أخبار

مجموعات مغلقة على الفيس بوك … ابتزاز وتشهير بالضحايا

سامر شبلي ابو نجم

طلب صفوان من إحدى المجموعات المغلقة؛ إيجاد فتاة جامعية، حسنة المظهر، وصغيرة في السن، عيونها ملونة، من أجل أن تكون شريكة حياته المستقبلية، معللاً شروطه هذه بأنه يريد أن يكون صباحه جميل عندما يستيقظ من نومه.

صفوان الذي قال لموقع أنا إنسان؛ أنه دخل هذه المجموعة المغلقة بعد أن تمت إضافته من قبل إحدى صديقاته لكي يتعرف على الفتيات عن طريق الانترنت، فقد وصل إلى سن 35 دون أن يجد نصفه الثاني، ولعله يتعرف على ابنة الحلال التي سوف تشاركه حياته، لكنه صدم بالواقع.

وأكثر ما يثير الدهشة في هذه المجموعة المغلقة أنها من إنشاء فتاة دمشقية، قالت أن هدفها جمع رأسين بالحلال، لكن إحدى الفتيات التي دخلتها حديثاً؛ اكتشفت أن هدفها الظاهر الزواج، والمخفي أعظم، خاصة أن المحادثات الداخلية بعد التعارف تشي بأنها مجموعة للدعارة، والابتزاز، وأشياء أخطر من ذلك بكثير، فقامت بفضها علناً، ووقعت ضحية للتشهير.

تقول الشابة “أليس محمد” أنها دخلت منذ سنتين بتجربة غريبة مع فتيات مراهقات وراشدات؛ كنّ بحاجة لعلاج حقيقي، لكنهن خفن من الفضيحة، فقد تعرضن لأبشع أنواع الخذلان والابتزاز بسبب الانترنت.  «ومن خلال الحسابات التي اطلعت عليها؛ كانت غالبيتها وهمية (لتطبيق البنات) بحجة أن العريس المفترض مغترب، ويرغب بسفرها إلى بلده الجديد، والعيش بكرامة، وهكذا يبدأ التعارف، ويقوم الخطيب المزعوم بنشر (بوستات) حب وغرام أمام الجميع في المجموعة، مع وجود حسابات أخرى وهمية لأخواته حتى يتواصلن معها من أجل زيادة الأمان، وهكذا تبدأ رحلة الصيد من الصور والدردشة والكلام المعسول، وصولاً إلى فترة وصول أهله للتعارف، ولكنه خلال ذلك يطلب منها فتح الكاميرا بحجة أنه يريد أن يعرف من يتزوج، حتى يقنع الفتاة بأن تريه مفاتنها».

والذي جعل من أليس تكتشف الابتزاز مع هذه الشبكة إلحاح الشباب على الضحية بالخروج من البيت أو طلب الأموال للسكوت عن الفضيحة، «وهناك بعض الحالات تم استجرارهن واختفائهن بطرق غريبة، وصلت إلى الأمن الجنائي بعد عدة أيام من فقدان الأهل الأمل بعودة ابنتهن، والبعض منهن اكتشفن اللعبة باللحظة الأخيرة، ولم يذهبن لموعدهن وقمن بإخبار أهاليهن بما يجري». وتؤكد أليس أن هناك أشخاص صادقين ويريدون التعارف الجاد والاستقرار، لكنها تصر على خطورة هذه المجموعات على المجتمع.

ورأت الشابة التي تعمل في الإعلام أن الحل الأمثل في ظل هذا الواقع المتردي، وسعي الفتاة لعدم دخولها حالة اليأس من عدم الزواج بإقامة ندوات توعية، ومتابعة صفحات الإرشاد النفسي، والتشجيع على العمل للفتيات، وإكمال تعليمهن، «وأظن أن التعليم هو أهم علاج، لأن المثقفة والمتعلمة لا يمكن أن تنجر لهذه المجموعات بسهولة».

الناشطة الإعلامية “سعاد علي” التي لها تجربة مع هذه الأنواع من التعارف، قالت: «مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح التعارف بين طرفين أسهل ومفتوح بكل الأبعاد، وأصبح إحدى طرق الارتباط والزواج، ولكن نسبة نجاح العلاقة مرتبطة بمدى صدق الطرفين. وأنا شخصياً لا أؤمن بصحة هذه العلاقات؛ مع أن نسبة نجاحها ١٠٪ في المجتمع السوري، وهي نسبة استقيتها عشوائياً من خلال استطلاع صغير على صفحتي المتواضعة التي تضم أطيافاً متعددة من المجتمع السوري. لكنني بالمطلق ضد المجموعات المغلقة التي بات هدفها الإيقاع بالفتيات أو الشباب على حد سواء لغايات غير أخلاقية قد تصل حد الخطف والقتل».

فيما عددت المرشدة الاجتماعية سهيلة الحسن فوائد وسلبيات هذه العلاقات المبنية على التعارف الافتراضي، وقالت: «كثر الحديث عن إيجابيات وسلبيات ذلك، واختلفت الدراسات في نتائجها بين مؤيدة للتعارف عن طريق الأنترنت، ومعارضة له، وظهرت العديد من الأبحاث حول مدى تأثير العلاقات القائمة نتيجة الانترنت على الفتيات، منها أثبت إيجابية هذه الطريقة للزواج عند الفتاة خاصة التي تجاوزت سن الزواج المثالي، ودراسات غيرها نفت فائدتها، بل وأظهرت سلبيات خطيرة تؤثر بشكل مباشر معنوياً وماديا على الفتاة.

فقد تعرضت العديد من الفتيات لحالات نصب واحتيال واغتصاب نتيجة التعارف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، على أشخاص يديرون هكذا أعمال، كشبكات الاحتيال والدعارة، وانتحال الشخصية، والسرقة، والفضائح، والابتزاز».

وأكدت “الحسن” أن على كل شخص، وخاصة الفتيات عدم الثقة بهذه الطريق للتعارف، خاصة أنها كبداية يمكن أن تكون ايجابية، لكن يجب أن تكتمل بالتعارف الشخصي المباشر، وبوجود أشخاص موثوقين، دون الانجرار وراء الإغراءات المعنوية والمادية والوعد بالزواج، وغير ذلك من وسائل الجذب التي كثرت في زمننا الحاضر. فمع ضغوط الحياة وتأخر سن الزواج، ونظرة المجتمع للفتاة التي تأخر زواجها، يبقى المجتمع هو المؤثر الأكبر، والأخطر في انجرار الفتاة إلى وسائل غير موثوقة لتحقق تقبل المحيط لها.

 

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *