“بدنا نعيش” حراك مجتمع السويداء .. فهل سيصمد؟
أطلق أهالي السويداء دعوة للحراك السلمي تحت هاشتاغ #بدنا_نعيش، وهو حراك سلمي لكل أبناء المدينة للتعبير عن مطالبهم بطريقة حضارية منطلقة من ثقافة ووعي أبناء سوريا وأخلاقياتهم في التعبير عن آراءهم.
وقد أجمع أهل السويداء على توحيد شعاراتهم وأهدافهم جميعاً على حد سواء من موالاة ومعارضة وحياديين على توحيد شعاراتهم وأهدافهم، بعد حرب طاحنة وما حدث فيها من تطرف وصراعات وانشقاقات حتى داخل البيت الواحد.
شاهد بالفيديو :ارتفاع الأسعار في محافظة السويداء من صفحة السويداء ANS
https://www.facebook.com/Suwayda.IamaHumanStory/videos/128588438279092/
جاء هذا الحراك السلمي للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي وملاحقة الفاسدين واسترداد أموال الشعب المنهوبة من قِبل شخصيات في مواقع المسؤولية تم الكشف عن أسمائهم والمبالغ التي قاموا باختلاسها و “استردادها” دون معرفة مصيرها حتى اللحظة.
لم تعد السويداء تنعم بوضع آمني ومعيشي مريح بسبب تقصير الجهات المعنيّة، كملاحقة عصابات الخطف والسلب الذين يروعون سكان المحافظة و زائريها من المحافظات الأخرى،
شاهد بالفيديو: صراع بين أبناء السويداء على وسائل التواصل الإجتماعي حول الاحتجاجات الأخيرة في المدينة
https://www.facebook.com/Suwayda.IamaHumanStory/videos/651885475618493/
ولا يتوقّف الأمر على ذلك فقط؛ فتجّار الوقود والغاز يبيعون بضاعتهم النادرة بأسعار عالية جدا دون أي رقابة أو على المواطن في السويداء خياراً آخر بالوقوف عند المؤسسات الحكومية التي توفر الوقود بكميات شحيحة عدا عن مذلّة الانتظار لساعات عديدة في طوابير طويلة للحصول على مخصصاتهم.
أما الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار وما رافقه من غلاء فاحش لأسعار السلع والمواد الأساسية والخضار والفواكه واللحوم بات لزاماً على شباب السويداء وأهاليها الذي يقف على شفا بركان من القهر والغضب والشعور بالذل والمهانة أن يتحرك لأجل حياتهم ومستقبلهم.
شاهد بالفيديو: أسباب ارتفاع الأسعار وانتشار الغلاء في السويداء
https://www.facebook.com/Suwayda.IamaHumanStory/videos/484193685851761/
الناشطون المنظمون لحراك “بدنا نعيش” وضعوا مجموعة قوانين للحفاظ على سلمية الحراك وأحقيّته، وتفويت الفرصة على أي شخص أو جهة للتحدث بلسانهم أو إملاء ما يجب فعله عليهم.
فالحراك سلمي لا يهدف لتخريب الممتلكات العامة، ولا التعدّي على أي شخص مدنيّاً كان أو عسكرياً، حيث قام شاب وفتاة على مدى أيام بحمل الورود ووضعها على درج مبنى المحافظة أمام عناصر الشرطة الموجودين هناك للدلالة على المحبة والنية الحسنة من المشاركين في الحراك.
الحراك مطلبه تحسين الوضع المعيشي اقتصادياً وأمنياً، وهو لكل السوريين دون النظر لدين أو انتماء قومي أو سياسي، غير قابل للتسييس وتحييده عن هدفه الأساسي، مطلب الحراك الرئيسي حجب الثقة عن الحكومة (وهو مطلب دستوري) طالما هي عاجزة عن القيام بمسؤولياتها تجاه الدولة والشعب، وتشكيل حكومة إنقاذ أخلاقية غير فاسدة تتمتع بالكفاءة اللازمة لإدارة أزمة البلاد وانتشالها الفساد والتدهور.
ورغم تباين آراء مجتمع السويداء والمجتمع السوري عموماً بين مؤيدٍ للحراك ومعارضٍ له، وبين مُهاجِم ومُحبِط، ورغم عدم صدور أي تصريح رسمي من أي شخص في موقع المسؤولية في المحافظة وخارجها في إشارة واضحة على تجاهل مطالب الناس والاستخفاف بصمودها طوال سنوات الحرب، إلا أنه تجدر الإشارة إلى أنه تم إطلاق دعوة لتحرك مماثل في مدينة السلميّة السورية..
ويبقى الشارع منتظراً ما إذا كان هذا التحرك السلمي الحضاري سيبدأ بحصد نتائج لصالحه، وينتظر طريقة تعاطي السلطات معه التي تُنبئ عن العقلية المستخدمة لاحقاً للتعاطي مع مثل هذه التحركات.
