أخبار

أنا واحفادي … وحكاية الهجرة والقصف والعلاج

هدى زغلول

خديجة عثمان 54 عاما سيدة سورية من ريف حلب الشمالي، أم لعشرة أولاد خمس بنات وخمس شباب، منهم من درس الحقوق ومنهم من درس هندسة الكهرباء ومنهم من كان مهتما بالصناعة.

عشت حياة رغيدة في منزلي وبين أهلي، إلى أن بدأت الثورة السورية التي غيرت حياتي وغيرت حياة جميع السوريين.

قصفت مدينتنا وأحرقت ممتلكاتنا واضطررنا للنزوح إلى مدينة أخرى، استشهد ابني الكبير عمر بعد ولادة طفله الخامس بثلاثة أيام وبعد ثلاثة أسابيع استشهد ابني أحمد، ولاحقا أثناء وجودي في تركيا استشهد ابني الثالث.

صورة ريم قبل اصابتها وبعد الاصابة نتيجة القصف

قصتي مع حفيداي ريم وإسماعيل أطفال ولدي الشهيد عمر هي المفصل الأصعب في حياتنا، القصة التي بدأت عند سقوط قذيفة على الغرفة التي كانوا فيها برفقة والدتهم في صباح أحد الأيام عند استعدادهم للذهاب للمدرسة ما أدى إلى احتراقهم جميعا، تم تحويلهم حينها إلى تركيا للعلاج لتفارق والدتهم الحياة بعد أسبوعين من الحادث ليصبح الولدان يتيما الأم والأب.

بدأت رحلة علاج الولدين بعد حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لجمع التبرعات لتغطية تكاليف علاجهما المستمر حتى الآن.

لم تنس ريم ابنة الستة عشر ربيعا المرة الأولى التي خرجت فيها من المستشفى “لا يمكنني نسيان ضيق التنفس لصدر لم يدخله سوى أوكسجين المشفى منذ أشهر، لقد استمر علاجي مدة طويلة جدا”.

صورة اسماعيل قبل تععرضة للاصابة وبعدها نتيجة القصف

أما إسماعيل الطفل المشاكس ذو العشرة أعوام فلم تفارق البسمة وجهه الصغير على الرغم من كل شيء.

أعيش الآن مع زوجي وابني وابنتي وأحفادي في منزل صغير في أحد أحياء غازي عينتاب الفقيرة، أنتظر مواعيد العلاج لريم وإسماعيل، وبعض الزوار ممن قد يقصدون منزلي للاطمئنان على الأطفال بعيدا عن المتاجرة بقصتهم، بانتظار نهاية رحلة اللجوء إلى غازي عينتاب ومشافيها.

بعد أربع سنوات من رحلة العلاج وبعيدا عن مقاعد الدراسة، ريم وإسماعيل بحاجة إلى دعم وتأهيل نفسي ليتمكنا من متابعة الحياة في هذا العالم، يحتاجون المساعدة في رسم البسمة على وجوههم الجميلة.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *