أخبار

انتشار واسع للمخدرات في مدينة طرطوس

سونيا حيدر – طرطوس – خاص أنا إنسان

كلّ يوم كان يسهر في الحارة و يزعج النائمين ليلاً إلى أن سمعنا خبر وفاته “منتحراً” بالأدوية, محمّد كان شاب عاطلاً عن العمل لم يجد مهرباً من وقت الفراغ هذا سوى اللجوء إلى المخدرات. أذكر جيّداً أحاديث الناس وحديث أهلي خاصة عن ” الزعران المحششين” الذين يتعاطون مواد تفقدهم عقلهم وتنبذهم من المجتمع, لقد كانت جميع هذه الأقوال مخيفة حقاً ( ليس بشكل أمني) لكن اجتماعياً وصحياً.

بعد الحرب زادت جرأة الشباب في تناول العقاقير وتدخين النباتات المخدّرة, و رأينا هذه الجرأة أيضاً ضمن عروض الدراما السورية وحتى بين الدردشات اليومية, لكن يبدو أنّ الدولة استفاقت بعض المرات لتقوم بحملات أمنية لمكافحة المخدرات في المجتمع السوري, ما أسبابها !؟

لن نستطيع معرفة الأسباب خاصة أن الحكايات السورية تروي عن أن بعض رجال الدولة وخاصة ” رؤوس الأموال” يضخون هذه الكميات في السوق.

منذ حوالي السنة والنيّف توالت الأحاديث حول عملية فرع مكافحة المخدرات في طرطوس, فالشاب عامر تم القبض عليه ضمن عملية تهريب مخدرات في حقيبة والدته إلى الإمارات العربية المتحدة, وتقول الإشاعات وقتها بأنه تمّ التحقيق معه واتُفِقَ في النهاية على دفع مبلغ قدره ” 10 آلاف يورو” والإقرار بجميع الأسماء التي تعامل معها مقابل الإفراج عنه مع العلم أن أغلبية الأسماء التي ذكرها ف تعود لأصدقائه المشاركون معه في تناول المواد.

وبالفعل قام عامر بالإفشاء على حوالي مئة اسم من الشباب في طرطوس وتم الإفراج عنه وهو خارج البلد اليوم.

بعد فترة قصيرة تم إلقاء القبض على شاب يقوم بزراعة النباتات المخدرة, هذا الشاب عانى الويلات حسب وصف الناس و سُجن لمدة ستة شهور تقريباً وما يزال حكم الحكمة مرهون إلى أن يصدر قرار بالعفو.

بعد فترة بعيدة اطمئن أغلبية الشباب بأن الدولة السورية انشغلت ببعض المعارك والسياسات الخارجية, لكن يبدو أن احد الضباط الذي استلم فرع المكافحة لمدة غير معروفة وبدأ من جديد بعملية لسجن الشباب المذكورة أسمائهم في اعترافات عامر, وفعلاً أُلقي القبض على مجموعات صغيرة من الشباب, وللأسف بعضهم كان قد دفع سابقاً حوالي ” ألف يورو” لإزالة اسمه من ضبط عامر, لكن يبدو أن السؤال الذي سألته في بداية المقال عن أسباب البدء بعملية لمكافحة المخدرات يجاوب نفسه الآن, فعند دخول مجموعة من طلاب الجامعات لفرع المكافحة ” غير معروفين بمسموعيتهم كزعران” والإفراج عنهم مقابل مبالغ مالية كبيرة ( والبعض غير قادر على دفعها) يحيلنا للإجابة عن دافع الدولة ( أو بعض أفرادها) بالإنشغال بعمليات صغيرة كهذه, فالمال الذي حاز عليه هذا الملازم الشاب والممنوعات التي قام بمصادرتها كفيلة للإجابة عن تساؤلات جميع الشباب.

اليوم لم نعد نسمع عن أي عملية اعتقال مخدراتي, لكن رغبة جميع الفروع الأمنية قد تحققت في سورية, فالخوف اليوم في الشارع السوري عاد من جديد, وعندما تخاف ستطيع المرعب.

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *