إدلب على أبواب النهوض وأعتاب الحرب
شريف فارس-أنا إنسان
بعد تهجير معظم السوريين من مدنهم وقراهم من قبل حكومة الأسد أجتمع معظمهم في مناطق إدلب وما حولها
أصبحت إدلب ومحيطها متنوعة بتنوع السوريين الذين استقروا فيها وباتت جزء من “سورية الصغرى”.
ومنذ الإعلان عن مناطق “خفض التصعيد” مازالت تعيش بعض مناطق إدلب أهوال الحرب والقصف ورائحة الموت لا تفارقها.
إلا أن ذلك لم يمنع المناطق “الشبه أمنة” في إدلب من الاستفادة من إعلان “خفض التصعيد” وإعادة بهجة الحياة فيها والتطور المعماري الذي بات ملحوظ في الأواني الأخيرة من “إنشاء مولات ووحدات سكنية منظمة ومنتجعات للمرح وتخديم للشوارع وإعادة هيكلة البنية التحتية وإنارة الطرقات وبناء الحدائق ومشاريع كثيرا” تجمل المدن والبلدات.
لكنها لم تخلو من قصف قوات حكومة الأسد رغم ذلك لم تتوقف عن التقدم المعماري، مما جعل إدلب أن تعيش على أبواب النهوض وأعتاب الحرب.
“التقدم العمراني الأخير يدل على أن هذا الشعب حي قادر على إعادة بناء نفسه وبلده رغم سوء الظروف التي فيها ورغم الاختراقات التي يقوم بها النظام والروس بين فترة وأخرى التي تستهدف بعض مناطق إدلب”.
ذلك ما بدأ به الأستاذ “أحمد بكرو” رئيس المكتب السياسي في الهيئة السياسية في محافظة إدلب لموقع “أنا إنسان” وأكمل قائلاً: “وأهم ما في تلك الحركة العمرانية هي إعادة تأهيل البنى التحتية التي تتيح إمكانيات أوسع لتطور هذه الحركة العمرانية واستمرارها كماً ونوعاً بعيداً عن الحرب واقتصادها الطفيلي الذي ولد أثرياء حرب يركزون على مفهوم الربح السريع دون إنتاج ولا خدمات أو تلبية حاجات.
وأضاف “طبعاً نحن نقيس أي تحول أو تغيير أو تقدم عمراني بضوء خدمة أهلنا في تلك المناطق وتلبية احتياجاتهم والتخفيف عنهم من ظروف القهر والحرمان التي عاشوها ولا زالوا يعانون منها وما يدعون للقلق عدم وضوح مصير تلك المناطق وعدم جدية الجهود الأممية في الوصول إلى حالة استقرار لتلك المناطق للوصول إلى ما يطرح من حلول سياسية عادلة تسهم بالتخلص من حقبة الأسد لعودة اللاجئين والدخول بإعادة الإعمار الشامل وانتشال مناطقنا من دائرة الاقتصاد المغلق الذي ولد ضيق فرص العمل وارتفاع الأسعار وضعف الاستثمار الإنتاجي والقدرة على الحركة الاقتصادية بحرية وأمن واستقرار”.
ولفت في حديثه بالقول “أثبت شعبنا خلال كل تلك الفترة الماضية بأنه مصمم على ترميم جراحه ومستمر بإعادة بناء ما دمر، لإيمانه بحتمية سقوط الأسد المجرم وبعدالة ما ضحى من أجله لذلك عجزت كل محاولات القتل والتدمير والتهجير والتغيير الديمغرافي عن أن تثني هذا الشعب عن أن يستسلم أو يتخلى عن إرادة الحياة بحرية وكرامة على أرضه، في أسوء الظروف متحديا آلة الحرب وعهر تجارها الذين يستثمرون في معاناتنا اليومية”.
السيد “بلال قطش” مؤسس ومديرسوق الحميدية مول يقول: لموقع “أنا إنسان “لا نخاف من خسارة أي شيء مهما كان مستقبل المنطقة مجهول فنحن نبني ونعمل ونتحدى الظروف والعقبات، قمت ببناء مول الحميدية كأول مول في المناطق المحررة.”.
وأضاف “تجاوزت كل الأزمات القصف من قبل القوات الحكومية واستغراب الناس ببناء المول تحت هذه الظروف والتهديدات تابعت العمل دون توقف لأنني أثق بخطوات وأملي بالله بنجاح مشروعي كان الداعم الأساسي لي، فكانت حسن المعاملة والإدارة الموحدة والخدمات التي قدمها المول مجانا والاسعار المناسبة واستبدال أموال الدعايات المأجورة بتخفيض الأسعار ودعم التسويق الالكتروني سببا كبيرا لنجاح المشروع حتى باتت المنطقة المحيطة بي تمتلئ بالمشاريع والمولات الكبيرة وبات الازدهار يتضح لكن هناك بعض المبالغة في بعض المولات التي أنشئت حديثا”.
لكن الحاجة للعمل ولتأمين دخل مناسب والاستمرار بالحياة كان سبباً في فتح المشاريع رغم تحدي الظروف ذلك كان رأي السيد “عبد الكريم عثمان” مدير شركة الأمين للإلكترونيات والطاقة البديلة.
قائلاً: ” لو الاسد ونظامه حاولوا يحرمونا هذا الحق بدنا نعيش ونعمل ونستمر والتقدم المعماري في ادلب ومحيطها جيد ولكن غير كافي لاستيعاب جميع المهجرين والنازحين الذي هجرهم الاسد وتفتقر ايضا للبنية التحتية التي تعاني منها المناطق المحررة بسبب انها كانت مناطق غير مدعومة ومهملة قبل الثورة السورية لان سياسة النظام المجرم كانت لا تهتم بالأرياف والمناطق الغير سياحية حتى ان معظم هذه المناطق لم تكن تحتوي على صرف صحي وكهرباء واتصالات”.
حتى التعليم كان له دور بارز في النهوض المعماري لإدلب في الأواني الأخيرة وذلك ما أكده الأستاذ “مصطفى سالم” مدير مدرسة وطن في سلقين بقولة: ” أحد أبرز مظاهر التقدم المعماري ما يمكنك مشاهدته في المؤسسات الخدمية كالمشافي والمدارس.
بالفعل أصبحت المدارس الخاصة تواكب من حيث طراز بنائها المخططات العالمية من حيث المساحات كالبناء والقاعات الصفية بالإضافة للتجهيزات والخدمات.
وهذا إن دل فإنه يدل على أن المحرر يخطوا خطوات فعالة وسريعة نحو الأمام من حيث الجانب العمراني.
والقصف لن يوقف التقدم العمراني ربما يؤدي لتباطؤ الحركة العمرانية إلا أنه لن يوقفها
تأقلم السكان مع الوضع الراهن وبالتالي أصبح للجميع إيماناً ان الحياة لابد لها من الاستمرار”.
التقدم المعماري ظهرا جلياً بعد اندلاع الثورة، لطالما كانت ادلب مدينةً ومحافظةً منسية.
فبعد انطلاق الثورة وخاصة في السنوات الاخيرة التي شهدت هدوءً نسبيا ظهر للعيان التوسع المعماري المتقدم الذي بدأ يحاكي التطور الحضاري من حيث الأبنية السكنية ذات التصميم الهندسي المتميز.
لذلك مهما كان مصير المنطقة فالحياة لابد من أن تستمر إن كانت إدلب على أعتاب الحرب فاستبقت وكانت على أبواب النهوض.