المدرسة حرضت على الجريمة والأب قتلها بداعي الشرف
ضحى القلعاني
في صباح يوم صباح اليوم الثلاثاء 18 ـ 09 ـ 2018، اتصلت مديرة المدرسة بوالد الطالبة ديانا أبو حسون وابلغته ان ابنته قد تغيبت عن الحضور عن المدرسة، لكن والدها اكد انها خرجت منذ الصباح الى المدرسة.
سارع الأب بالذهاب فوراً الى المدرسة واجتمع بالكادر التدريسي الذي بدأ هجوماً على والد الفتاة متهماً اياه بفشله في تربية ابنته وان لم يحسن تربيتها وانه المسؤول عن استهتارها وعدم التزامها في المدرسة، وخلال الحديث قال احدهم لوالدها :” أبصر بنتك مع مين بتكون رايحة هلق؟”، وهي عبارة تشكك بأخلاقها وشرفها الامر الذي سبب له حالة توتر كبيرة وغضب كبير.
في الساعة 10:15 صباحاً، عادت ديانا الى المدرسة بعد أن تغيبت عن الحصتين الأولى والثانية، وكانت مع زميلاتها في سوق المدينة وعند وصولها وجدت والدها الذي انهال عليها بالضرب أما الجميع حيث ان لم يصدق انها كانت في السوق مع زميلاتها واعتقد ان قامت بأمر مخل للاخلاق والشرف، ومن ثم أخذها الى المنزل وفي الطريق اطلق عليها رصاصة في الرأس وقتلها.
ديانا أبو حسون من مدينة السويداء من قرية جرين، بعد مقتلها انطلقت على صفحات التواصل الاجتماعي منشورات ترفض هذا العمل ومنشورات تبرر قتلها واخرى تقول ” الله يطفيها بنوره”، وهناك منشورات لاشخاص موجودين في اي مجتمع ودوماً يقومون برمي الاتهامات وقذف المحصنات دون أي دليل حيث اتهموا الفتاة انها تغيبت لانها كان برفقة صديق لها وهذا ما اثبت عدم صحته بعد شهادة الفتيات اللواتي كانوا معا بالسوق وشهاد الطبيب الشرعي الذي اكد عذريتها.
امام القانون قد يحصل الاب على حكم مخفف بداعي الشرف، لكن القانون لن يحاسب كادر تدريسي شارك بالجريمة عندما حرض الاب على ابنته ولم يبحث عن حلول أخرى لمعالجة المشكلة بعيداً عن الصدام وتوبيخ الاب، لم يدرك هذا الكادر انه يعيش ضمن مجتمع مسلح والعنف منتشر فيه منذ اكثر من 7 سنوات، ولم يدرك ايضاً انه بفعلته هذه حرض أب غير واعي وحرضه بكلام قاسي نحو الجريمة دون أي وعي.
أما الأب فهو الآخر خسر ابنته وخسر نفسه، ووجد الحل في غسل عاره من كلام الناس عبر قتل الفتاة، حيث انه قايض روح ابنته للتخلص من كلام الناس.
ديانا هي الضحية والكادر التدريسي هو المحرض والأب هو القاتل المنفذ، والخوف من المجتمع هو السبب، هذا المجتمع الذي مازال لا يرحم الحي ولا الميت، ومازال يبحث عن اخطاء الآخرين وفضحها ويسكت عن اخطاءه ويبحث لها عن حجج، مجتمع يتحدث كثيراً عن القيم والاخلاق لكنه يضع رأسه في التراب حين ارتكبت هذه الجريمة ويسكت عن قول الحقيقة.
هو مجتمع يسكت ويضع رأسه في التراب عن فضح مجرمين قاموا بتهريب الدواعش وشاركوهم في بيع المخدرات والوقود والسلاح والآن يسهلون تهريبهم، لكنه صوته يعلو في قضية اجتماعية ويصبح لسانه كالسيف يتحدث عن القيم والآخلاق الحميدة، ومن ثم يعود رأسه في التراب مجدداً عندما يقول احدهم بصوت عالي :” إن فلان وفلان شريك داعش في هجومهم على السويداء”.
بالمناسبة أين اصوات هذا المجتمع من قضية المخطوفات وتحكم مجموعة من القتلة بمصيرهن؟