أخبار

كيف عزلت الامطار نازحي مخيمات سرمدا عن الحياة لأيام؟

 

يلبس محمد القدور (45 عاماً) حذاءاً طويلاً وثياب متسخة، وذلك بهدف الذهاب إلى خارج المخيم الذي يقطن فيه من أجل جلب الخبز وذلك بعد انقطاعه عن شراءه بسبب الأمطار التي تهطل منذ أكثر من أسبوع بشكل متواصل، حيث يحتاج إلى أكثر من ساعة من أجل الوصول إلى خارج المخيم بسبب ارتفاع منسوب المياه بين الخيام.

محمد القدور هو من بين مئات العائلات التي حوصرت داخل خيامها بسبب الأمطار الكثيفة التي دخلت إلى داخل خيامهم، وذلك بسبب إنشاء مخيمهم على أرض ترابية على عجل، لمئات العائلات النازحة من بلدة حاس وكوكبا بريف إدلب الجنوبي في منطقة سرمدا الحدودية، من قبل بعض الأهالي بجهود ذاتية حيث لم تخديم هذا المخيم مع فترات الصيف.

ويقول “القدور” لموقع أنا إنسان: “أكثر من 350 عائلة لم تستطع سوى جلب الحاجيات البسيطة في هذا المخيم منذ أسبوع، حيث يقوم عدة أشخاص لديهم القدرة الجسدية على الذهاب لجلب حاجيات الناس في المخيم، بسبب أن المشي في الأرض الطينية شبه مستحيل بالإضافة إلى غمر المياه لكافة جوانب المخيم”.

شاهد بالفيديو :معاناة أهالي مخيم الخان في مدينة سرمدا مع قدوم فصل الشتاء

وأضاف: “مما يزيد الكارثة أن حفر الصرف الصحي امتلأت، حيث لم يتم تجهيز مشروع صرف صحي للمخيم واختلطت مع مياه الامطار، حيث أن هذا الأمر سيؤدي إلى بقائها لفترة طويلة وهو ما سيؤدي إلى الأمراض لدى سكان المخيم، ناهيك على أنه لا يمكن لأي سيارة أن تقوم بشفط المياه بسبب صعوبة الطريق”.

وأشار إلى أن “وسائل التدفئة تعتبر معدومة نوعاً ما، وخصوصاً أن الأهالي يعتمدون على شراء قسم قليل من المحروقات يكفيهم لأيام، وفي ظل عدم استطاعتهم من الخروج يومياً فأن الكثير منهم يعتمد على تغطية أبنائه بالبطانيات على مدار اليوم والليل لكي يقيهم البرد الشديد في هذه المنطقة”.

وتعاني المخيمات في الشمال السوري من وضع كارثي بسبب موجة النزوح الكبيرة من ريف إدلب الجنوبي، وبناء مخيمات بشكل عشوائي من قبل الأهالي وبعض الفعاليات المدنية، دون التفكير بمستقبلها مع دخول فصل الشتاء، بالإضافة على شح الدعم المقدم من قبل المنظمات الإنسانية بسبب موجة اللجوء الكبيرة”.

يقول محمود النمر وهو مسؤول في مخيم الضياء في سرمدا لموقع أنا إنسان: “أثناء العاصفة المطرية التي مرت على المخيمات غرقت عشرات الخيام وأصبحت العائلات بحاجة إلى مأوى، حتى بات الوصول للخيام وتفقدها أمرا صعباً حيث يحتاج التنقل داخل المخيم إلى وقت كبير بسبب طبيعة الأرض الطينية”.

وأضاف:” أغلب الأطفال يرتجفون من البرد بسبب انعدام وسائل التدفئة، حيث يعمد أهاليهم على الباسهم عدة ستر شتوية وجوارب لكي لا يصيبهم الزكام، لأن الذهاب إلى الطبيب أو المشفى يعتبر صعباً للغاية لان الخروج من المخيم والدخول إليه أثناء هطول الأمطار يعتبر مشقة كبيرة، ولا يمكن للأطفال والعجائز والنساء التنقل لخارجه”.

 

وأوضح بأن: “وصلنا خبر ليلاً بأن أحد الرجال أصيب بآلام شديدة ويحتاج للذهاب للمشفى، حيث تواصلنا مع سيارة لتنتظرنا على الطريق العام وقمنا أنا و4 شبان بنقله على بطانية إلى خارج المخيم، حيث احتاج الأمر أكثر من نصف ساعة، حيث أنه لو كانت الحالة الخطيرة يمكن أن يموت المريض قبل إسعافه”.

ويناشد النازحون داخل المخيمات الواقعة في منطقة سرمدا الجهات الإغاثية بتقديم الدعم لفرش المخيم وفتح طرقات داخل الخيام كي لا تغرقها الأمطار، وذلك خشية من غرقهم من المنخفضات الجوية القادمة الممتدة لأيام طويلة بالإضافة على مطالبتهم بإنشاء أنابيب للصرف الصحي وتمديدها لخارج المخيم للتخلص من الروائح الكريهة والأمراض”.

شاهد بالفيديو :من داخل مخيمات سرمدا.. معاناة النازحين السوريين بعد سقوط الأمطار

حمزة المندو وهو أحد العمال في بيع الدجاج وهو نازح داخل مخيمات سرمدا يقول لموقع أنا إنسان:” الكثير من أبناء المخيم الذين يعتمدون على العمل في تأمين لقمة معيشتهم، لم يستطيعوا الذهاب بانتظام لمزاولة أعمالهم منذ بداية فصل الشتاء، حيث أن الأمر يؤثر على حياتهم المعيشية بالدرجة الأولى في ظل الغلاء الفاحش وعدم وجود مدخول أخر”.

وأضاف: “باقي المخيمات في منطقة أطمه وقاح وضعها جيد للغاية بسبب إنشاء المخيم من قبل المنظمات الإنسانية، في حين أن أغلب مخيمات سرمدا تم إنشائها على أرض ترابية حمراء، تبقى الأرض طينية حتى بعد بزوغ الشمس ب 15 يوماً وهو ما يضاعف المأساة داخل هذه المخيمات حتى انتهاء فصل الشتاء”.

ويشار إلى المنظمات الإنسانية قامت بتوزيع عدد من الأغطية والمدافئ مؤخراً في خطوة لتدارك الأزمة الإنسانية في هذه المخيمات، ولكن تبقى المشكلة الأساسية في الأرض الترابية لهذه المخيمات وعدم وجود خطة لفتح طرقات هي المشكلة الأساسية التي طلب سكان المخيمات بوضع حلول لها.

 

أيهم الشيخ

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *