أخبار

حكايتي مع مؤسسة رحمة الإغاثية في سورية

  كنت أسمع في الأخبار كل يوم عن الجرائم التي كانت تُرتكب بحقِّ السوريين، تابعتُ عبر اليوتيوب مشاهد الدَّمار والقتل والقصف، وتابعت شهادات لأناس ناجين من هذه المناطق وكانت هذه الشهادات بمثابة سبب لي للبحث أكثر و لفهم مأساة شعب كامل يُذبح لأنه طالب بالحرية.

في البداية توجهت إلى مناطق سكن اللاجئين الناجين من الحرب، عبر تواصلي مع جميعة رحمة الإغاثية التي وفرت لي كل السبل للوصول ، وقد تمَّ الإتفاق معهم أن أتوجه إلى لبنان وتحديداً إلى مخيمات اللاجئين السوريين. مؤسسة رحمة تعمل على تأمين المساعدات الغذائية والطبيَّة للاجئين ، و أثناء عملي معهم تعرفتُ واختلطتُ باللاجئين و سمعتُ قصصهم ، وللأسف سمعتُ عشرات القصص التي أثرت بي . قصص الأطفال الذين خسروا أباءهم وأمهاتهم أكثر ما أثر بي ، تألمت كثيراً بسماعها.

IMG_5559فقد شاهدوا أبشع المشاهد التي تحتوي الكثير من العنف. لفت انتباهي صمود هؤلاء الأطفال، وإصرارهم على رسم الإبتسامة على وجوهم رغم كل مشاهد القتل والدمار التي شاهدوها. الأطفال هنا إيجابيون يستقبلوننا بابتسامة عريضة وابتسامتهم موجودة على وجوههم في كل اتجاه . إنهم لايعرفون أننا نستمد منهم القوة والإلهام في وجه التحديات وسنكمل مشوارنا لإيصال رسالة حريتهم ضدَّ الجريمةِ بحقِّ الإنسان، كما أنَّني أشعرُ بتواضع أمامهم وألاحظ النور والأمل في عيونهم أثناء النظر إلى المستقبل المشرق ، ومايفعلونه الآن ومايستمرون به في حياتهم يشعرني بالدفء والحرارة والعاطفة ، ضحكتهم تحكي قصصاً كثيرة عن معاناتهم وماشهدوه لكنهم برغم ذلك يقولون نحن هنا باقون وسنستمر . كانت تجربتي مع مؤسسة رحمة الإغاثية رائعة، وقد استطعت عبرها أن أشاهد بأمِّ عيني ما كنت أشاهدهُ عبرَ مواقع التّواصل الاجتماعي . لقد تفاعلت مع اللاجئين و قدمتُ يد المساعدة إلى من هم بحاجة، لعلي لم أقم بحل جميع مشاكلهم لكنني قدّمتُ شيئاً بسيطاً ..

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *