ميس المحمود صمود امرأة سوريّة
ميس المحمود امرأة سورية من حلب المدينة، تخرجت من كلية التربية عام 2005 بالإضافة لكونها طالبة في السنة الثالثة قسم اللغة العربية في جامعة حلب، وهي أمّ لبنت وأربعة صبية.
قبل الثّورة عملت مُدرّسة، حيث كانت تعطي دروسا للأطفال إلى جانب دراستها للأدب العربي.
اضطرت لمغادرة حلب المدينة بعد مشاركتها بالثورة في عام 2011، فقد كانت تعمل بتنسيقيات الجامعة وبعد سقوط صلاح الدين شاركت بعديد من المظاهرات، وشاركت بشكل مباشر بالعمل الميداني سواء من مظاهرات أو التصوير لوسائل الإعلام، بالإضافة للعمل الإغاثي الطبّي ومساهمتها بتأمين مواد إسعافيه للشّباب أثناء المظاهرات.
تقول ميس: “كنت أحمل في أيام الحراك الثوري اسم شاب وتعاملت مع الكثيرين على اعتبار أنني شاب، إلى أن انكشف أمري بعام 2012 حيث أبلغني أحد الشباب عن مداهمة منزلي بالحمدانية، الأمر الذي دفعني إلى أن أترك منزلي ليلاً واتجه إلى مدينة الأتارب بريف حلب الغربي”.
وعندما آلت الظروف أن تترك حلب غادرتها دون أن تحمل أي شيء معها سوى ملابسها التي كانت ترتديها، وبعدما خسرت بيتها وعملها وجامعتها إذ تم فصلها، إلى جانب فصل العديد من الشباب. لم تستطع أن تستسلم أبداً، الأمر الذي شكّل ردّة فعل عندها ودفعها لتشكيل تنسيقية إعلامية وكتيبة مع الشباب الثائر في تلك المنطقة، لتخوض معهم الكثير من المعارك التي جرت في خان العسل.
عملت ميس بمجال الإعلام بريف حلب الغربي والإغاثة بالعمل المدني، حيث ساهمت بتأمين الإغاثة لأهالي منطقتها وللنازحين من المناطق السورية الأخرى كأهالي طيّبة الإمام، حيث كانت تؤمن لهم الملابس والاحتياجات اللازمة. تضيف: “بعدها انتقلت إلى لواء شهداء الأتارب، وتطوّر عملي وأثبتّ أنني أول امرأة حملت الكاميرا بيد والقلم بيد أخرى في تلك الفترة الصعبة. وكانوا أطفالي معي إلى أن استقريت في منزل في ريف المهندسين طيلة فترة تواجدي بريف حلب الغربي”.
من جانب آخر، خضعت للعديد من الدورات في مجال الإعلام والصّحافة، وسعت لتطوير نفسها على مدار ست سنوات في هذا المجال. وفي السنة السّابعة أصبحت عضوة بشبكة الصّحفيات السّوريات وملتقى الإعلاميين وأصبحت مدرّبة في مجال الصحافة وأولى السوريات اللّواتي يدربن في هذا المجال، في ظلّ غياب المدربين السوريين بالشّمال السوري أو بالدّاخل السوري.
عام 2015 تعرّض ريف حلب الغربيّ للهجوم من قبل جبهة النصرة تركت ميس على أثرها المنزل، واعتقلت لمدّة ساعات ثم أفرج عنها. لم تستسلم بل تابعت عملها إلى جانب ابنها، وغادر بقية أولادها إلى تركيا.
تقول ميس: “أنا أمّ لشهيد وأخت لمعتقل، حيث استشهد ابني عام 2014 بمعارك حلب، الأمر الذي زاد إصراري على متابعة الطريق، وبعدها أصبحت أشعر أن كل الأطفال أولادي جميعا. إن الثّورة دمي ورؤيتي وكرامتي التي كنت أطمح لها على الدوام وهي المبدأ الذي خرجت من أجله إلى غاية الآن”.
لقّبت ميس بألقاب عديدة ك “المرأة الحديدية” و”أخت الرجال”، كما شاركت بريف حلب الغربي بوقفات تضامنيّة كالوقفة التي نظمت للدفاع المدني والمظاهرات في بمدينة الأتارب، حيث ألقت عدّة كلمات في المظاهرات ساهمت هذه المظاهرات بإعطائي حافز لمتابعة الثورة.
توجه ميس المحمود كلمتها الأخيرة إلى كل النّساء السوريّات: “علينا أن نبقى أقوى من الحرب فالظروف لا تكسرنا، بل تزيدنا قوّة وإصرارا، وكل شهيد ودّعناه كان سندا ورفيق درب سيبقى حيا في قلوبنا”.
وآخر شهيد ودعته ميس كان شقيق ورفيق النضال عبد الله رماح الذي آلمها استشهاده جدا، كان يقول لها دوما “ميس كملي تابعي، أنا معك رح ضل متابع، وكمل المشوار”. وتختم “سأبقى متابعة على طريقه وعلى العهد الذي عاهدنا وطننا عليه وثورتنا”.
مرام الشمالي