أخبار

بدأت ثورتي قبل بدء الثورة!

 

سوزان أحمد 

“لم أكن وحدي عندما بدأت ثورتي، كنا مجموعة من الأفراد الذين جمعهم العالم الافتراضي بداية من خلال ثورة صناع الحياة ثم من خلال موقع “سيريا نيوز”” بهذه الكلمات بدأت الإعلامية والثائرة سهير أومري حديثها.

سهير أومري، اسم سيدة سورية في منتصف العمر يضاف إلى قوائم حرائر سورية اللاتي أبين إلا أن يشاركن بكل فاعلية في ثورة الكرامة بسورية؛ تلمس في حديثها روح الثورة والإصرار على تحقيق أهدافها بكل عزيمة وقوة وهي لا تدخر جهداً في ذلك.

تعود بذاكرتها لعام 2010، حين أنشأت صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي مع أصدقاء لها للمطالبة بمحاسبة الأجهزة الأمنية التي قصرت بملاحقة قضية جنائية تسببت بمقتل طفل فتقول “تحدثت قنوات عالمية عن الصفحة وطرحت القضية في مجلس الشعب واعتقل على إثرها عدد من أصدقائي القائمين على القضية وهنا بدأت ثورتنا! فعلاً بدأت ثورتي قبل بدء الثورة”

لم تقتصر مشاركة أومري على المظاهرات السلمية والتشييعات التي ميزت بدايات الثورة، بل شحذت قلمها لدعم حق الشعب في مطالبه بالحرية والكرامة وساهمت بالدعوة للإضرابات وتوزيع المنشورات وتلقت تهديدات بالاعتقال ما أجبرها على مغادرة منزلها وهدد حياتها الزوجية بالفشل.

سهير“الثورة أعطت سهير” تقول بصوت واثق وتردف “لم تنتظرني الثورة لأدعمها، نحن من كان ينتظرها. فلطالما كان لدينا شعور بأننا في سورية ولكننا لا نملكها. كنت أحب دمشق ولكن أشعر بالضيق في صدري. الثورة أعطتنا الأمل بالحصول على دمشق التي نحلم. الأمل في أن يعيش أولادنا حياة أفضل. علمتني الثورة معنى الحرية ومعنى المكتسبات الفكرية والمعنوية.”

وتتحدث أومري بصوت متهدج لأنا قصة إنسان عن ذكرى مقتل الطفل حمزة الخطيب ومجزرة الحولة وكيف قضت ليال باكية وخائفة ولكن هذا زادها إصراراً وثقة أنه لارجعة عن هذه الثورة. “فلا واقع يستطيع أن يعوضنا عن الأرواح التي فقدناها. هذه المرحلة وعلى صعوبتها تمهد لمرحلة أفضل حتماً حتى وإن لم تكن قريبة.”

نعم سلمية، ثورة بلاد الشام بدأت سلمية وبالرغم من كل الدمار وكل القوى والأسلحة التي تدخلت لسفك الدماء، إلا أنه وبمجرد أن هدأت وطأة القصف الهمجي حتى عاد الشعب في كافة المناطق المحاصرة والمحررة إلى الشارع يردد بالصوت العال “الشعب يريد إسقاط النظام”، فأي إرادة لا تهزم تلك!

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *