب التكتيك العسكري الذي يعتمده المقاتلون من حفر الأنفاق والاعتماد على الطبيعة الجبلية المرتفعة والتي تعيق بشكل كبير الطيران الحربي على هذه الجبهات”.

 

وتعتمد الخطة الروسية بحسب المصادر العسكرية على استهداف طرق الإمداد ومحاولة الالتفاف على التلال من خلال السيطرة على منطقة السرمانية بريف إدلب الغربي التي تقع في الخطوط الخلفية لتلال كبانة، بالإضافة إلى السيطرة على مواقع استراتيجية بجبل الأكراد أقل صعوبة، ومن ثم الالتفاف على مقاتلي الفصائل من أجل إجبارهم على الانسحاب، وذلك بعد عجزهم تحقيق تقدم بري وجهاً لوجه.

 

ويشير المصدر إلى أن المليشيات الإيرانية تكثف وجود طيران الاستطلاع في سماء المناطق الخارجة عن سيطرتها بريف اللاذقية، وتعمل هذه الطائرات على رصد تحركات الفصائل وطرق الإمداد ونقاط التمركز في المحاور في فترات الليل والنهار، بهدف رصد أهداف للمدفعية وللطيران، مشيراً إلى أن القصف المدفعي والصاروخي يطاول مختلف المحاور بشكل متقطع ويومي.

وحول مدى قدرة تحقيق تقدم من قبل الحرس الثوري والمليشيات الإيرانية في المعارك يقول الناشط الصحفي أيهم الشيخ أن: “دخول الحرس الثوري كان منذ ما يقارب الشهر وهو من يتولى عمليات الاقتحام والصد على جبهات الساحل بالاشتراك مع الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد والمتحالفة مع إيران، والتي يوجد بينها وبين المليشيات الإيرانية تنسيق عالي في العمليات العسكرية على كافة الجبهات وخصوصاً جبهات الساحل وريف حماة الشمالي والغربي”.

وأضاف: “أغلب المليشيات التي تتبع لروسيا على جبهة الساحل كنت من المقاتلين الذين تم تجنيدهم من مناطق المصالحات وخصوصاً الغوطة ودرعا وريف حمص ومنهم من تم اعتقاله على الحواجز وزجه على الجبهات وهؤلاء جميعهم لا يملكون الإرادة القتالية ضد الفصائل حيث أن خطوة زج المليشيات الإيرانية تهدف إلى مواجهة الفصائل بقوات النخبة”.

 

أحمد العكلة

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *